14 أبريل 2024
“نص خبر”- الرياض
أصبحت العاصمة السعودية الرياض وجهة الرّاغبين في وجهة سياحة جديدة، تمزج بين عراقة الماضي، والثورة العمرانية والثقافية الحديثة.
وإلى جانب معالمها السياحية، تعتبر الرياض موطنًا لأهم المتاحف في المملكة العربية السعودية، وتتضمّن مناطق أثرية منها موقع الدرعية المدرج على قائمة اليونسكو للتراث، وقلعة المصمك، والبوليفارد وقصور تاريخية وغيرها من الأماكن التي تجذب السيّاح.
إليكم أماكن ننصحكم بزيارتها في حال خطّطتم لزيارة الرياض.
وادي نمار
يتيح لك وادي نمار، مشاهدة تجوّل أسراب البط، وانتشار الأسماك الصغيرة في بحيرة سد وادي نمار، ستدفّق الأفكار الملهمة أثناء مشيك في مسارات المنتزه الممتدة على طول 2,000م، وسط هواء الطبيعة النقي، وحفيف أشجار النخيل بجانب هدير شلالات البحيرة. تتكامل طبيعة المكان لتمنحك فرصة التقاط صور تذكارية لمنظر غروب الشمس خلف الأفق، أو تأمّل النجوم اللامعة ليلًا، في مشهد تتألق فيه أضواء الوادي المنعكسة على الأرجاء.
تنتشر المرافق والخدمات على طول المنتزه، حيث متعة تناول المأكولات السريعة مع الأصدقاء والعائلة من أكشاك الطعام المتوفرة، يرافقها طاقة الأطفال ومرحهم في مناطق الألعاب المخصصة، بالإضافة إلى توفّر مواقف للسيارات.
منتزه البجيري التراثي السياحي
يشكل منتزه البجيري التراثي والسياحي واحة غناء تحفها أشجار النخيل، تضم مسطحات خضراء شاسعة، ومعالم طبيعية ممتدة من نباتات، وبحيرات، ومرتفعات، تمكّنك من الانغماس في لحظات من الصفاء والهدوء.
بإمكانك التجول سيرًا على الأقدام في ممرات تحيطها أشجار مورقة، ونباتات خضراء مزهرة، مطلة على بحيرات طبيعية، أو الجلوس على مدرجات وجلسات خشبية، لتأمل لوحات تمتزج فيها ألوان الطبيعة وتدرّجاتها الغنية في مرتفعاتها وتكويناتها الصخرية، وسط هواء نقي، وقضاء أوقات يغمرها الفرح والسرور مع العائلة والأصدقاء.
تستطيع شراء مأكولات خفيفة، وتذوق أطيب الأطعمة الشعبية، والمشروبات الدافئة والباردة، من أكشاك الطعام المنتشرة في أرجاء المنتزه، إلى جانب اقتناء العديد من المنتجات التذكارية والتراثية.
لتوفير تجربة فريدة من نوعها، تتطلب زيارة حي الطريف التاريخي ومطل البجيري وجود حجز مسبق، وذلك ابتداءً من 1 أكتوبر 2023.
قصور تاريخية لا تفوت زيارتها في الدرعية
يزخر حي الطريف في الدرعية -أحد المواقع المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي- بآثار وتاريخ عريق، إذ تحمل زواياه أمجادًا سعودية خلّدها الزمن، وتسافر بك عمارته النجديّة الأصيلة إلى الدولة السعودية الأولى، فمن قلب مهد المملكة العربية السعودية، ونقطة التقاء قوافل التجّار في شبه الجزيرة العربية، إلى أماكن شهدت الكثير بين جنباتها، نقترح عليك بعضًا من قصور حي الطريف.
قصر سلوى (متحف الدرعية)
يقع القصر على مساحة 960 مترًا مربعًا شمالي الدرعية، أسسه الإمام عبد العزيز بن سعود عام 1765م، وسُمي القصر بـ(قصر سلوى)، لِما يحمله بناءه وتنوع مرافقه من سلوى وأنس لزائره والساكن به، إذ كان آنذاك معلمًا عمرانيًا عظيمًا بطراز نجدي أصيل، ورمزًا مهيبًا للدولة السعودية الأولى.
يحتوى القصر على عدة وحدات سكنية وإدارية وتعليمية، ويعد المجلس أطول بناء في القصر، إذ يتكون من ثلاثة طوابق يعلوها روشن، إلى جانب منابر للعلم والثقافة يرتادها أبناء المنطقة، ليتعلموا القراءة والكتابة وشؤون الدين.
وقد كان قصر سلوى مقرّ حكم الدولة السعودية الأولى ومنزل أمرائها وأئمتها، حين كانت الدرعية محطة جوهريّة، ونقطة انطلاقٍ أعادت رسم تاريخ البلاد، فتحكي زوايا القصر مجرياته في أفلام وثائقية، ولوحات، وتحف قديمة، بقاعات عرض أربع، لذلك يعرف القصر باسم (متحف الدرعية).
قصر الإمام عبدالله بن سعود (متحف الحياةالإجتماعية)
يمكنك تأمل عناصر الزخارف النجدية، في واجهات القصور التاريخية للدولة السعودية الأولى، حيث شرفات مسننة، وأشكال هندسية استخدمت لأغراض الإضاءة والتهوية. وبالقرب من قصر سلوى، وتحديدًا في الجهة الجنوبية منه، ستشاهد آثارًا باقية لقصر الإمام عبدالله بن سعود، تعود لأكثر من قرنين من الزمان، وسترى الجسر الرابط بينه وبين قصر سلوى، المُزيّن بثلاث فتحات مثلثة الشكل.
يعود القصر إلى الإمام عبدالله بن سعود، الذي تولى مقاليد الحكم بعد أن وفاة والده الإمام سعود الكبير، واستغرقت فترة حكمه 4 أعوام، من 1814م إلى 1818م. تبلغ مساحة القصر 2,000 متر مربع، بعد إضافة التحسينات والتحصينات له، ويتكون من ثلاثة أقسام رئيسة، وعددًا من مجالس الضيافة، وقاعات للاجتماع، وأماكن مخصصة لمبيت الخدم والحراس، ومستودعات للاحتفاظ بالذخائر والأسلحة، ومخازن للأغذية، ومرابط للخيل، وحظائر للمواشي.
اليوم، أصبح قصر الإمام عبدالله بن سعود (متحف الحياة الاجتماعية)، إذ يعرض تكوينات البيت النجدي التقليدي، مشتملة على غرف السكن، ومجالس الضيوف، والساحة، ومجموعة من المقتنيات، مثل: الملابس، والأثاث، لتبرز بذلك حياة الإنسان النجدي القديم، وأنشطته اليومية، وتقاليده الأصيلة.
حافة العالم
وجهة مثالية لعشاق تسلق الجبال ورياضة الهايكنج، عند نهاية جبال طويق الممتدة على نحو 800 كم، مطل شاهق يسمى حافة العالم، على ارتفاع يصل إلى 1,131م وعلى بعد 100 كم عن مدينة الرياض. انطلق لاكتشاف إطلالة ساحرة تحبس الأنفاس.
استعد للرحلة
قبل أن تبدأ الرحلة نحو حافة العالم في شمال غربي مدينة الرياض، يمكنك الاطلاع على رحلات متوفرة في قائمة التجارب السياحية، لحجز رحلتك، وسيكون من الأفضل استخدام سيارة ذات دفع رباعي لتناسب وعورة المكان. تأكد من أخذ كل ما تحتاج إليه، إذ تعد منطقة برية خالية من الخدمات، وقد يصادفك في الطريق انقطاع لشبكة الهاتف المحمول، لذا يفضل الذهاب مع مجموعة أو خبير سياحي، ويفضل ارتداء حذاء مناسب للتسلق والمشي على المنحدرات، للاستمتاع بمغامرة جبلية مدهشة، إذ سيكون الطريق تحديًا يستحق العناء للصعود نحو قمة الحافة، إذ سيفاجئك منظر علويٌّ مطل على وادٍ سحيق، وصحراء على مد البصر. اختر وقت وصولك بعناية، لأن روعة المكان تزداد وقت شروق الشمس أو غروبها، فتحظى بفرصة تأمل تدرجات ألوان السماء البديعة.
خصائص الطبيعة حول حافة العالم
يمكنك الاستمتاع بمنظر البيئة الصحراوية، والتعرف على خصائصها التي تتضح في منحدرات جبال طويق، بسطحها الجبلي الجاف الخالي من التربة، إلا من تربة رقيقة تغطي الجداول والشعاب، في حين تلاحظ أشجار السمر والطلح المنتشرة على أرض الوادي، أما في الكثبان العالية ذات الرمال الثابتة، فتسود أشجار الغضى ونبات القطب، ويتضح من ملامح الجبال المنحوتة، ومنظرها المثير للفضول، أنها نشأت عن مقاومة الطبقات الصلبة للتعرية، وصمودها في وجه عوامل الزمن. وأثناء تجولك قد تجد بعض القواقع، والأحياء البحرية المتحجرة المتناثرة هنا وهناك، مما يعني أن المنطقة كانت تضم مسطحاً بحرياً في حقبة من الزمن. ولفصل الشتاء متعة خاصة في حافة العالم، إذ تجتمع مكونات الطبيعة الجميلة مع الجو البارد ووقت هطول الأمطار.