بلال المصري: أكتب لأقول لأي أحدٍ أحبّك!

11 يناير 2024

حاوره: هاني نديم

في مساحة القصيدة التأملية التي تُكتب بهدوءٍ وبتؤدة فلسفية، يقف الشاعر بلال المصري بنصوصه يلّوح لنا وللشعر، فهو شاعر غير مشغول بالرطانات ولا بالبلاغات والمنبريات، يكتب نصه الشفيف، ويمضي إلى نصٍ شفيف آخر.. 

التقيته في هذه الدردشة السريعة لتأمل أدواته واشتغالاته، سألته:

  • تدخل قصيدتك وتخرج منها دون أية “دوشة” أو جلبة لغوية تذكر.. دون قرقعات لفظية ومحسنات بلاغية، نص هادئ وصامت لكنه يقول الكثير، بودي أن أراجع معك مفهومك للشعر والنصوص. كيف تكتب ومتى أيضا؟

– الشعر بالنسبة لي هو الإنصات الى الذات، إلى الأصوات التى لا يسمعها أحد غيرك والمسجونة بداخلك، وتحريرها لا يمكن أن يكون من خلال الاستعراضات المجانية، و في الشعر لا مكان للضجيج اللغوي إنه ذلك الهمس من الأعماق الإنسانية بحيث لا يستطيع العالم  فقط سماعك، بل تمكين الآخر من الإنصات إلى نفسه. لا طقوس عندي  للكتابة لكنني غالبا ما أكتب عندما اشعر أنني على اتصال حقيقي مع ذاتي العميقة وهذا ممكن أن يحدث في أي وقت وأكتب تحت تأثير كمٍّ عاطفي هائل وكأنني أريد أن أقول لأي أحد أحبك!

 

  • لديك مشاركات عالمية شعرياً، ماذا تضيف تلك الفعاليات للشاعر، وكيف ترى المهرجانات والفعاليات العربية؟

– نعم كان لي العديد من المشاركات الدولية على أكثر من صعيد، برأيي لا بد للشاعر أن يشارك في الفعاليات الدولية وتقديم تجربته الشعرية والعمل على تقديم صوته الشعري على أفضل وجه. ومثل تلك المشاركات تمنحك الاطلاع على المشهد الشعري الدولي والاطلاع على تجارب شعراء من مختلف انحاء العالم.

أما بالنسبة للمهرجانات العربية والفعاليات فالحقيقة هناك فعاليات شعرية عربية متنوعة من مهرجانات وفعاليات تجد فيها أسماء تتكرر في كل مرة، علماً أن من مهمة الكيانات والمؤسسات الثقافية البحث عن التجارب الشعرية الجديدة وتقديمها مع الأسف هذا لا يحدث بل تجد شللية مقيته في كل مكان تقدم الشعر على قياسها ومن ناحية أخرى عندما تكون هذه المهرجانات كبيرة وتحت رعاية وزاراة ثقافات, بعض الدول العربية تجد أنها مسيسة و يتم عمل كل شيء ليتماشى مع استرايجية هذه الدولة أو تلك الواقع الثقافي العربي تعيس، وما نشهده على الساحة الثقافية لا يمثل أبدا حقيقة المشهد الثقافي الحقيقي فغالب المشاركين في تلك المهرجانات مقربين من السلطة ويخضعون لمعاير سياستها التى لا علاقة لها أبدا في التنمية الثقافية الحقيقية ولا أريد أن أحكي أكثر من ذلك!

أشجّع على النشر لأن النتاج الشعري يختلف بعد نشره.. يصبح ملكاً للآخرين

 

  • خفيفاً كزيت يضيء، وغيره من مجموعاتك الشعرية، متى تقول لنفسك سأصدر كتاب؟ وكيف ترى فكرة النشر الشعري بحد ذاتها؟

– كما تعلم أن مقل بالكتابة، صحيح أنني طبعت ثلاث مجموعات شعرية والفارق الزمني بين مجموعة وأخرى لا يقل عن خمس سنوات وربما أكثر. وعندما أشعر بأعماقي أنني أنجزت مجموعة شعرية كاملة أتوقف عن الكتابة، وإذا كتبت شيء لا أضيفه إليها والمعيار الاساسي عندي لكي أقول هذه المجموعة اكتملت هو أنني بالأساس أبني على رؤيا معينة،  وعندما تكتمل أقول هذه المجموعة جاهزة للنشر.

وأنا أشجع على فكرة النشر لأن نظرت الشاعر إلى نتاجه الشعري قبل النشر تختلف بعد النشر لأنها تصبح ملك للآخر وأنظر إليها ككيان مستقل عني واعتقد أن النشر يطور من تجربة الكاتب شاعرا كان أو روائي ألخ…

الصداقة الحقيقية أن لا تخون نفسك

 

  • ماذا عن بلال خارج الشعر.. مباهجه واحزانه، موسيقاه وكتابه المفضلين.. الرياضة والحياة والأصدقاء

– أنا انسان بسيط جدا أعيش حياتي بهدوء ليس عندي مطامع بالحياة، مكتف بالقليل الذي لدى وسعيد رغم المعاناة  لأنني أفهم أن الحياة لاتكون دونها. أحب الاستماع للموسيقى الهادئة وأحب جدا أدونيس الشاعر والإنسان والفيلسوف وأقول ذلك لأنني عرفته عن قرب نوعا ما. ويعجبني كافكا..

الرياضة التى أمارسها المشي المتواصل دون هدف وأحب أصدقائي حتى أؤلئك الذين تخلوا عني أو غدروا بي لأنني أؤمن أن الحقد والكراهية إيذاء للذات وبالنسبة لي الصداقة الحقيقية أن لا تخون نفسك!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.