مغالطات “الثمن” أغضبت أبطاله.. هكذا كانت كواليس العمل

الأربعاء 31 مايو 2023
خاص “نص خبر”
تستمرّ المغالطات والأحداث اللامنطقية في الحلقات الأخيرة من مسلسل “الثمن” (بطولة باسل خياط، رزان الجمال، نيكولا معوض، سارة أبي كنعان)، الذي انطلق انطلاقة قوية، إلا أنّ الأحداث تراخت والإيقاع خفت فبات المسلسل مملاً، محشواً بأحداث غير منطقية، أظهرت تراخياً من الكاتبة يم مشهدي، الذي وقعت في أكثر من مغالطة، تثبت أنها إما كتبت الحلقات الأخيرة على عجل، وإما أصابها الملل ففقدت شغف الكتابة.
المغالطات التي وقعت فيها الكاتبة بدأت منذ الحلقات الأولى، حين أخبر فراس (وسام فارس) حبيبته أنّ زوجته حملت عن طريقة التخصيب الصناعي لأنّه لا يقبل بأن يلمس امرأةً غيرها، في تسخيف لمعاناة الأهل الذي يعانون من العقم ويلجأون إلى التخصيب لتحقيق حلم الإنجاب.
فقد أمعنت الكاتبة في حرف الأحداث عن مسارها، عبر قصصٍ جانبية مفتعلة، منها قصة عائلة ابراهيم مطر (رفيق علي أحمد)، فأدخلت المسلسل في دهاليز لم تعرف كيفية الخروج منها. فجأة ورّط فارس والده في صفقة مع شركة مجهولة، لم يبرر فارس كيفية وقوعه في هذا الخطأ، وعندما واجهه والده تحوّلت المواجهة إلى شجار لم يدلِ فيها الإبن بأي معلومة تبرّر كيفية عقده صفقة مع شركة مجهولة الهوية.
ثم جاء القبض على ابراهيم بتهمة التجارة بالمخدرات وانكشاف الحقيقة بسرعة، وبعدها كان الانهيار الكبير. أفلس رجل الأعمال لأنّ عملاءه انفضّوا عنه رغم ظهور براءته، لم تسمع الكاتبة يوماً بوجود بنود جزائية عند فسخ العقود، كما أنّ الجهات التي استدان منها المال لتوسعة مشاريعه طالبته بالمال دون أن تعطيه مهلة للسداد، لم تسمع الكاتبة أيضاً بأنّ الديون تكون مجدولة بتواريخ لا يحق للمدين أن يطلب المبلغ كاملاً أياً يكن المبرر. وجاءت الطامة الكبرى، حين أراد ابراهيم بيع معمله لسداد ديونه، بقيام الدولة باستملاك الأرض، وشرح الرجل لعائلته معنى استملاك الأراضي، وهي أن تقوم الدولة بوضع يدها على أرض ما ومن ثم دفع “تراب المصاري” ثمنها، وهي أمور لا تمتّ إلى الواقع بصلة وليست موجودة أقلّه في لبنان. وكي تزيد الوضع مأساوية، يبلغ ابراهيم مطر بصدور قانون للضرائب بمفعول رجعي، أي أن يدفع عن السنوات الماضية أموالاً طائلة للضرائب.
يحدث هذا عندما تقرّر شركة إنتاج، الاستعانة بكاتبة سورية، لتعريب مسلسل تركي، المفترض أن أحداثه تدور في بيروت، لكنّ الكاتبة لا تكلّف نفسها عناء البحث عن قانون الضرائب واستملاك الأراضي في لبنان، وتتوجّه إلى جمهور بكمٍ من المغالطات، دون أدنى اعتبار أنّ هذه الهفوات ستصيب العمل بمقتل.
كما أنّ الشخصيات انقلبت بطريقة غريبة، لم تعد أي شخصية تشبه نفسها، وهو ما انعكس على الممثلين، الذين كانوا يصوّرون الحلقات الأخيرة وهم يتململون، وقد علم “نص خبر”، أنّ فريق العمل عندما انطلق التصوير لم يكن قد تسلّم سوى حلقات قليلة، إذ كانت الكاتبة لا تزال في طور الكتابة، ولم يتمكّن الممثلون من الإعداد لشخصياتهم، وتمّ إبلاغهم بألا يتأثروا بالنسخة التركية للعمل لأنّ النسخة العربية ستكون مختلفة.
ومع تقدّم الأحداث، وعجز الكاتبة يم مشهدي عن الخروج بأحداث منطقية، بدأ الممثلون بالتذمّر وأعرب كثيرون منهم أنّهم لم يعودوا على قناعة بالعمل، وأنّهم يكملون فقط لأنّهم التزموا بعقد مع الشركة المنتجة، كما أعرب البعض في جلسات مغلقة عن أنّه لن يبدأ بتصوير أي عمل ما لم تكن كل حلقاته مكتوبة.
ومع الانتقادات التي ترافق العمل لناحية القصّة المترهّلة التي قام الممثلون المخضرمون منهم على وجه الخصوص بمحاولة للنهوض بها، تلتزم الكاتبة الصمت، بانتظار نهاية العمل الذي وإن حظي بنسبة متابعة مرتفعة، لن يكون من الأعمال التي تحفظها الذاكرة أو يشاهدها الجمهور في الإعادة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.