“أنا أم” مسلسل تركي على “شاهد” ننصحكم بمشاهدته

“نص خبر” – كمال طنوس

مسلسل “رائحة الصندوق” التركي الذي يبث على منصة “شاهد” تحت اسم “أنا أم” واحد من الأعمال التركية المميزة التي تجعل المشاهد شريكاً بالأحداث. فهذا العمل الدرامي العائلي هو أحد المسلسلات النادرة التي تخاطب كل أفراد العائلة بصغارها وكبارها.

المسلسل من بطولة أوزجي أوزبيرينجي “كارسو” ومتين أكدولفير “الجار أتيلا” وديميت أكباغ “فيليز” ونجيب ميميلي “ريها”.
الفوارق التي تجعل من مسلسل “أنا أم” عملاً درامياً محبباً يخاطب كل الفئات وكل الأعمار.


القصة العائلية
1- قصة العمل ليست قصة اعتيادية بل أنها قصة تخص العائلة بكل شؤونها وشجونها. فمحور العمل يبدأ بخطف طفل من جدته “فيليز” في محطة السفريات. مما يغير حياة هذه العائلة رأساً على عقب.
الام تصبح بحالة هستيرية يائسة تعيش الألم وتهمل أفراد عائلتها بسبب الإحباط الذي تعيشه. وتخاصم والدتها كردة فعل على خطف ابنها.
الأب العصبي يجد ضالته خارج بيته ويقع بعلاقة محرمة مع صديقة زوجته. كل هذه الخيوط تنسج دراما واقعية مقطوعة من الحياة اليومية لبيوتات الحاضر.
روح الدعابة
2- بالرغم من أن أساس العمل حزين وقصته مؤلمة وأفرادها يعيشون معاناة لكن روح الدعابة لا تفارق العمل. فهناك خفة دم وانسياب جميل في الحوارات. هناك دفء يعم أجواء الشخصيات وانفعالاتها. شيء من الطيبة والمحبة تسيطر على كافة أبطال هذا العمل. حتى ذاك الذي يدرك أن هذا الطفل ليس طفله وزوجته اختطفته نشعر بالتعاطف معه لأنه يحب الطفل ومتعلق به.

بطولة الطفولة
3- أبطال العمل أيضاً أطفال وهذا ما يجعل الطفولة والبنوة حاضرة بأعلى نبراتها. هم الأساس الذي يتمحور حولهم هذه القصة الاجتماعية. فروح العمل لا تخرج من إطار العائلة. هناك دقة وتفصيل في تصوير العلاقات داخل البيوت. وهؤلاء الأطفال هم شركاء حقيقين في تجسيد الأحداث ومعاناتهم وسط أهلهم المحبطين أو المزورين. فأحياناً الطفل يشعر بالأمان مع غريب لمجرد أنه يعامله بلطف وحنان. وابنة تشعر بالخيبة والحزن لأن أهلها منشغلون عنها.

الحوارات العميقة
4- الأحداث تجري بطيئة. لكن الحوارات هي التي تتولى قصة التشويق. مشاعر الأبطال وعلاقاتهم ببعضهم هي التي تأخذ بلب المشاهد. هناك دقة في نسج العلاقات وذكاء كبير من الكاتب في صياغة حركة الأشخاص وتعابيرهم وحواراتهم. الأحداث قليلة لكن المشاعر كثيرة. التفاصيل دقيقة تصب جميعها في صالح تغير هذه الشخصيات وتشرح لنا كيف يمكن أن يتبدل الشخص مع تراكم هذه التفاصيل.


العلاقات على المحك
5- الحب، الزواج، العلاقات بكل أنواعها من صداقة أو قربة أو حتى عداوة لها كل الحيز في العمل. فهو يفصل هذه العلاقات ويشرحها من خلال هذه الشخصيات المشحونة بتقلبات الحياة وصدفها وقدرها وخلاصها. ولا يترك الباب مشرعاً للغوغاء بل يعطي عبرة ويختمها بمقولة. هناك تبريرات لكل ما يعيشه الانسان من تبدل وصراع. وهذه نقطة قلما نجدها في أعمال أخرى تتكل على الحدث الكبير الذي يحدث الصدمة.

كأن نسمع جملة مثل: الحب شيء والزواج شيء خر. أو الجنازات وجدت حتى يتقبل المرء الموت. ومثل هذا الكلام هو عماد العمل وروحه.
وهذا كفيل أن ينقل المشاهد من حالة التوتر وشد العصب إلى التفكير ملياً ويدعه في حالة من التأمل والإسقاطات على الذات.

الدراما التركية كما عودتنا دوماً هي مسرح جميل للنظر والدهشة سواء بالملابس أو المشاهد الطبيعية أو ديكورات البيوت أو اختيار الشخصيات الجذابة وضمها جميعاً في حزمة تصنع من العمل متعة نظرية ورحلة سفر جمالية حتى ولو كانت الأحداث أحيانا موجعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.