خبيرة أرصاد: الحالة الجوية الأخيرة في الخليج لم تحدث منذ 75 عاما

19 ابريل 2024

“نص خبر”_متابعة

تحذيرات خبراء الأرصاد من أعوام مطرية أو ملتهبة، بسبب الاحتباس الحراري، ترجمت على الأرض وليس آخرها في الخليج حيث غمرت مياه الفيضانات الشوارع متنقلة في ظاهرة جوية من سلطنة عمان الى الامارات مخلفة فوضى وتطرف مناخي جراء تضرر الغلاف الجوي نتيجة استخدام الوقود الاحفوري والغازات الملوثة في الجو. فما رأي الخبراء في الحالة الجوية الأخيرة في المنطقة العربية؟ وما سبل الاجراءات الوقائية والاستباقية؟

تقول الدكتورة منار غانم، الخبيرة في الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر لـ”العربية.نت ” إن “التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الظواهر الجوية، ومنذ منتصف العام الماضي ونحن نتحدث عن توقعات باستقبال حدة وتطرف مناخي بشكل كبير لأنه يوجد احترار عالمي، وزيادة في متوسط درجات الحرارة في العالم”.

توزيعات الضغط
وكشفت الخبيرة المصرية أن هذه الظاهرة تؤدي لتغير في توزيعات الضغط، وكلما زاد الاحترار، كلما زاد التطرف المناخي وعنف الظواهر الجوية المؤثرة، مشيرة إلى أن ما حدث في الإمارات يمكن توصيفه بعنف مناخي بشكل كبير لأن كميات الأمطار التي تسقط في عام كامل، سقطت في يوم أو اثنين فهذا حدث مناخي غير مسبوق لم يحدث منذ 75 عاما.

وتابعت أنه كان لافتا للانتباه ومثيرا للدهشة أن نشاهد سقوط أمطار بهذا الشكل والمعدل الكبير في الإمارات وسلطنة عمان والبحرين، وكلها تأثرت بمنخفض جوي يرافقه كتل هوائية قادمة من المحيط الهندي ومحيط بحر العرب مع منخفض جوي بارد في طبقات الجو العليا. والطبيعة الجغرافية أدت لتشكل الحالة العنيفة التي حدثت، مضيفة أن تغيرات المناخ تؤدي للاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة في سطح الكرة الأرضية ككل، ما يزيد من عمليات التبخر ويؤدي لتغيير منظومة التوزيعات الضغطية، ويخلق ظواهر جوية عنيفة بشكل كبير ونوبات طقس جامحة، وهو ما حدث في الإمارات وسلطنة عمان.

فوضى المناخ

وكشفت المسؤولة المصرية أن فوضى المناخ قد تؤدي لهلاك كوكب الأرض خاصة أنه يوجد تسارع كبير لوصول درجات الحرارة لارتفاعات غير مسبوقة، موضحة أنه من الطبيعي أن تصل درجات الحرارة في كوكب الأرض إلى متوسط 15 درجة مئوية، لكنها الآن وصلت إلى 16.5 درجة. وكان الخبراء في كافة مؤتمرات المناخ يطالبون بالوقوف على الأقل عند هذه الدرجة وألا تزيد على ذلك حرصا على حياة البشر.

احترار كبير

وقالت إنه منذ شهر تموز/يوليو الماضي وحتى الآن بدأنا نلحظ ونرصد احترارا بشكل كبير، وبدأنا في الأشهر الأخيرة نلاحظ زيادة درجات الحرارة في كوكب الأرض إلى 17 درجة مئوية بارتفاع درجتين، وهذه النسبة كان متوقعا أن نصل لها في العام 2030، لكنها حدثت هذه الأيام، ونتوقع تكرارها في دول أخرى قريبا.

وقالت إن ظاهرة النينيو تشكل عاملا مساعدا في زيادة الكارثة، وهي سلسلة من أحداث الاحترار والتبريد تحدث على طول خط الاستواء في المحيط الهادي، عندما يكون هناك انخفاض في كمية المياه الباردة التي ترتفع إلى سطح البحر، ما يؤدي إلى زيادة درجات حرارة سطح البحر وبالتالي ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي فوقه، وتؤدي أيضا لظاهرة التطرف المناخي، مؤكدة أن كل دولة سيكون استقبالها للتطرف المناخي مختلفا عن الأخرى بحسب موقعها الجغرافي. فمن الممكن أن تستقبله دولة بفيضانات واسعة، ودولة أخرى يمكن أن تستقبله بموجة جفاف وسلسلة حرائق.

أمر واقع

وأكدت غانم أن التغيرات المناخية باتت أمرا واقعا ومواجهته تحتاج لتمويل ضخم وقوانين ملزمة لأن الطبيعة أصبحت غاضبة، وتداعياتها قد تفوق التوقعات، مطالبة بالمواجهة والتأقلم في آن واحد.

المواجهة
وقالت إن المواجهة تستلزم تقليل الاحترار العالمي وقلة استخدام الوقود الإحفوري والتركيز على استخدام الطاقة النظيفة، وتقليل الاحتباس الحراري والحد من الانبعاثات، مضيفة إلى ذلك التأقلم في مواجهة التغيرات من خلال تطوير البنية التحتية لاستقبال أمطار غير مسبوقة واستخدام منظومة الإنذار المبكر، وهي منظومة مهمة في مواجهة التغيرات المناخية لتقليل الخسائر والمخاطر.

وبسؤالها حول إمكانية أن تتأثر مصر بهذه العواصف التي حدثت في بعض دول الخليج، قالت الخبيرة المصرية إن مصر ستتأثر بكتل هوائية صحراوية منخفضة في نسب الرطوبة، مع مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، مؤكدة أن مصر ما زالت تشهد استقرارا في الأحوال الجوية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.