اتباع نمط حياة صحي يقلل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية

 

في حوار عن الجلطة.. د.فواز الحوزاني الاختصاصي بمستشفيات الحمادي:

2 يناير 2023

يؤكد الدكتور فواز بن عبدالرحمن الحوزاني أخصائي الأمراض الباطنية وطب الطوارىء بمستشفيات الحمادي بالرياض، أن الجلطة أو السكتة الدماغية حالةٌ طبية خطيرة قد تهدد الحياة في بعض الحالات،وتحدث نتيجة انقطاع الترويةُ الدموية عن منطقة محددة في الدماغ تسيطر على وظائف محددة في الجسم
وتختلف الأعراض حسب المنطقة المصابة.
ويشير الدكتور فواز الحوزاني إلى أن الجلطة الدماغية حالةً إسعافية تحتاج معالجةً طبية فورية،وأنه كُلّما كان التدخل الطبي المناسب سريعا، تكون النتائج أفضل وتقل خطورة إصابة المريض بأضرار خطيرة في الدماغ،ولنتعرف على كل مايتعلق بالجلطة أو السكتة الدماغية كان هذا الحوار مع الدكتور فواز بن عبدالرحمن الحوزاني أخصائي الأمراض الباطنية،ورئيس قسم الإسعاف والطوارئ بمستشفيات الحمادي بالرياض،وذلك على النحو التالي:
ماأعراض و علامات السكتة الدماغية؟
_هناك ثلاثةُ أعراض رئيسية للإصابة بالسكتة الدماغية، وهي:
1-حدوث ارتخاء أو ضعف في نصف الوجه فقد لا يستطيع المريض أن يبتسم أو
لايستطيع تحريك شفتيه أو جفنيه أوكرة العين في نصف الوجه الأيمن أوالأيسر.
2-حدوث ضعف في الأطراف العلوية أوالسفلية فقد يعجز المريض بالسكتة الدماغية عن تحريك ذراعيه أورفع كلتا يديه أو إحداهما وإبقاءها مرتفعة،وقد يحدث خدر
وتنميل في أحد الأطراف.
3- حدوث صعوبة في النطق والكلام أوبطء بالكلام رغم أن المريض واعي،وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، فينبغي طلب المساعدة الطبية الإسعافية على الفور.
وما أسباب السكتات الدماغية؟
_يحتاج الدماغ،مثل بقية أعضاء الجسم إلى الأكسجين والعناصر المغذية التي يحملها الدم لكي يعمل بصورة طبيعية،وعند حدوث نقص في الترويةُ الدموية للدماغ أوعند توقفها بشكل كُلي،تبدأ الخلايا الدماغية بالتموّت، وهو ماقد يؤدِّي إلى ضرر في الدماغ،أو الإصابة بإعاقة،أو حتى الوفاة.
يقال أن هناك سببان وراء ذلك؟
_نعم،هناك سببان رئيسيَّان للسكتات الدماغية:
أ-الإصابة بالخثرة الدموية حيث تنقطع التروية الدموية عن مساحة محدَّدة من الدماغ بسبب جلطة دموية في أحد الأوعية الدموية المُغذِّية للدماغ(ويكون هذا السبب مسؤولاً عن 85 في المائة من الحالات).
ب-أويحدث نزيف ضمن منطقة محددة من الدماغ بسبب تمزق أحد الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم.
كما قد تكون السكتةُ الدماغية ناجمة أحياناً عن حالة تُعرَف باسم النوبة الإقفارية العابرة transient ischemic attack (TIA)، حيث تنقطع التروية الدموية للدماغ بصورة مؤقَّتة،مما يؤدِّي إلى الإصابة بجلطة دماغية صُغرى عابرة mini stroke تدوم غالباً بين 30 دقيقة إلى بضع ساعات.
وهنا ينبغي علاجُ النوبات الإقفارية العابرة بصورة جدِّية،لأنها غالباً ما تكون مؤشراً على خطر الإصابة بسكتة دماغية حقيقية في المستقبل القريب.
ومن هم الأشخاص المُعرَّضون للسكتة الدماغية؟
_السكتةُ الدماغية هي السبب الثالث للوفاة بعد الأمراض القلبية والسرطان في بعض البلدان،مثل المملكة المتَّحدة، وتُعدُّ الأضرار الدماغية الناجمة عن الإصابة بالسكتة سبباً رئيسياً للإعاقة عند البالغين.
وعلى الرغم من أنَّ السكتةَ الدماغية قد تحصل في أي عمر،بما في ذلك الأطفال،إلاَّ أنَّ الأشخاص الأكبر سناً يواجهون الخطرَ الأكبر للإصابة بها،كما يزداد انتشارُ السكتة الدماغية بين أفراد بعض الأعراق البشرية،مثل: العرق الآسيوي والأفريقي والكاريبي،وذلك بسبب الميل الوراثي لدى هؤلاء البشر للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهو ما قد يؤدِّي للإصابة بالسكتات الدماغية،بالإضافة إلى ذلك،هناك عواملُ خطورة أخرى تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية،مثل زيادة الوزن،وضعف اللياقة البدنية، وعدم اتباع نظام غذائي صحي،وارتفاع مستوى الكولستيرول،والإصابة بالرجفان الأذيني atrial fibrillation والسكري.
وما علاج السكتات الدماغية؟
_يعتمد علاجُ السكتات الدماغية على نوع السكتة الدماغية وسببها من جهة، وعلى المنطقة المُصابة بالدماغ من جهة أخرى
وكذلك حسب توقيت حدوثها وساعة وصول المريض إلى قسم الطوارىء،وعند وصول المريض بشكل سريع إلى قسم الطوارىء خلال الساعات الأربعة الأولى ووضع التشخيص الدقيق واستبعاد وجود نزيف بالأشعة المقطعية أوالرنين من الممكن أن يعطى المريض دواء مسيل للجلطة عن طريق الوريد ونتائجه تكون جيدة إن شاء الله،
وغالباً ماتعالج السكتاتُ الدماغية دوائياً،ويشمل ذلك الأدويةَ التي تعمل على إزالة الجلطات الدموية أوالوقاية منها،والأدوية التي تخفض ضغط الدم،والأدوية التي تخفض مستويات الكولسترول،وفي بعض الحالات يكون التداخل الوعائي ضروري بإعطاء الدواء المسيل للجلطة مباشرة بعد الدخول إلى الشرايين الدماغية بواسطة أدوات خاصة وبيد أخصائي تصويرالأوعية الدماغية التداخلية،وممكن إزالة الجلطات باستخدام الدعامة المستخرِجة للجلطات،وقد يستخدم الأطباء جهازًا متصلًا بالقسطرة لإزالة الجلطة مباشرةً من الوعاء الدموي المسدود في الدماغ،وهذا الإجراء مفيد على وجه الخصوص للأفراد الذين لديهم جلطات دموية كبيرة تصعب إذابتها بالكامل بمنشط البلازمينوجين النسيجي المأشوب،وقد تُستطبُّ الجراحةُ في بعض حالات السكتة الدماغية لمعالجة التورُّم الدماغي والتقليل من خطر المزيد من النزف،وذلك في السكتات النزفية.
وما مصير المصابين بالسكتة الدماغية؟
_تُشير الإحصائياتُ إلى أن حوالى 25 في المائة من المصابين بالسكتة الدماغية يكون مصيرهم الوفاة،وأنَّ الناجين منها غالباً ما يواجهون مشاكل مستديمة نتيجة الضرر الذي تعرَّض له الدماغ.
ويحتاج بعضُ المرضى إلى فترة طويلة من العلاج الفيزيائي وجلسات إعادة التأهيل قبلَ أن يستعيدوا استقلاليتهم وقدرتهم على ممارسة النشاطات اليومية بمفردهم،في حين يُصاب بعضُهم الآخر بمشاكل مستديمة،وتُشير الإحصائيات إلى أنَّ حوالى نصف الناجين من الإصابة بالسكتة الدماغية يحتاجون إلى مساعدة شخص في إنجاز أعمالهم أو نشاطاتهم اليومية،مثل غسل الثياب أو كيّها،أومرافقة المريض داخل أو خارج المنزل،ومن المفترَض أن يشتملَ الفريق المُشرف على علاج المريض على معالجين فيزيائيين،وأطباء نفسيين، ومُصحِّحين لمشاكل النطق، وممرضات اختصاصيات، بالإضافة إلى الأطباء المختصين.
وكيف تكون الوقاية من السكتات الدماغية؟
_يمكن التقليلُ من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بشكل كبير من خلال اتباع نمط حياة صحِّي،ويتضمن ذلك تناول وجبات صحية وممارسة التمارين الرياضية باستمرار،وتجنُّب المشروبات الكحولية والامتناع عن التدخين،كما أنَّه من الضروري جداً علاج الأمراض التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية،مثل ارتفاع مستوى الكولسترول وارتفاع ضغط الدم،واضطراب النظم القلبي الناجم عن الإصابة بحالة تُدعى الرجفان الأذيني atrial fibrillation.
ومن جهة أخرى،فإنَّ الإصابة بسكتة دماغية أو بنوبة إقفارية عابرة TIA تُعدُّ عاملَ خطورة كبيراً للإصابة بسكتة دماغية جديدة،وهو مايُعطي أهمية إضافية لاتباع إجراءات الوقاية المذكورة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.