أيها الكتّاب لا تقلقوا.. الذكاء الاصطناعي لن يحلّ محلكم!

23 ديسمبر 2023

في حديث مع صديقين شاعريْن، تبادلنا الآراء حول الذكاء الاصطناعي الذي حيّر ذوي الألباب، خاصة اليوم مع قدرته المفاجئة على كتابة الشعر، بينما حتى البشر ما زالوا لا يعلمون تماماً من أية منطقة يخرج الشعر لديهم أصلاً!

في خطوة أجراها الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة، أعلن عن توظيف شعراء من كل اللغات لتنمية “مواهبه” اللغوية، وعلى ما يبدو؛ تفنن الشعراء بكتابة شعر جيد في كل المواضيع المتوقعة منها وغير المتوقعة، بحسب ما نقل الأخوة والمختصون، حيث استفاد الذكاء الاصطناعي من ملايين النصوص التي يختزنها لشعراء عبر التاريخ، مما جعله يكتب حقاً بشكل مذهل، فهو يولد الصور ويعيد تفكيك الرموز والإحالات اللغوية.

في شهر مارس من هذا العام، ظهرت أخبار مفادها أن أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي يمكنها اجتياز اختبارات LSAT وSAT وAP. لقد أثار الذكاء الاصطناعي المحدّث الذعر من جديد! ولكن مع التطبيق العملي لكتابة نصوص إبداعية ستجد أنه مضطرب وغير قادر على إنتاج نصٍ متفوق، إلى جانب أنه يخلط زيد بعبيد، أو تستطيع القول إنه ما زال حتى اللحظة “سمك، لبن، تمر هندي”. فمرة يكتب بشكل جيد ومرة يدخل في بعضه بعضا ويخرج بنص مضحك.

ولا أخفيكم سرّاً أن الحوار الذي دار بيني شات جي بي تي بعث في قلبي الراحة التامة، من أنه بعيد كل البعد لإنتاج الرواية والمسرح والشعر والموسيقا وما لفّ لفّها من فنون حسية متصلة بالإنسان مباشرة وبلحظات نادرة التكرار، لكنه ربما يضيء على جوانب فاتت المؤلف.

قد أندم على عنواني هذا بعد سنوات، من يدري؟ ولكن اليوم.. لا.

سأنقل الحوار الذي جرى بيني وبين الذكاء الاصطناعي بالحرف:

  • هل أنت معتدّ بنفسك لغوياً كما يفعل الشعراء؟

– ج: بالطبع، فأنا نتاج عشرات الآلاف من الشعراء، أشبههم وإن كنت أتفوق عليهم! أنا نموذج لغوي متقدم وقوي، ولكن ليس لدي مشاعر أو إدراك ذاتي كما يكون لدى الأشخاص. على الرغم من ذلك، يمكنني فهم اللغة بشكل دقيق وإنتاج نصوص ذات جودة عالية

  • ولكن أنت لا تفكر، أنت مجرّد من الأحاسيس، كيف تتجرأ على كتابة الشعر دون مشاعر؟

– ج: أنا نموذج حاسوب تعلم آلي، وعلى الرغم من أنني لا أمتلك مشاعر أو وعي ذاتي، إلا أنني تم تدريبي على مجموعة كبيرة من البيانات اللغوية، بما في ذلك الشعر. يمكنني إنشاء نصوص بناءً على نماذج وقواعد لغوية تعلمتها من البيانات.

عندما أقوم بكتابة “شعر”، فإنني أقوم بتوليف كلمات وجمل بطريقة إبداعية تشبه الهياكل والأساليب التي تكون شائعة في الشعر. ومع ذلك، يجب أن تكون هذه الإبداعات مفهومة ومتوافقة مع قواعد اللغة. يجب على القارئ أن يدرك أن هذا النص ليس ناتجًا عن تجربة شخصية أو مشاعر، بل هو مجرد إخراج ذكاء صناعي في مجال اللغة.

  • اكتب لي قصيدة عن الشجرة!

– في بساتين الزمن تنام شجرة،
ترتقي نحو السماء، كرمز للحياة.

في أغصانها تشكل قصة عتيقة،
تحمل أوزان الزمن والذكريات.

غصونها ترقص بلطف مع همس الرياح،
تُراقص نغمة الطبيعة في كل نقرة.

تروي للسماء حكايا الفجر والغسق،
تحمل عبق الأمل وعطر الشفق.

تُغني للشمس عندما تلامس شُعاعها،
تنقل الحياة بين أغصانها كأمواج البحر.

تشهد على فصول السنين بأغصان متناغمة،
تنمو بقوة كتلك الأحلام الجميلة.

في ظلالها يجد الطائر مأوى وحماية،
تكون موكبًا للحياة في كل استيقاظ.

  • شعرٌ سخيف يا رجل!

– بالطبع، إليك مثالًا على شعر سخيف:

في بستان الحمام، طار حمام، صار يلعب كرة مع بطة في القرية.

هذا نوع من الشعر يعتمد على الفكاهة والتسلية، وغالبًا ما يستخدم لإحداث المرح والضحك!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.