“إثراء” يحتضن 80 عملاً فنياً بمعرض “البحث عن النور”

17 يناير 2024

نص خبر ـ الرياض

 

يحتضن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) الأعمال الفنّية المصورة للفنان البريطاني العالمي بيتر ساندرز، عبر معرض “البحث عن النور”، والذي تم افتتاحه مساء يوم السبت ، حيث يضم أكثر من 80 صورة حصرية وأعمالا فريدة تُعرض لأول مرة داخل مقر المركز بمدينة الظهرن.

ويُعد المعرض استعاديًا يروي العديد من الحكايات عبر سلسلة أعمال مصوّرة للفنان الذي تمتد مسيرته الفنّية لأكثر من خمسة عقود عبر تصوير العديد من الأماكن التاريخية النابضة بالحضارة الإسلامية، ومما يبدو لافتًا أن مجموعة أعمال الفنان تمزج بين مرحلتين مغايرتين من رحلته العريقة التي تتضمن صوراً قبل وبعد اعتناقه الإسلام.

ويأتي المعرض ضمن سلسلة المعارض الذي يقيمها مركز إثراء، حيث يهدف من خلاله إلى خلق تجارب جديدة بالعودة إلى حضارات عريقة تستنطق التاريخ وتستكشف التأثير عبر سرد قصصي بلغة بصرية تُحاكي رغبة المتلقي وذائقته الفنّية، لاسيما أن فضاءات المعرض تعود لذاكرة الماضي وتلوّح بأفق المستقبل، لما للفن من قدرة وتأثير لسرد التاريخ.

ومما يبدو جليًا أن رحلة الفنان التصويرية التي بدأت عام 1950م تضمنت صورا لمشاهير موسيقيين استطاع التقاط صورهم بشغفه الفنّي وحسه الإبداعي، وذلك قبل أن يُعلن إسلامه، إلى أن دخل في مرحلة جديدة وهي مرحلة ما بعد الإسلام عام 1971م فكان من أوائل المصورين العالميين الذي حظي بفرصة تصوير شعائر الحج من قلب مكة المكرمة، ليستمر أكثر من 40 عامًا بين السفر والترحال داخل مدن وعواصم عربية إسلامية بمحاولةً منه لجمع تاريخ الحضارة الإسلامية حول العالم، ملتقطًا أكثر من 500 ألف صورة يوثق من خلالها ارتباطا عميقا بين مرحلتين بمكوّنات مختلفة.

من جانبها، أفادت رئيسة متحف إثراء فرح أبو شليح بأن معرض “البحث عن النور”، يأتي استكمالًا لدور إثراء المتمثل في نشر الثقافات وتبادلها بوصفه وجهة للإلهام، حيث يقدم من خلال المعرض نظرة عميقة للعالم الإسلامي والحضارات المعاصرة لفنان يبحث عن النور، وجاب مختلف المعالم العريقة على مستوى العالم، ليروي قصصًا مُلهمة ليست على هيئة كتاب وإنما بتسلسل بصري مُدهش، مشيرةً إلى أن المعرض يضم صوراً تُعرض لأول مرة لفنان عالمي اشتهر بتسليط الضوء على الإرث الثقاقي من خلال صور تُبرز الجماليات العريقة المعاصرة مستوحاة من البعد التاريخي للمكان.

واستهل المعرض حفل افتتاحه مطلع الأسبوع الحالي بعمل فني تحت عنوان “تحت ظل الشجرة” والذي يتمحور حول حكمة النبي ﷺ؛ ومنه إلى أعمال أخرى منها “علامات الخوف” و”علامات الأمل”، موثقًا النقلة الثقافية في ستينات القرن الماضي ويتبعها بسلسلة من الأعمال التي تسّلط الضوء على مجموعة من الموسيقيين منهم بوب ديلان، ورولينج ستونز، وذا هو، وإريك كلابتون، وجيمس تايلور قبل الانتقال إلى شريحة من الأعمال التي امتدت لعقود من الزمن استكشف فيها ساندرز العالم الإسلامي لتشمل أعمالا أبرزها: “مكان الإسراء”، “ليلة التأمل”،” الخيط الفضي بين الطالب والمعلم” وغيرها.

الجدير بالذكر أن المعرض ينقسم إلى 5 أقسام: البدايات، رحلة البحث، وثبة الإيمان، استكتشاف العالم، الشكر والامتنان، كما يشكل رحلة ثرية توثق حالة التحوّل في مسيرة الفنان التي انتقل بها من تصوير مشاهير عالميين تركوا إرثًا موسيقيًا إلى شعائر وأماكن ذات سبغة مغايرة تكشف عُمق العلاقة المكانية والمفاهيم التصويرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.