عالم التخفيضات بين الحقيقة والخيال..!!

 

سلمان بن محمد العُمري

 

 

 

 

 

 

 

 

24 يوليو 2022

المعروف عن الألمان ترشيد الاستهلاك وحسن التصرّف، ولديهم مثل لطيف يقول: «إذا اشتريت ما لا تحتاج فإنّك تسرق نفسك»، وهو مثل يحمل كثيراً من الحكمة، وخيرٌ وأبلغ منه طبعاً قول ربّنا عز وجل: {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.

وقد بعث إليّ أحد الأصدقاء نماذج من الغرائب والعجائب عن أسعار سلع تجارية متنوعة يصل التخفيض بها إلى أكثر من (90%)!!؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر مما بعثه، وهو من المهووسين بالاطلاع على كل (تخفيض)، ولا تفوته شاردة وواردة من محلات ومتاجر التخفيض، حتى وإن لم يشتر شيئًا، وساعدته وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى تلك الأماكن بكل سهولة ويسر.. فمن ذلك حذاء يباع (بـ2799) حدد سعره بعد التخفيض (بـ279) بتخفيض (2520)!! وحذاء آخر من جلد البقر أو الثعبان سعره (2990) وخُفض إلى (299)، وترويج آخر لماكينة الكنس سعرها (3390) وخفضت إلى (339). أما أصحاب العود والعطورات فحكايتهم حكاية أخرى من أسعار باهظة الثمن؛ إذ يصل كيلو العود إلى ثلاثين وأربعين ألف ريال، ويخفض سعره إلى ثلاثة آلاف وربما لألفَي ريال!! وهؤلاء بارعون في عالم التسويق، واختيار الوقت المناسب لتصريف بضاعتهم، وهلم جرا على بقية المنتجات!!

وأمام هذه اللعبة المكشوفة التي يتم فيها الضحك على المستهلك في وضح النهار؛ هل تعلم عنها وزارتا التجارة والبلديات؟!

وهنا نتساءل: هل نحن مجتمع استهلاكي لهذه الدرجة؟ وهل يستهان بالإنسان وفكره وعقله، الذي وصل إلى حد السخف والسخرية والاستهزاء؟ وكيف يعقل أن يكون هناك تخفيض للأسعار يصل إلى 90%!!، ولا يزال هناك ربح، وأين الحقيقة؟ وإلى متى يستمر هذا؟ وما ضوابطه؟!

لا تخفى عليكم ما يحدث من تجمهر الذكور والإناث، كبيرهم وصغيرهم، وحتى عمالتهم من السائقين والخادمات، حينما يُعلن عن وجود تخفيضات؛ إذ تحصل مشكلات ولا في الأحلام والأفلام حيث تحدث عواقب وخيمة من مشاحنات، مع تزاحم وتدافع، وربما مضاربات ينتج عنها إصابات بين الناس، وتحضر الشرطة والإسعاف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!

ختاماً أقول لكل مستهلك شغوف بمروجات البيع (التخفيضات الوهمية) إن عليه أن يعلم أنّ الحلّ بين يديه، وهو ترشيد الاستهلاك، وتجنّب الإسراف، والابتعاد عن بعض العادات الاجتماعية السيّئة كتقليد البعض في أشياء ومباحات لا ضرورة لها، وتغيير سلوكنا وعقليّتنا الاستهلاكيّة، وتعديل نمط عيشنا.

وفق الله الجميع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.