قلوب مهجورة

 

أنور بن احمد البدي

22 مارس 2023

-لو سمحت… لو سمحت!!
-هل تحدثني؟
-نعم أقصدك أنت بالنداء، -تفضل ماذا تريد هل مددت لي يد العون لأسد جوعي بكسرة خبز أنتم متى تنقرضون إلى متى هذا التسول ألا تستحي من الشيب الذي احتل تقاسيم وجهك يا أخي لماذا كل هذا التجريح؟
إن كانت يدك مغلولة إلى عنقك لا تبيع وتشتري بماء وجوه أجبرتها الظروف والحاجة على سؤال من تعرف ومن لا تعرف لتستهزئ بدموع زلزلها التعب وأسقطها
القهر أن كانت جنتك قد أينعت بفضل ربي وهو مغير الأحوال من حال إلى حال ليجعلها خاوية، انت لا تستشعر الجوع لأنك اعتدت على النعم لتجد الجوع أمرًا غريب أن هل هلال شهر الله حيث الانقطاع إلى الخالق الذي أمرك بالصيام لتتحس الجوع وألم الحاجة لتعيش تحت سقف الفقراء، لترتعد جوارحك من برودة العراء متسارعًا باحتكاك أطرافك باحثًا عن الدفء ربما تترجل من برجك العالي وتتجول في حارة البؤساء. لا تستغرب أن وجدت أناسًا ملابسهم ممزقة خيوطها مزقتها الحاجة. لا تعتقد أن هذا إنتاج أحد الماركات التي تعرفها.
إن وجدت أطفالًا حفاة فلا تفسر هذا بقوتهم على تحمل حرارة الأرض، فذلك واقع مفروض عليهم.
تخيل أنك في صحراء وقد نال منك العطش ووجدت بئر ماء، وعليه دلو وقد تملكك الفرح، ورميت بالدلو في جوف البئر لتجلب الماء وأنت تتسارع أنفاسك قبل وصول الماء الذي تجده باب نجاتك، ولكن للأسف وصول الدلو فارغ كان البئر الذي تعتقده غنيًا بالماء خاويًا في جوفه لذلك لا تطلب من كان غنيًا في ماله، بل اطلب من كانت نفسه غنية
قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).[٣]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.