شكران مرتجى هل أنصفها “لعبة حب” المعرب؟

“نص خبر”- كمال طنوس

شكران مرتجى اسم علق في الذاكرة كمرادف للفرح. سيرة طويلة كتبتها بمئات الأعمال تمثيلاً. صوتها المُدرك كبصمة خاصة في عالم الفن. حضورها بدأ قوياً ولم يخبُ بل تجذر ليصبح شجرة ظليلة بالكثير من الأدوار.

 

ما زالت مرتجى تخلع شخصياتها وترتدي أخرى دون تعب. تخرج من دور الدروشة والفقيرة والمحصنة إلى التائهة وتصل الينا مؤخراً متأنقة كسيدة قصر تخاطبنا كواحدة من الأميرات النّاهيات المتجبرات.

شكران مرتجى بدور فريدة في “لعبة حب” المعرب عن مسلسل التركي “حب للإيجار” شيء جديد بالشكل ومخاطبة الصورة الحداثية للأناقة وسلوك سيدات المجتمع. لكنه ليس جديداً على مخضرمة تقطف الحصرم وتحوله دبساً بخبرتها.

لو تُركت شكران مرتجى على سجيتها تقطع وتصل. فهي لن تكون سوى تلك الصور التي تأطرت وعلقت في نشأتنا كواحدة من الممثلات التي دخلت حياتنا وصرنا نردد فصولها وحكاياتها.

فريدة في “لعبة حب” مايسترو توزع المهام وتفرض وتقصي، دور رئيسي له كل الشأن في إدارة كل الشخصيات. فهذا الدور البطل يليق بمخضرمة ناضلت وتعبت وحفرت بأظافرها تراب الدراما والكوميديا.

العمل بمجمله كوميدي رومانسي. وشكران مرتجى مثل هذا الدور يعتبر شربة ماء فهي التي قدمت “طرفة” في مسلسل “دنيا” مع أمل عرفة واحد ن أروع المسلسلات الكوميدية الذي ما زال حتى اليوم واحداً من الاعمال التي يحتذى به ويبنى عليها على انه عمل ذهبي لا يخفت بريقه.  وهي “انتصار” في مسلسل “خمس نجوم”، و”امل” في مسلسل “هناء وجميل”.

لو تركت “فريدة” تنسج ثوبها على هواها لكانت قطعت انفاسنا بالضحك. عندما نقول نعرب هناك نص أجبني ومخرج أجنبي كل شيء حاضر ومفصل وسبق أن قدم ويراد له أن يعاد بلغة أخرى وبالصيغة نفسها. فهذا ما يضع الممثل في خانة التشابه وأحيانا اللغة لا تسعف. ففي “لعبة حب “هناك الكثير من الثرثرة والحشو في حوارات الكثير من الأبطال.

لم يراع العمل المجتمع ولا اللغة التي ستصنع النكتة أو المشهد الكوميدي فجاء أحيانا هذا ظالم للممثل وللعمل وفي النهاية للمشاهد.

في “لعبة حب” الحدث ليس مهماً وفي الأساس لا يوجد الكثير من الاحداث. بل التركيز على الحوارات والأداء. وهذا ما ظلم شكران مرتجى القادرة لوحدها وبدون نص وبدون احداث أن تبتكر شخصية مرحة جذابة فيها صيد وفير وابداع كثير.

لكن أحيانا التأطير لا يخدم الممثل. وهذا لا ينسحب على مرتجى وحدها بل أيضا على أيمن رضا الذي ظلم هو الاخر في هذا الدور. علماً بان هذا الاجتماع الثنائي مع مرتجى قادر أن يبني شواهق الكوميديا ويعيد فصول، اشتاق المشاهد أن يجدد ابتسامته معها ويقف مع ابطال أحبهم في ثنائيتهما التلقائية والانسيابية.

لا تحتاج شكران مرتجى إلى شرطي وهي ضابط في الإيقاع وفي مجالها. وهي نفسها تدرك أنها قادرة على تطويع ما لا يطوع لتؤلف شخصية باهرة كيفما حلت.

بالرغم من أهمية هذا العمل والنجاح الذي يرافقه لكن شكران مرتجى تبقى أسماً أكبر من عمل واحد ولا تحتاج إلى رافعة تزيدها علواً وهي تقطن في سماء الفن ولا سيما الكوميديا. الأستاذ استاذاً وإن فاته أحياناً بعض المعادلات البراقة. ومرتجى أستاذة بصّمت الفن في أعمال تحتاج بناء واسعاً ليضمه.

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.