التدخل الجراحي أثناء الحمل بين الضرورة.. والأخذ بالمسببات

“نص خبر”_متابعة

تغيرات فيزيولوجية مناعية تطرأ على المرأة أثناء الحمل مبدلة المقاييس التشخيصية للأمراض الجراحية، الأمر الذي يحتّم عدم التأخّر عن إجراء العمل الجراحي لتلافي مشكلات جراحية إضافية، بما يفاقم من الأمراض لكل من الأم والجنين. وتتضمن الحالات الجراحية الشائعة التي تخالط الحمل التهاب الحمل والتهاب الزائدة الدودية الحاد–التهاب المرارة الحاد– والتهاب البنكرياس الحاد وغيرها. إضافة الى تشخيص سرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم، ويستدعيان تدخلا جراحيا عاجلا.

توضح اختصاصية النساء والولادة في مستشفيات الحمادي في الرياض الدكتورة فتاة بنت عارف نبعة أن التدبير الصحيح للحالات الجراحية الحادة خلال الحمل مثل:التهاب الزائدة الدودية هو تدبير المشكلة بغض النظر عن الحمل،أما بعض الحالات فمن الممكن أن تؤجل إلى الثلث الثاني من الحمل مثل: أورام المبيض وذلك بسبب احتمالية تحريض المخاض بالثلث الأولي للحمل،أما إذا كانت الجراحة تتطلب إزالة الرحم كما هو الحال في سرطان عنق الرحم فهنا الجراحة تؤجل بما يناسب نضج الجنين، وبشكل عام يكون الإجراء الجراحي المجرى خلال الحمل ذا أثر ضئيل جداً على الحمل وأشيع اختلاط هو التهاب البريتوان الذي قد يسبب ولادة مبكرة وهنا تلعب المضادات الحيوية وموقفات المخاض دوراً مساعدا مهما.

الحالات الجراحية الحادة
التهاب الزائدة الدودية الحاد:
إن نسبة حدوث التهاب الزائدة الدودية في الحمل هي 1500/1. ويكون تشخيص التهاب الزائدة أثناء الحمل صعب عادة وذلك بسبب أن الرحم المتضخم يزيح الزائدة نحو الأعلى كلما تقدم الحمل حيث ترتفع نقطة المضض (الألم) الأعظمي للأعلى وقد تختفي خلف الرحم والرباط العريض.


أما بالنسبة للأعراض فهي غثيان وإقياء وألم بطني سفلي بالربع السفلي الأيمن من البطن وقد يكون ألم (سترسوفي) يعني أعلى البطن والمنتصف.
إن المضض والألم الشديد أكثر من المتوقع مع ارتفاع تعدد الكريات البيض المشاهدة بشكل طبيعي أثناء الحمل تزيد الموقف إرباكا وتجعل التشخيص صعب. وهذا يؤدي إلى تأخر الجراحة وزيادة حدوث المخاص المبكر. أما نسبة إنثقاب الزائدة فتبلغ 10% في الثلث الأول من الحمل وترتفع إلى 40% في الثلث الثالث للحمل، أما نسبة الوفيات ما حول الولادة بسبب التهاب الزائدة فهي أقل من 10%.
وفي حال الاشتباه بالتهاب الزائدة،  يجب فتح البطن وإجراء العملية. ولكن في حال كان التشخيص موضع شك ، يجرى شق الجانب الأيمن ليسمح باستئصال أوسع في حال حدوث التهاب زائدة حاد. وفي أواخر الحمل يجب أن يجري فتح البطن من دون عملية قيصرية مع استخدام مضادات حيوية ومثبطات مخاض وفي حال حدوث مخاض بوجود شق حديث على البطن فيمكن تدبيره بالتخدير فوق الجافية (تخدير نصفي)وتقصير الدور الثالث من المخاض باستخدام ملقط الجنين.
وأخيراً يجب التزام الحذر عند تقييم الألم في البطن ولاسيما المترافق بالغثيان والإقياءات ولاينبغي تأخير فتح البطن إذا لم نستطع استبعاد التهاب الزائدة الدودية، والتهاب المرارة والحصيات المرارية.
وتزداد نسبة حدوث التهاب المرارة أثناء الحمل للأسباب الآتية:


-زيادة الكولسترول وشحوم الدم أثناء الحمل.
-الركودة الصفراوية التي تزيد أيضاً حدوث الحصيات المرارية.
كما أن ارتفاع مستوى الإستروجينات أثناء الحمل يزيد من نسبة حدوث الحصيات المرارية بنسبة 1/2000 امرأة حامل تحتاج الى استئصال المرارة أثناء الحمل.  كما أن ارتفاع الكريات البيض والبيلروبين أو اليرقان المترافق مع وجود الحصيات أو زيادة سماكة جدار المرارة على السونار سيساهم بتأكيد التشخيص.

العلاج
بالنسبة للعلاج، يجري استكمال الخطة الأولى بإعطاء السوائل الوريدية مع حمية غذائية ولدى وضع التشخيص  يجب الأخذ بعين الاعتبار الغثيان والإقياء

وعموماً يمكن معالجة التهاب المرارة الحاد دوائياً ولكن إذا استمرت الأعراض والعلامات مع تطور التهاب البريتوان فعندها يتطلب التدخل الجراحي واستئصال المرارة.
من الحالات الجراحية الأخرى التهاب البنكرياس الحاد:
وهو نادر الحدوث أثناء الحمل، يترافق مع ألم شديد في أعلى البطن ويكون على شكل ألم مستمر ينتشر  إلى أعلى الظهر ويخف نوعاً ما بالانحناء إلى الأمام ويترافق مع غثيان وإقياء مع ارتفاع أميلاز المصل.
أما العلاج فيكون بالراحة التامة والسوائل وتخفيف الألم وسحب المفرزات، أما في حال الإصابة الشديدة فإنه لا بد من التدخل الجراحي واستئصال البنكرياس.
ملاحظة: هناك بعض الأدوية التي تترافق مع التهاب البنكرياس الحاد ومنها: المدرات البولية–أسيت أمينوفي(سيتامول) ايزونيازيد-ريفاميسين– تتراكسكلني وغيرها.
القرحة الهضمية:القرحة الهضمية غير شائعة عند الحوامل وإذا حدثت أثناء الحمل تكون أعراضها أخف وذلك سبب العوامل التالية:
-نقص الحركية الهضمية ونقص الإفراز الحامضي في الحمل، كما أن هناك عامل محسن آخر وهو زيادة الهيستاميناز الذي تفرزه المشيمة.

وبالنسبة للأعراض فهي نفس أعراض القرحة لجهة الألم في أعلى ومنتصف البطن(ألم شرسوفي) مع غثيان وإقياء و وجود قيء دموي أحياناً قد يؤدي إلى فقر دم.
أما بالنسبة للتشخيص فهو يعتمد على تنظير المعدة. وهنا لابد من إجراء صورة شعاعيه بسيطة للبطن بوضعية الوقوف لرؤية علامات انثقاب المعدة.
أما العلاج في حالة قرحة المعدة يكون باستخدام مضادات الحموضة بشكل أساسي بينما في حال انثقاب المعدة فيجب عدم التأخر بإجراء التدخل الجراحي لأن النزيف الغزير قد يؤدي لهبوط ضغط وما يهدد حياة الجنين والأم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.