ماسة الشيخ علي: أرسم مشاعر الوجوه وطبائعها البشرية الهائلة

18 يناير 2024

حاورها: هاني نديم

يقول أوسكار وايلد: “كل لوحةٍ ترسم بالمشاعر، فهي انعكاس لوجه الفنان لا الذي يظهر على اللوحة”، وهذا أول قول خطر إلى ذهني حينما رأيت عمل الفنانة الشابة ماسة الشيخ علي، التي ترسم الوجوه والبورتريهات بدقّة لم تتأت لكبار الفنانين العالميين. 

ماسة لم تبلغ العشرين من عمرها بعد! كما أنها تدرس المعلوماتية وهي بالطبع متفوقة لدرجة مدهشة، هذه المقدمات تفسّر نوعاً ما لوحاتها التي تكاد تنطق من الجمال والأحاسيس.  التقيتها في هذه الدردشة:

– لقد بدأت علاقتي بالرسم بالصدفة حين كنت في الخامسة من عمري. كنت أتصفح مجلة للأطفال حين وقعت عيني على صورة لطفل يصلّي، لا أدري ما الذي قادني إلى تجربة نقل هذه الصورة إلى كراستي.. حينما انتهيت من الرسم أريت عملي هذا لعائلتي فأبدى والداي إعجابهما الكبير بإتقان الرسم و عملا على تشجيعي بشدة…
لم تكن رحلتي بالرسم تتسم بالاستمرارية. إذ أنني لم أمارس الرسم بانتظام بعد ذلك الحدث؛ عدت لأدخل عالم الرسم من جديد حين كنت في العاشرة من عمري حين وجدت فيديو على اليوتيوب يشرح كيفية رسم الوجوه؛ شاهدت الفيديو و اتبعت الخطوات لأحصل على رسمة بورتريه متواضعة جداً؛ تنقلت بعدها بين العديد من أنماط الرسم.. رسم الطبيعة الصامتة و الأنمي و غيرها باستخدام الرصاص حيناً و الألوان المائية و الزيتية حيناً آخر، لكنني كنت أستمتع برسم البورتريه بشكل خاص. أعتقد أن هذا يعود لكمية التفاصيل الهائلة التي يحتويها وجه الإنسان و المشاعر التي يعكسها، رسم التجاعيد و العيون و المسامات له متعة خاصة جداً بالنسبة لي.
قد يكون هناك علاقة بين التشكيل والأدب لدى بعض الفنانين، نتيجة لارتباطهما بالمشاعر، والفكر، والذوق. بالنسبة لي، لا أرى هذا الارتباط كشرط أو قاعدة ثابتة. أنا لست قارئة نهمة، ولا أقرأ بانتظام، ولكن أقرأ عندما أجد كتابًا يتناسب مع اهتماماتي والفترة الزمنية التي أعيشها. عمومًا، أجد نفسي ميالةً نحو كتب علم النفس والعلاقات البشرية، وهنا يمكن أن نجد ترابطًا مع حبي لرسم الوجوه واهتمامي بالطبائع البشرية على حد سواء.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.