عامرةٌ بالمحبّة.. دامت أفراحها وطالت سعادتها

2 ديسمبر 2023

في كل زيارةٍ للإمارات تتأصل لدي فكرةٌ ثابتةٌ وراسخةٌ قبل كل الأفكار الأخرى تقول: إنهم يحبون بلادهم! نعم، هذا ما تراه في كل لفتةٍ وكل زاوية، لم يصنع هذا النجاح “المرعب” التخطيط وحسن الإدارة وحسب، بل هنالك حبٌ واضحٌ ناضح من كل التفاصيل.

كانت أول زيارة لي إلى الإمارات عام 1997، ولا أعرف حقاً كيف أصف الفرق خلال 28 عاماً، إنه فرق هائل وإعجازي على أقل تقدير. لقد انتقلت الإمارات اليوم لتكون مضرب مثل الدول الكبرى حول العالم، يغارون منها ويمشون على خطاها، تلك البلاد التي خططت وأنجزت ما لم تستطع صفوة الدول على إنجازه.

“أريد أن تكون دبي مكانًا يلتقي فيه الجميع من جميع أنحاء العالم ببعضهم البعض، لا يفكرون في القتال أو الكراهية، فقط يفكرون بالمحبة والاستمتاع برياضتهم، هذا كل شيء”. إن هذه العبارة التي قالها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حوار صحافي تجيب على كل شيء وتفسر كل شيء يجري في الإمارات. إنها مكان للحب وجودة الحياة والتخلص من أعباء العالم الجديد المجنون.

نعم، إن الإمارات تستمد قوتها من التصوّر الأول الذي قامت عليه، السلام والمساواة والعدل، وقد أسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بنياناً أخلاقياً وإنسانياً قبل أن يفكر بعمارة البنيان وشق الطرق، وهو الذي يقول: “إن أكبر استثمار للمال هو استثماره في بناء أجيال من المتعلّمين والمثقفين. وإن الازدهار الحقيقي للدولة هو شبابها. لقد تعلّمنا من هذا الازدهار أن نبني دولتنا من خلال التعليم والمعرفة وأن نرعى أجيالاً من الرجال والنساء المتعلمين”.

وكذلك سار على نهجه رئيس الدولة، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يقول: “إن التعليم يمثل أولوية وطنية قصوى، كما أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي الذي ننشده”.

التعليم إذاَ هو جزء من المعادلة، إذ يؤكد رئيس الدولة على جيل الشباب بقوله: “هناك خطة لتطوير التعليم تدعونا للنظر إلى المستقبل بصورة إيجابية، وستكون قدرة الأجيال المقبلة على تحمّل مسؤولية مضاعفة، لأنها مبنية على العلم، والمعرفة، والالتزام بالعادات والتقاليد.. لا مكان في المستقبل لمن يفتقد العلم والمعرفة”.

وكذلك يقول في مناسبة أخرى: “ما من أمة تسعى لأن تحتل مكانا مرموقا ومتميزا إلاّ وأولت العملية التعليمية اهتماما بالغا، تستطيع من خلالها بناء جيل واعٍ متمسك بثقافته، وقيمه، وتقاليده أولاً، ثمّ قادر على التكيف مع تطورات العصر، ومعطيات التكنولوجيا الحديثة ثانيًا”.

وهذا التصميم على الاكتساب، ولّد تصميماً أحر على التجاوز والتفوق، إن الإمارات حطمّت الأرقام القياسية في العديد من القطاعات المدنية، فهي الأولى على مؤشر السعادة العالمي متجاوزة اليابان وفرنسا وغيرهما، وهي الأولى إقليمياً والثالثة عالمياً في مؤشر التسامح حسب معهد التنمية الإدارية بسويسرا في اليوم العالمي للتسامح.

وبحلول عام 2021، انضمت لقائمة أفضل 10 اقتصادات في العالم بينها تصدر المعايير العالمية للوضع المالي الحكومي، من حيث حسن إدارة الأموال العامة، والثقة بمتانة الاقتصاد، والمعدل الأول عالمياً في قدرة الحكومة على تحفيز الابتكار في قطاع الاقتصاد.

هذه أمثلة بسيطة من تفوّق البلاد التي لديها دائماً الأكبر والأضخم والأعلى وكل أفعال التفضيل. وفي حقيقة الأمر لا يأتي هذا من وفرة مالية وحسن تخطيط فقط، بل دائما سنصل إلى نفس النتيجة، المحبة هي التي عمّرت الإمارات، دامت ديارها عامرة.

يقول الشاعر:

سبع من الإمارات تهلّي بكل قاص وداني

السبع طيبات وفيها طيب المعاني

فالسموات سبع والأيام وكذا سبع المثاني

من أبوظبي لدبي والشارقة تليها عجماني

والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين سبع، ما هن ثماني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.