د. “ولد آدب” حالة إبداعية لم تدرس..

3 فبراير 2024
الشيخ نوح – روائي وشاعر موريتاني
أعتقد أن زبدة الجيل الشعري الذي تفتقت مواهبه نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات له حقوق شعرية وثقافية كبيرة علينا معشر الشعراء، ويجب التذكير بذلك دوما والبرهنة على أن المنجز الشعري الموريتاني كغيره من أوجه الثقافة والحضارة البشرية تراكمي.
ولعل ما يجمع زبدة هذا الجيل، وأنا أصر هنا على عبارة “زبدة الجيل” هو التزامه السياسي والواضح ونقمته غير المهادنة على لامنطقية الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للبلد، كما تجمعهم الغربة، وأتذكر هنا (المرحوم د.محمد ولد عبدي ود.بدي ولد أبنو ود.أدي ولد آدب ). لقد اتسعوا للوطن حتى ضاق بهم.
إن الشاعر أدي آدب في تقديري حالة ثقافية موريتانية خاصة تستوقف المهتم والمراقب لمسيرة هذا الشاعر الكبير، الذي حمل الوطن في جيب دراعته ودوخ به بلاد الله التي اتسعت به وله، في حين ظل طين البلد ينكر عرق سقّائه السخي.
إن هذا الشاعر المصر على تبذير عمره بفخامة لصالح الفن والجمال والإنسان، هو بالفعل “إنسان مفرط في إنسانيته”. فعلى مدى دواوينه المتتالية بكى رصيف البلد ورثى شوارع البلد، وقدم روحه قربانا على طاولة الفن في الوطن الناكر لكل جميل وذي روح جميلة.
أعتقد أن أبسط حق لهذا الإنسان الكبير هو أن نخلد اسمه، ونرفعه إلى حيث لا تصل الصقور، ونجذره في تربة امتزجت به، وبها امتزج حتى الامحاء.
إن الشاعر أدي ولد آدب حالة إبداعية شاملة ومتعددة الوجوه، يجب الوقوف عندها طويلا والانحناء طويلا، بل ويوقف عندها عنوة…
فتحية لذلك الطود الشماخ الذؤابة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.