طبيبان مختصان في مستشفيات الحمادي: البكاء صفارة إنذار لتوصيل رسالة من الطفل إلى أهلـه

“نص خبر”- خاص   

 

 

تؤكد العديد من الدراسات الطبية أن البكاء نعمة من الله حيث أنه يساهم بتحرير الجسم والعقل من الضغوط الداخلية والآلام المكبوتة،كما أنه بالنسبة للأطفال يعتبر صفارة الإنذار التي يطلقها الطفل لتوصيل رساله إلى الأهل،وقد تكون هذه الرسالة لغزاً فيلجأ الأهل إلى عيادة الطبيب للإستفسار عنها وخاصة إذا حدث البكاء أو الصراخ بكثرة وصاحبته أعراض أخرى.
فما هو السر وراء بكاء الطفل منذ لحظة ولادته؟ومتى يكون البكاء مفيداً أو ضاراً؟ حول هذه التساؤلات كان حديث اثنان من أطباء الأطفال من مستشفيات الحمادي في الرياض.
أسباب غير مرضيــة
يرى الدكتور  محمد ميسرة استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة في مستشفيات الحمادي في الرياض أنه يمكن تقسيم أسباب بكاء الطفل إلى قسمين رئيسين هما: أسباب غير مرضية وأسباب مرضية:
تنقسم الأسباب غير المرضية إلى أربعة أسباب:
أولها الرغبة في الرضاعة: وهي من الأسباب الرئيسية وخاصة خلال الأسابيع الأولى من العمر حيث يكون الطفل غير منتظم في الميعاد وفي الكمية التي يتناولها قبل المثول للنوم وهذا يكون أكثر وضوحاً في الأطفال الذين يأخذون الحليب عند الطلب أي عندما يستعين الطفل بالبكاء.
أما السبب الثاني فهو الشعور بالبلل والرغبة في تغيير الحفاظ: أيضاً يستعين الطفل بالبكاء طالباً تغيير حفاضته لأنها سببت له المضايقات والآلام وخاصة في وجود التهابات موضعية ناتجة عن وجود الحفاظ المبلل لوقت طويل.
أما السبب الثالث فهو الشعور بالبرد أوالحر: إن ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة الغرفة شيء غير مرغوب للطفل فنجد بعض الأمهات يثقلن الأطفال بطبقات من الملابس بالإضافة إلى الغطاء الخارجي مما يجعل الطفل يطلب النجدة من شدة الحر وقد يسبب له بعض الطفح الجلدي،ومن الناحية الأخرى قد يوضع الطفل في اتجاه الهواء البارد الصادر من التكييف مما يتسبب في شعور الطفل بالبرد أوانسداد أنفه المستمر فيصرخ طالباً المساعدة والدفء.
أما السبب الرابع فهو الحاجة إلى الصحبة والطمأنينة حيث إن الطفل الرضيع يشعر بالطمأنينة بين يدي أمه،وقد وهب الله سبحانه وتعالى مقدرة للأطفال للتعرف على الأمهات عن طريق الشم ويشعر الطفل بالأمان عندما يرى أمه أويشم رائحتها ولذلك يطالب بأن يكون في أحضان أمه أطول وقت ممكن أثناء وقت الرضاعة أو عند الرغبة في النوم.


الاتفاق على المغص
ويقول الدكتور نبال شواقفة استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة في مستشفيات الحمادي في الرياض: من الطبيعي أن يبكي الرضيع حيث الطريقة الوحيدة لديهم للتعبير عن الحاجة. تكون معظم حالات البكاء ردة فعل على: الجوع، والتعب، والسخونة الشديدة،البرودة الشديدة، ووجود غازات، وحفاض متسخ، ويريد العناق، مع الشعور بالملل، وقد تكون هناك أوقات من اليوم يميل فيها الطفل إلى البكاء كثيراً ولا يمكنه الراحة،الوقت الأكثر شيوعاً يكون في وقت مبكر من المساء.
هناك عدة أسباب يمكن أن تجعل الطفل يبكي بشكل مفرط مثل: المغص(COLIC)، وعلى الرغم من اتفاق الجميع على وجود المغص،لكن لا أحد يعرف السبب،وأنه يمكن أن يستمر البكاء لبضع ساعات، قد يكون هناك القليل مما يمكنك فعله. وإذا كان الطفل يبكي باستمرار ولا يمكن مواساته أو تشتيت انتباهه أو لا يبدو البكاء كبكاء طبيعي،فقد يكون ذلك علامة على أنه مريض، قد يكون الرضيع مريضاً،كذلك إذا كان يبكي ولديه أعراض أخرى مثل:ارتفاع الحرارة،فإذا كانت هذه هي الحالة فاتصل بالطبيب،وبكاء الرضيع بالليل بدون سبب،قد يكون في أثناء النوم علامة على أنه يعاني من كابوس ليلي (Night Terrors ). فقد يعاني الأطفال الصغار والأطفال الأكبر سناً الذين يبكون أثناء النوم خاصة في أثناء حركة في السرير أو إصدار أصوات أخرى.
وشدد دكتور نبال شواقفة على أهمية تقييم الأطفال من قبل الطبيب مباشرة إذا كانت لديهم أي علامات تخدير أو إذا كانوا يتقيأون أو إذا توقفوا عن تناول الطعام أو إذا لاحظ الآباء تورماً في البطن أو وجود إحمرار أوتورم في كيس الصقن أو أي سلوك غير طبيعي(بالإضافة إلى البكاء).
ويستفسر الأطباء في البداية عن الأعراض التي يعاني منها الطفل وعن تاريخه الطبي ثم يقومون بإجراء الفحص السريري إلى سبب البكاء غالباً وإلى الإختبارات التي قد يكون من الضروري إجراءها، يكون الرضع الذين يعانون من الحمى مصابون بالعدوى غالباً، وقد يكون لدى الرضع الذين يعانون من صعوبة في التنفس اضطراب في القلب أو في الرئة،ويمكن أن يكون لدى الرضع الذين يعانون من القيء أو الإسهال أو الإمساك أو اضطراب هضمي.


ويسأل الأطباء عند استفسارهم عن البكاء الأسئلة التالية:
متى بدأ المغص؟. مدة المعاناة منه، وعدد مرات حدوثه؟. مدى ارتباطه بالتغذية أو بالتبرز؟. مدى استجابة الرضع إلى تحدثهم؟. التطعيمات والإصابات والأمراض الحديثة؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.