2 أبريل 2023
لم يمرّ مشهد خلع الممثلة كاريس بشار لحجابها في مسلسل “النار بالنار” مرور الكرام، إذ اعترض مشاهدون لبنانيون على المشهد الذي يطلب فيه أحد المزورين من كاريس خلع حجابها، ليتمكن من منحها جواز سفر لبناني، بحجّة أنّ من سيرى صورتها بالحجاب سيدرك حتماً أنها ليست لبنانية.
وتساءل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عن المبرّر الدرامي لهذا المشهد الخارج من سياقه، إذ أنّ الحجاب شائع في لبنان، كما أنّ اسم رولا زياد بيضون الذي اختارته كاريس لنفسها في جواز السفر ليس اسماً مسيحياً ليتمّ تبرير خلعها للحجاب.
الكاتب رامي كوسا، الذي يشكو منذ انطلاق المسلسل من التعديل المستمرّ على نصّه، تبرّأ من المشهد، وقال إنّه لم يكتب الجملة التي يُطلب فيها من الممثلة خلع حجابها وأضاف في منشور له على الفايسبوك “هذه الجملة أُضيفت من قبل شخص ما، لا أستطيع أن أحدد ولا أن أجزم هو من هو، لكن بالضرورة بموافقة المخرج، لأنّه لو كان لديه ملاحظة عليها لكان حذفها في اللوكيشن أو المونتاج”.
وقال كوسا إنّ الاستياء الحاصل من الجملة وتفسيرها على أنّها انتقاص من المحجبات واعتبار أنّ النموذج العام للمرأة اللبنانية يشترط ألّا تكون محجبة، يجب ألا يتوجّه إليه على الإطلاق.
كما برّأ كوسا شركة “الصباح” المنتجة للعمل من أن تكون قد وافقت على التعديل، مؤكّداً أن الشركة تحترم لبنان بكل مكوّناته ولا تقع في خطأ مماثل.
وكان المخرج محمد عبد العزيز، قد خرج عن صمته مساء أمس السبت، وكتب في منشور على الفايسبوك يردّ فيه بطريقة غير مباشرة على اتهامات كوسا له بالتعدّي على نصّه، مؤكداً أن كل التعديلات التي حصلت وافقت عليها الشركة المنتجة.
وأكّد المخرج أنّه كانت هناك ورشة عمل عبر بروڤات الطاولة امتدت على مدى ٤٣ يوماً بمعدل ١٦ ساعة عمل بشكل يومي مع ممثلي العمل، تم فيها بناء وتحليل وتفكيك وإعادة صياغة كافة محاور النص بعضها بشكل جذري مثل محور شخصية مريم، بشراكة تامة مع الممثلين الذين عملوا بحب وتفان كبيرين بحسب المخرج، الذي أكّد أنّ الكاتب أبدى تعاوناً كبيراً في تعديل أول نسختين من النص الأدبي، وأن “أي نص ادبي لا ينمو ويتطور اثناء التنفيذ والتركيب لا شك أنه نص خشبي مغلق”.
وتابع قائلاً “ما حدث من حذوفات تم أغلبها اثناء بروفة التصوير مع الممثلين الذين كنا نصل معهم إلى حتمية الحذف وإعادة الصياغة، ضمن توجه المشهد وبمعرفة تامة من الجهة المنتجة بشكل مطلق “.