“قصة كيرالا” يتسبّب باشتباكات طائفية في الهند واتهامات بإساءته إلى الإسلام

الأربعاء 17 مايو 2023
كما توقّع نقّاد هنود لدى بداية عرضه، تسبّب فيلم “قصة كيرالا” باشتباكات في الهند، على خلفيات طائفية، أجّجها الفيلم الذي يتناول قضيّة الجماعات الإسلامية المتشدّدة.
فقد رأى مسلمون هنود أنّ الفيلم يحرّض على الإسلام، في حين كان للنقابات الفنية رأي آخر، وامتنعت عن حظر الفيلم لما قد يسبّبه من جدلٍ لا يحمد عقباه.
الفيلم لم يتسبّب في جدلٍ فحسب، بل أدّى إلى اشتباكات طائفية، اعتقلت على إثرها السلطات الهندية ما يزيد على 100 شخص في ولاية ماهاراشترا غربي البلاد في أعقاب وفاة شخص وإصابة ثمانية آخرين خلال الاشتباكات.
وأفادت تقارير بأن أعمال عنف اندلعت في مدينة أكولا بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي لفيلم “قصة كيرالا”، الذي يصور قصة خيالية لثلاث هنديات انضممن لتنظيم “داعش”.
ولجأت السلطات إلى حجب خدمات الإنترنت، وفرضت حظر تجول في المنطقة بغية السيطرة على الوضع.
وكانت شرطية من بين الذي أصيبوا خلال الاشتباكات.
وقالت الشرطة إن أعمال العنف اندلعت يوم السبت عندما تجمع أفراد خارج مركز للشرطة في أكولا احتجاجا على منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عن الفيلم.
وأفادت تقارير بأن المنشور كان عبارة عن لقطة من شاشة تظهر محادثة بين اثنين من السكان نشرها أحدهما على إنستغرام.
وقال مسؤول في الشرطة لصحيفة “إنديان إكسبرس” إن بعض الرسائل في الدردشة “تجرح المشاعر الدينية” للشخص الآخر، لكنه لم يذكر أي تفاصيل.
وحث مكتب إكناث شيندي، الوزير الأول في ولاية ماهاراشترا، على الحفاظ على الأمن، وأصدر تعليمات لشرطة الولاية باتخاذ إجراءات صارمة ضد أولئك الذين شاركوا في أعمال العنف.
جدل واسع
وأثار فيلم “قصة كيرالا” الذي عُرض في دور السينما الأسبوع الماضي، جدلا قبل شهور من طرحه.
وانتقد سياسيو المعارضة الفيلم ووصفوه بالدعاية، بيد أن صنّاع الفيلم قالوا إن القصة تستند إلى سنوات من البحث والأحداث الحقيقية.
كما حظي الفيلم بتأييد قادة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، كما أشاد به رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، في تجمع انتخابي الشهر الجاري.
وحظرت حكومة ولاية البنغال الغربية الفيلم، بينما أعفت ولايتان، أوتار براديش ومادهيا براديش، وكلاهما يحكمهما حزب بهاراتيا جاناتا، الفيلم من الضرائب.
واندلعت اشتباكات يوم الأحد بسبب الفيلم في كلية الطب في منطقة جامو، وأصيب طالبان على الأقل في أعمال العنف، التي ورد أنها اندلعت بسبب منشور عن الفيلم تبادله طلاب على تطبيق واتسآب.
وأنحت السياسية محبوبة مفتي، رئيسة وزراء جامو وكشمير السابقة، باللائمة على الحكومة الاتحادية في الاضطرابات، واتهمتها بتشجيع العنف “من خلال الأفلام التي تؤجج لهيب الطائفية”.
اعتراضات عربيّة على الفيلم
كما في الهند، اعترض ناشطون عرب على مواقع التواصل الاجتماعي على الفيلم حتى قبل مشاهدته، معتبرين أنّه عملٌ مشبوه يسيء إلى المسلمين.
وكان “مرصد مسلمي الهند” وهو حساب يتابعه أكثر من 10 آلاف شخص على “تويتر” أوّل من حذّر من الفيلم، فكتب أن الهندوس يحرضون على المسلمين في الهند، داعياً إلى محاسبة مثيري الفتن


ونشر الحساب فيديو يظهر تحريض جماعة من الهندوس ضدّ المسلمين


وأكّد الحساب أنّ رئيس وزراء ولاية أوتار براديش الهندية، وزعماء حزب بهاراتيا جاناتا بأكمله مشغولون بالترويج للفيلم.
وتساءل “لماذا؟ لأن هذا الفيلم معادي للإسلام ويحرض على المسلمين، وأن منتجي هذا الفيلم هم هؤلاء القادة التابعين لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند.” واعتبر أنّ الفيلم هو “دعاية هندوسية خبيثة ضد المسلمين”.
وأعلن حساب باسم محمد الهندي عن مكافأة لمن يؤكد ادعاءات الفيلم


وكانت الحملة ضدّ الفيلم قد بدأت قبل أكثر من أسبوعين حيث استبق البعض الأحداث الدامية للتحذير مما قد يؤول إليه التحريض داخل مجتمع مختلط مثل الهند


كما اعتبر البعض أن الفيلم أنتجته الهند للجم تحوّل الهندوسيات إلى الإسلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.