صباحات متأخرة كثيراً

27 يناير 2024

فلاح روج – شاعر وكاتب عراقي

صباح العمر الهارب كشمسِ شنكال، صباح نيتشه، والسيجارة في الشفاه اليتيمة من القُبل. صباح فنجانُ قهوةٍ يعدّ على عجلٍ ويرتشف على عجل فتحترق تلك الشفاه الجافة من كلمات عشقٍ لم تقلها
صباح زقزقة عصافير تغازل بعضها ، وهي تتشاجر على كسرة خبز
صباح فيروز و ” ما رح ترجع بعرف إنن غيروك ”
صباح خوليو اكلسياس و” في الحب هناك دائماً خاسر”
صباح ورود مجففة في دفتر مذكراتك وبصمةٍ بالدم لتؤكد الألم
صباح عينيكِ الضحوكتينِ وهما تتأملان كل هذا الخراب
مثلما يقول رياض الصالح حسين.
صباح الذين هم على هامش صوتكِ
صباح أشتياقك لشنكال والمنزل …ونافذة ملأى بالزهور تتفتح بعيداً وكأن يديك تداعبانها
صباح الذين رَدَّدوا وهم ينظرون إلى ظهرك في الدرس
عيون، عيون، عيون
صباحُ صوتكِ.
وأنتِ ترمينه على تعَبي
من أغنياتِك..
لونَ الوردِِ واللّهبِ
صباح يديكِ اللتين تصفقان …مجبرتان
وترتجفان.. كصرخة أحتجاج
صباح الذاكرة.. التي تمر بها أطياف الحبيبات على رؤوس أصابعهنّ حتى لكيلا توقظن أشواك الحنين
صباح امرأة ابتسمت لك في زحمة الباص
ثم أختفت في الزحام تاركةً خلفها عطراً وطيف ابتسامة أشبه بزهر الرمان
صباح قصيدة تكتب على عجلٍ ..وتقرأ على عجلٍ وتنسى على عجلٍ قبل الاجتماع الصباحي
الصباح..صباحك الذي لا يشبه أيّ صباح
قهوة.. سيجارة تصبح رمادا ، والكثير الكثير من الأحلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.