صعاليك العصر الحديث – علي عمران

علي عمران – شاعر مصري

الشاعر البائس إمام العبد (1862 – 1911) هو شاعر مصري من أصل سوداني عاش فقيرا ومات فقيرا وكانت ظروفه الاجتماعية والاقتصادية غاية في السوء أُصيب باختلال عقلي دخل بسببه مستشفى الأمراض العقلية ويعد العبد مع عبد الحميد الديب من أشهر الشعراء الصعاليك في الشعر المصري الحديث.

وبسبب حياته البائسة لقبوه (إمام البوساء)، وكان – رحمه الله – يندب حظه وبؤسه ويسخر من لون بشرته:
ضاعَ قدرِي فقمتُ أندبُ حظي فســوادي علـيَّ ثوبُ حِــدادِ

أحبَّ كثيرًا وقال غزلًا جميلا ولكنه لم يتزوَّج لأنه لا يستطيع القيام بأعباء الأسرة، ولهذا كان رأيه في الزواج سيئا وفي ذلك يقول:
أيها العـاقلُ المُهــذَّبُ مـــهلا
هل رأيتَ الزواجَ في الدهرِ سهلا؟!

كلَّ عامٍ يزاحِمُ الطــفلُ طفلا
ليتني عِشتُ طولَ عمريَ طفلا

ذاك يحبو، وذاك يمشي، وهذي
فـــوق صــدرٍ، وتلك تنشـدُ بعلا

ضاق صدري من الزواج فمن لي …
بحـــياةِ الخَصِيِّ قَـــولا، وفِعـلا

كان هذا الشَّقيُّ جسمًا…. فلمَّا
أنهكـتْهُ الهمــومُ أصــبحَ ظِـــــلَّا

كان يعشق الجميلات ولأنه لا يمتلك قدرا من الوسامة قال:
أنا ليلٌ وكلُّ حسناءَ شمسٌ
فاقتراني بها من المستحيلِ

وكان إمام العبد يعتبر نفسه أستاذا لحافظ إبراهيم وقد استفاد منه حافظ إبراهيم كثيرا في علوم الشعر، ولهذا كان كلما ذُكِر اسم حافظ إبراهيم أمامه قال: (أنا خلقت هذا الشاعر)
وإذا وقف لإلقاء قصيدة في محفل قال قبل القصيدة: (أنا خلقت حافظ إبراهيم)
وقد وصل هذا القول لسمع حافظ إبراهيم
وفي أحد الأيام ذهب إمام العبد لحافظ إبراهيم يطلب منه قرضا بسبب ضائقة مالية مرَّ بها.. فوضع حافظ يده في جيبه.. وأخرج جيبه مقلوبا وفارغا.. ونظر لإمام العبد وقال له: يا مولاي كما خلقتني!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.