تحت رايتها الخضراء أبداً: ثلاثة قرون من المجد والسؤدد والعدل

22 فبراير 2024

خاص – نص خبر

على مساحة أكثر من مليوني كيلومتر مربع تقوم واحدةٌ من أعرق وأهم الدول التي عرفها التاريخ، والتي باتت اليوم محطّ أنظار العالم بأسره مثلما هي وجهة وقبلة ومهبط أفئدة المسلمين أجمعين في أي مكان كانوا أو تواجدوا. المملكة العربية السعودية حماها الله.  

وقد قالت العرب: “للّه خواص، في الأزمنة والأمكنة والأشخاص”، وهو ما تحقق بثلاثيته في المملكة العربية السعودية التي جمعت المجد من كل أطرافه وأصبحت اليوم دولةً نموذجية آخت بين الماضي بعبقه وإرثه التليد وبين الحاضر بكل معطياته وإنجازاته العلمية والعملية، مع نظرة تستشرف المستقبل بكل ثقة وطموح وتسعى له بجدّ لا يعرف الكلل ولا الملل.

واليوم، تحتفي المملكة العربية السعودية 12 شعبان 1445هـ، الموافق 22 فبراير 2024م، بذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية الذي كان في منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله.

وتتجسد في هذه المناسبة الوطنية معاني الاعتزاز بالجذور الراسخة والعمق التاريخي لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى وقتنا الحاضر.

وتعدّ ذكرى يوم التأسيس مناسبةً هائلةً لاستذكار سمات تلك البلاد ومعطياتها الثقافية والسياسية وقدرتها على تجاوز جميع ما مرت به من محنٍ ومواقفٍ ولحظات عصيبة لتصبح اليوم على ما هي عليه من هيبة ورسوخ وتمكّن.

إن تأسيس الدولة السعودية أرسى الأمن والأمان على مساحة هائلة من الجغرافية تحت راية تاريخها المجيد ومؤسسها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- الذي وضع أول لبنة في تلك القلعة الشامخة، وانتقل بأبناء هذه البقعة من الاضطرابات إلى الاطمئنان، وعاش أبن الجزيرة العربية آنذاك موحداً آمناً تحت لواء حكم الدولة السعودية الأولى، ثم نحو حكم الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود -رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الثانية، حتى وصل إلى “معزيّ” الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- موحّد المملكة الذي نهض بها -داخلياً وخارجياً- على كل الأصعدة وحماها في كل المنعطفات، لتبدأ رحلتها كبلاد لها مكانتها التي تليق بها.  وجاء من بعده أبناؤه الملوك -رحمهم الله- حتى وصلنا إلى عهدنا هذا تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – حيث نرى ما نراه من نهضة لا مثيل لها وازدهار لا يخطر على بال.

إننا في يومٍ يصلح لأن يُدرّس لواحدةٍ من البلاد التي منحتنا دروساً مجانية في النهضة والتحدي والكبرياء والصبر والعدل والإنجاز والحكم السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وها هي الهوية السعودية اليوم تعيد الاحتفاء بمفرداتها، وتزدهي بتفاصيلها. لتقول هؤلاء نحن، الصقر إلى جانب طيران صقور السعودية، والإبل إلى جانب هيئة الفضاء، والسيف إلى جانب النخلة، في إشارة عبقرية للقوة والطمأنينة والسكينة معاً تحت راية لا إله إلا الله الخضراء .. الخضراء أبداً.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.