الوحدة.. وراء الرغبة الشديدة في تناول الطعام!

14 ابريل 2024

“نص خبر”-متابعة

كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة بين الوحدة لدى بعض النساء وازدياد رغبتهن في تناول الطعام، خاصة الأطعمة غير الصحية، وذلك نتيجة لتغيرات في وظائف الدماغ.

ووفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فقد أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا ونُشرت في مجلة “JAMA Network Open” الطبية، أنه عند عرض صور الطعام، خاصة الحلويات والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، على نساء أبلغن عن شعورهن بالوحدة، لوحظ نشاط متزايد في مناطق الدماغ المرتبطة باضطراب الأكل (الاجترار) وانخفاض في نشاط منطقة التحكم في الدماغ.

وشملت الدراسة نحو 93 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و50 عاما، وتضمنت بياناتهن الديموغرافية وقياس تكوين أجسادهن، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم.

واعتمدت الدراسة على نتائج دراسات عصبية سابقة، أشارت إلى وجود صلة بين الشعور بالوحدة وتغيرات في شبكات الدماغ المختلفة المرتبطة بالتفكير والوعي الداخلي والاهتمام البصري والتقدير، حيث قام الباحثون بفحص تلك الشبكات نفسها في سياق الإشارات الغذائية.

ووجدت الدراسة أن المشاركات اللاتي أبلغن عن شعورهن بالوحدة بشكل أكبر، كنّ أكثر عرضة لزيادة كتلة الدهون في الجسم. كما أفدن بانخفاض جودة نظامهن الغذائي وضعف صحتهن العقلية، بما في ذلك انخفاض قدرتهن على التكيف مع الظروف الصعبة.

وبحسب “واشنطن بوست”، قدمت هذه الدراسة أدلة علمية تفسر سلوكيات بعض النساء اللاتي يلجأن إلى الطعام عند الشعور بالوحدة، مما قد يساهم في تطوير استراتيجيات فعالة للتخفيف من هذه المشكلة وتعزيز صحتهن الجسدية والنفسية.

وتعليقا على الدراسة، تشير أستاذة علم التغذية في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، كاثرين هانا، إلى أن الوحدة قد تُؤدي إلى سلوكيات غذائية غير صحية، بما في ذلك الإفراط في تناول الطعام واختيار الأطعمة غير الصحية.

وتوضح هانا أن هذه الدراسة قدمت أدلة علمية تفسّر هذا الارتباط، حيث تظهر كيف تتفاعل أدمغة النساء اللاتي يشعرن بالوحدة مع الإشارات الغذائية.

وتؤكد هانا على أن “تبسيط أسباب سلوكياتنا الغذائية قد يؤدي إلى إصدار أحكام غير عادلة على أنفسنا، مثل لماذا لا نأكل بشكل أفضل؟”.

وتضيف: “في الواقع، فإن تغيير نظامنا الغذائي يتطلب فهما أعمق للعوامل النفسية والعصبية التي تؤثر على رغباتنا الغذائية وسلوكياتنا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.