الخراجات السنية

 

الدكتورة: عزة المط

11يناير 2023

تعتبر معظم الخراجات السنية في أحد الفكين العلوي أو السفلي عبارة عن بؤر جرثومية موضعية متغايرة من حيث كم ونوعية الجراثيم فيها من سن مريض إلى سن آخر عند نفس المريض،أو من مريض لآخر !
وهذه العدوى الموضعية المنغلقة ضمن حدود الحواجز العظمية لبيت السن العظمي قابلة للشفاء بنسب متفاوتة ولأسباب متعددة أهمها مناعة المريض وطريقة العلاج الفعالة.
في البداية،وتبعاً للتشريح النسيجي للمنطقة الفكية، يصح القول بأنّ أيّ خراج سنّي لا يمكن أن يتعدّى على سن آخر في استشرائه (بينهما برزخُ لا يبغيان)الأمر الذي ييسّر عملية علاجه ويرفع من نسبة نجاحها.
ومن وجهة نظر أخصائي، تعتبر الخراج السني مع النظر بعين الإعتبار لحجمه وعمق ابعاده وشكله دالّ على نوعية مناعة المريض الذي أمامنا، وبنفس الوقت نستخدم هذه البؤر الإنتانيّة كمحفّز موضعيّ مناعي لجهاز مناعة كسول بهدف رفع سوية صحة المريض بشكل عام !
إنّ الإهتمام بعلاج تلك الخرّاجات وعدم قلع الأسنان ليس إلاّرسالة إيجابيّة ترسلها للجهاز المناعي بأنّ هذا الفرد قادر بفضل الله عزّ وجلّ على مقاومة الأمراض والبؤر الإنتانية، وعلى النقيض من ذلك، فأن التوجّه بالقلع لتلك الأسنان رسالة مثبّطة للمناعة البشرية.
فالموضوع حسّاس ودقيق، ويخضع للمحاكمة العقلية والسريرية الفردية لكلّ حالة على حدة،ويتطلب المزيد من رصّ الخبرات وصبّها للصالح العام.
لايستطيع المريض مهما استخدم من غسولات فموية أن يتخلّص من الخراجات السنية الدفينة في عظم الفكين بل عليه اتخاذ القرار مع طبيبه الممارس في القلع أو إعادة المعالجة،والخيار الأخير هو المحبذ دوماً !
وفيما يلي أهمّ النقاط التي تساعد في رفع نسب النجاح لإعادة المعالجة للأعصاب، ومعالجة الخراجات السنية:
1- تطبيق الحاجز المخاطي أثناء المعالجة، الأمر الذي يضمن عدم دخول سلالات الجراثيم المتواجدة بشكل طبيعي في لعاب المريض إلى داخل السن أثناء جلسة المعالجة.
2-الغسيل الفعّال بمادة هيبوكلوريت الصوديوم بكامل تركيزها،بالعمق والكم الكافي، مع ضرورة ضمان اتّباع البروتوكول الآمن في تلك العملية !
3- منع استخدام المضادات الحيوية في حالات الخرّاجات المزمنة، لتجنب تشكيل السلالات الجرثومية المعقّدة والمتجددة جينياً.
4- توعية فردية للمريض بضرورة زيادة النشاط الحركي،اليومي أثناء فترة العلاج وبعدها،لرفع سوية التدفق الدموي إلى منطقة الفكين،وتسريع التخلّص من سموم المرة الإنتانية.
5-رفع كميات فيتامين سي، وفيتامين دي لتحفيز المناعة بالكميات المعروفة، بشرط عدم وجود أي حالة كلوية،أو سمية بفيتامين دال.
6- تقليل المحتوى السكري في الحمية الغذائية،لنحفيز المناعة وتحسين التوصيل الوريدي للمنطقة.
_____
*أخصائية علاج الجذور   بمستشفيات الحمادي بالرياض

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.