ارتفاع الكوليسترول في الدم

 

د.فواز بن عبدالرحمن الحوزاني

18 يناير 2023

الكوليسترول هو مادة دهنية توجد في دم الإنسان وتعتبر ضرورية لبناء خلايا صحية قادرة على القيام بوظائفها البيولوجية،أحياناً قد ترتفع هذه المادة في الدم عند بعض المرضى لأسباب مختلفة
وهذا يسبب زيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية
وأمراض أخرى.
أعراض ارتفاع الكوليسترول:
ارتفاع الكوليستيرول في الدم ليس له أعراض مباشرة لكن ممكن أن يعاني المريض من شعور بالدوخه والتعب أحيانا” ويعتبر الفحص الدوري
وتحليل الدم هو الطريقة المناسة للكشف عن ارتفاع الكوليسترول.
يوصي الأطباء عادة بإجراء فحوصات الكوليسترول كل عام أو عامين للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عامًا وللنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 55 و65 عامًا. وينبغي أن يخضع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا لفحوصات الكوليسترول سنويًا.
وقد نحتاج إجراء اختبارات أكثر تكرارًا إذا كان لدى المريض قصة عائلية لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم أو أمراض القلب أوعوامل الخطر الأخرى،مثل:داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
أسباب ارتفاع الكوليسترول في الدم:
ينتقل الكوليسترول عبر الدم مرتبطًا بالبروتينات،ويطلق على هذا المركّب الذي يجمع بين الكوليسترول والبروتين اسم البروتين الدهني. وتختلف أنواع الكوليسترول تبعًا لما يحمله البروتين الدهني،وتتمثل فيما يلي:
·الكوليسترول الضار:
ينتقل مع البروتين الدهني منخفض الكثافة،جسيمات الكوليسترول الضار إلى جميع أجزاء الجسم،ويتراكم جزء منه في جدران الشرايين فتصبح متصلبة وضيقة.
·الكوليسترول الحميد (المفيد) وينتقل مع البروتين الدهني مرتفع الكثافة الكوليسترول “المفيد وهو يحمل الكوليسترول الزائد ويعيده إلى الكبد.
وتعود أسباب ارتفاع الكوليسترول إلى طبيعة الحياة التي يعيشها كل إنسان حيث أن بعض العادات مثل: قلة الحركة والسمنة واتباع نظام غذائي غير صحي، تساهم في ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار ومعدلات الدهون الثلاثية،وقد تسهم في ذلك أيضًا عدة عوامل لايمكن للإنسان أن يتحكم فيها،على سبيل المثال،قد يزيد التكوين الجيني من صعوبة تخلص الجسم من كوليسترول  البروتين الدهني منخفض الكثافة أو تكسيره في الكبد.
وهناك حالات مرضية قد تنتج عنها مستويات كوليسترول عالية مثل:
·داء الكلى المزمن و داء السكري.
·فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز.
·قصور الدرقية.
·الذئبة الحمراء.
وهناك بعض الأدوية التي تزيد مستويات الكوليسترول،مثل:
·أدوية معالج حب الشباب
وأدوية معالجة السرطان.
·أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم،وأدوية معالجة فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز
عادات تزيد خطرارتفاع  الكوليسترول.
ومن هذه العادات ما يلي:
·النظام الغذائي السيئ:قد يؤدي تناول الكثير من الدهون المشبعة أو المتحولة إلى وصول الكوليسترول إلى مستويات غير صحية،وتوجد الدهون المشبعة في أجزاء اللحوم الدسمة ومشتقات الحليب كاملة الدسم،أما الدهون المتحولة فغالبًا ما توجد في التسالي المعبأة أو الحلويات.
·السمنة:إذا كان مؤشر كتلة جسم الإنسان حوالي  ‏30 أو أكثر، فيعتبر أنه معرض لخطر ارتفاع نسبة الكوليسترول.
·قلة ممارسة الرياضة:تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تعزيز البروتين الدهني مرتفع الكثافة (HDL) أي الكوليسترول”الجيد”في الجسم.
·التدخين:قد يؤدي تدخين السجائر إلى انخفاض مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة،أي الكوليسترول “الجيد”.
·المشروبات الكحولية:يمكن أن يؤدي الإفراط في شرب الكحوليات إلى زيادة مستوى الكوليسترول الإجمالي.
·العمر: حتى الأطفال الصغار قد يرتفع لديهم الكوليسترول إلى مستوى غير صحي،لكنه أكثر شيوعًا لدى الأشخاص فوق سن الأربعين؛فمع التقدم في العمر،يصبح الكبد أقل قدرة على التخلص من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL).
المضاعفات:
أهم مضاعفات ارتفاع الكوليسترول هي الإصابة بتصلب الشرايين حيث أن ارتفاع الكوليستيرول في الدم يسبب تراكُمًا خطيرًا للكوليستيرول والرواسب الأخرى على جدران الشرايين  وتكون هذه الترسبات على شكل لويحات على جدران الأوعية الدموية وهذا يؤدي إلى حدوث تصلُّب الشرايين
ونقص وصول الدم إلى الأعضاء المهمة مثل:القلب
والدماغ،وقد ينفصل جزء صغير منها ويسير في الدم الى شرايين صغيرة في القلب أو الدماغ ويسبب حدوث مضاعفات،مثل:
·آلام الصدر:إذا تأثَّرت الشرايين التي تُغذِّي القلب بالدم (الشرايين التاجية)،فقد يحدث ألم في الصدر(الذبحة الصدرية)،وأعراض أخرى لمرض الشرايين التاجية.
·النوبة القلبية:إذا تمزَّق أو انفصل جزء من اللويحات، يُمكِن أن تتشكَّل جلطة دموية أوصمه في موقع تمزُّق اللويحات وتمنع تدفُّق الدم وتسدُّ الشريان في اتجاه مجرى الدم إذا توقَّف تدفُّق الدم إلى جزء من القلب تحدث الجلطه القلبية.
·السكتة الدماغية:وتَحدُث عندما تَمنَع الجلطة الدموية تدفُّق الدم إلى جزء من الدماغ.
الوقاية من ارتفاع الكوليسترول:
هناك الكثير من العادات الغذائية الصحية المهمة لصحة القلب تساعد في التقليل من نسبة الكوليسترول في الدم وبالتالي الوقاية من مضاعفات ارتفاع نسبة الكوليستيرول،من هذه العادات اصحية :
·تَناوُل نظام غذائي قليل المِلح يُركِّز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
·الحدُّ من كمِّيَّة الدهون الحيوانية واستخدام الدهون الجيِّدة باعتدال،
·التخلُّص من الوزن الزائد، والحفاظ على الوزن الصحي.
·الإقلاع عن التدخين.
·ممارسة التمارين معظم أيام الأسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل.
·الامتناع عن تناول الكحول.
·التكيف والتعامُل مع ضغوط العمل والحياة المعاصرة.
إذاً أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة يوميا”هو العامل الاساسي في الوقاية من ارتفاع الكوليسترول وتجنب حدوث المضاعفات القلبية والدماغية لاقدر الله.
______
*أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض
_____
د.فواز الحوزاني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.