31 ديسمبر 2023
لما مرشد – كاتبة سورية
كان عامٌ مليئاً بالطوفانات وليس بطوفان واحد ، طوفان أرواح الزلازل ، والهزات التي بدأ بها هذا العام ولم يبق لها رمقاً لتودع بيوتها ، طوفان الأحزان التي تغتالنا يومياً على بلداننا التي لم تعد أوطاناً معافاة مرض الوطن وأصابه مرضاً عضال لم يعد يقو على حمل أبنائه لأنه صبح هرماً عجوزاً ينتظرون صعود رمقه الأخير بالساعة والثانية ولكنه سيعود في أي عام سيقوم من جديد لانعرف
عام بمئة عام كان مليئاً بكل شئ ماعدا الفرح كيف تجولت بوصلتك تجد الموت محاطاً بك كيف توجهت، وتوجست تجده طيفاً يلاحقك ضاع الأمل ،وضاقت الحياة ضاقت الحياة حتى بمن استطاع إليها سبيلا
تلك الحياة التي تلعب معنا لعبة الأرنب والجزرة ترمي لنا كمشة أمل وتسحبها فنكون وصلنا دون أن نجد شيئاً وإن وجدناه يكون ذلك بعد جهدٍ وتعبٍ شديدين .
جاء السابع من أكتوبر فكان الطوفان الأعلى الذي أحيا في نفوسنا المنهكة آمالاً تضاهي كل ما في الوجود من آمال ولكنه كان طوفاناً مريراً حصد معه ماحصد وكشف ماكشف من ضعف وذل ومهانة لبعض الأشقاء ومازال الطوفان حتى نهاية العام وكلنا أمل أن يستمر حتى نكون جديرين بحياة أفضل ووطن أكبر وفرح أكثر.