حوار مع خضّير ميري في ذكرى وفاته

24 ديسمبر 2023

حاوره: هاني نديم

بالتزامن مع ذكرى وفاة الكاتب والفيلسوف العراقي الذي وصف بالمجنون “خضير ميري” أنشر  جزءاً هنا من حوار طويل نشر في كتابي “جوارات” وإنني أعده حالة نادرة من الثقافة، والتفكير. التقيته أول مرة ذات مربدٍ في بغداد عام 2002، كان يشار له بالبنان على الرغم من أنه كان يجلس وحيداً دوماً!، فيلسوف وشاعر ومجنون، هكذا وصفه لي أحد الشعراء العراقيين، كنت لا أعرفه إلا بالاسم الذي وصلني كدلالة على حياة المثقف العراقي آنذاك، خضير ميري الذي أودع في ليلةٍ بلا قمر مصحةً عقلية دون خلل عضوي واضح ما خلا أنه ادعّى الجنون ليمر من أجهزة الأمن في تحقيق، إنما أعجبته فقرر أن يعيش التجربة!!. ميري اليوم بالقاهرة بعد زمنٍ طويلٍ من تلك التجربة التي أعادت تشكيله الفكري والمعرفي وقدمته من جديد لنا..فيلسوفاً وكاتباً ومجنوناً كما وصف بالضبط!، إنما كما يليق به من نقد وشهرة وتداعيات في الوسط الثقافي العربي اليوم.
سألته:
• من هو خضير ميري؟
ـ طائرٌ ليس له سماء، خطوةٌ تمشي ونزوةٌ قادمة من قبضة اللاشئ ليس لها سوى الموت مستقراً، أنا الكتابة التي لا تعترف بطائرها ولا تدري به إن تاه..أنا كتابةٌ لا تُكتب! مجرد طريقٍ عابر يستجلب العرضي إلى فخاخه، منقلباً على نفسي ومخرباً ماهراً لحياتي ولأكثر من مرة.
• هل أنت معنيٌ حقاً بالعالم، هل تعدّ نفسك صاحب مشروع؟
ـ لست معنياً بالعالم كما هو، لأن العالم كما هو كما يقول “هايديغر” هو مجرد عالم!، ولكن العالم “كما ليس هو” هو الذي يولد العبء الناجم منه والراجع إليه..إن العالم بالرغم من لانهائيته والظلام الذي يعشش في داخله فأنه في نهاية المطاف مجرد سؤال!، وتصغير العالم إلى سؤال تحطيماً لمعناه وتأسيسه مرة أخرى في ضوء تواضعنا المعرفي الناقص، وحيلةً كي نتمكّن منه. ولا أعرف كيف يمكن أن يصبح العالم أكيداً لكي لا نراه!. كما لا أحد سيكون ملزماً به مهما كان عبقرياً، أن الإضافات إلى الوجود لا تتم إلا بحذف الذات منه أو تقليصها كما لو كانت فقاعة صغيرة من الصابون واللغة تشكل مواطنة موازية لغربة وجودنا في العالم، اللغة الإنسانية المفرطة تساعدنا على نسيان الوجود المركز الكثيف المبهور بالنظر إلى الموت وتأمل العدم الغريب النابض فيه ليل نهار.
الحزن كما قال “ريلكة” مجرد أمنيةٍ تبدد أمنياتنا بالعالم، أنا شخصياً لا أرى أن لي مشروعاً فأنا مجرد انقطاعات لا أكثر ممارسات إجرائية ومحاولات تعبير من نوع ما، ربما ساعدني على تكثيف ما اقول هو مرحلة معايشة الجنون التي امتدت 14 عام حينما كنت نزيل المصحّات، المصحات التي أشتاقها الآن.
• هل انقطع المشروع الفلسفي العربي بعد ابن رشد؟، هل هنالك مشروع فيلسوف عربي اليوم علينا أن ننتظره كابن رشد والجرجاني؟
ـ هذا سؤال منطقي لا يليق بالفلسفة!!، قال “سارتر” عن “فوكو” إن هذا الفيلسوف ينتظره الجميع وهذا سبب فشله!، الفيلسوف سوف يأتي ولا يجب أن ينتظره أحد..ولأننا ننتظر فيلسوفاً فإنه لن يأتي!؛ الفلسفة ضد الفكر مثلما الشعر ضد الشعرية المصنوعة أو القول الزائف، لذلك لا توجد فلاسفة عندنا لأنهم يعتقدون بأن الفلسفة هي منطق الفلسفة بينما لا منطق لها. هناك مؤرخو فلسفة ومدمنو معلومات ولهم تبعيات لا بد منها للقول الفلسفي الغربي العميق؛ باختصار نحن ننتج دارسي منهجيات وليسوا فلاسفة، المناهج لا تؤمن الطريق نحو التفلسف إنها نوع من الإجراءات التعليمية وسد فراغ المكتبة الفلسفية العربية ليس إلا. قال ديكارت ذات مرة بإن فكرة العقل يعوزها الوضوح والإدراك السليم وكان ذلك إعادة تجذير للفكر الغربي برمته، وقال سبينوزا ذات مرة: إن العقل الكلي عقلٌ ناقصٌ فمن لا يعتقد فيه لا يفهمه، وهناك عشرات من الفلاسفة قدموا ممارساتهم الذاتية في السؤال والقطيعة وإعادة التنقيب نحن مازلنا نعيش في المحيط العقلي الغربي نحن لا نرغب بالسؤال الفلسفي بحد ذاته أن لم يكن ذلك قادماً من أرض الغرب، ولعل ذلك أصبح سمة للثقافة الفلسفية العربية أن لا تنتج لها أفقا أو تضرب لها منحى إلا من خلال الآخر الغربي أو الآخر الأجنبي.
أنت تعرف أنني عادةً لا أحب أن أتكلم، ولولا أنك صديقي ومجنون مثلي لن أجيب على أسئلتك!، نعم لا أريد أن أرى الأشياء كما هي، لا أريد أن أراها بعينين حاسرتين أو بتصورات مسبقة دونما حزن إضافي. كيف يمكن للفلسفة أن ترى مابداخلنا وتكون بدورها ابداعا وإنتاجاً للمفاهيم حسب مايقول جيل دولوز من قال للموت أن يتأكد، ما أريد أن أوضحه هنا هو: هل السؤال حقاً يملك كل شيء؟ وإن سألتك ـ كونك شاعراً ـ ما هو الشعر؟، أوليس هو نقص استجابة اللغة؟، أوليس ما قاله هولدرين وهو مجنون محبوس بنشارة الخشب كان أكثر أهمية من طروحاته الجدية طوال حياته الطويلة، “ما تبقى يؤسسه الشعراء”، هايدغر في محاضرته الشهيرة بفايربورغ، سأل الجمهور: أتعرفون هولدرين أجاب الجمهور بالكامل: نعم نعرفه، قال: هذا هو السبب الذي سأقول محاضرة فيه، الذي لا يعرفه الجميع…لا يعرفه أحد!!. أتعرفون ما هو الشعر؟ إنه هولدرين فقط، بكل جنونه!!.
لا يجب أن نسأل عن الشعر مع اللغة علينا أن نسأل عن الشعر مع الوجود!، فاللغة متساوية عند الجميع ولكن المعضلة أن الجميع يغتال اللغة ثم يموت من أجلها.انها تفخيخ للمعاني وغالبا ماكانت اللغة مسؤولة عن ضياعنا وتشوش سعادتنا الصامتة فينا منذ الطور الجنيني داخل كرة من لحم ودم ومخاط وبول، لاتوجد لغة بريئة.
• كيف بدأت، ما هي الإشارات التي أومأت إليك حتى صرت هنا، بهذا المكان، هل صحيحٌ كما يخيل لي أنك صنيعة الحزن؟
ـ أنا بدأت من المهزلة! من الفقر والفكر، من الحلم في أن أكون أكثر مما عشته قليلاً كنت قد تعلمت سيرتي قبل أن أذهب لإنجازها، من المصحات حيث لا أحد يعرف شيئاً عن الثقافة العربية، تلك الثقافة التي سجنت لأنها عربية..تظاهرت، هربت سافرت كثيراً ولكن لا ينبغي للذكريات أن تسوق للمستقبل.
الثقافة لا تشبه الثقافة بما يشبه قول كازانتسكي الحياة لا تشبه الحياة لأن الموت فيها أسرع، فلماذا نشبه أنفسنا مع أن الموت أسرع!، قال ريلكة الحزن أصعب الكلام هنالك حزن نمطي وهو جزء من انعدام فكرة التاريخ؛ أنا من نمط إضافي أهم عناصر تكويني: الأرصفة واللاأخلاقية والجنون المؤدي إلى حزني!. حينما تركت المصحة ورائي لم أكن سعيداً؛ وبالعودة إلى يقيني أن السؤال لا يملك كل شيء، لماذا تحاصرني بأسئلتك؟ قل لي أنت ما هدف السعادة في الحياة؟ لا أعرف!، لكني أعرف أن أقول مثلاً: من نحن؟.
نمط التعبير ليس هو قيمة المخاطبة، الفكرة ليست هي الفلسفة ..الأخطاء جميعها تستطيع أن تقدم في نهاية المطاف قيمة إضافية. من هنا أريد أن أقول كل امرئ وله خطابه فقدر ما نأخذ عليه نأخذ منه، السعادة قلت لي؟!..كيف ينبغي تحقيق فكرة السعادة ربما علينا أن نخونها لكي نكتبها. أو نتضامن معها بلامعقولية وتمرد شبيه بما قاله كامو وخانه هو بنفسه مرات ومرات أن يكون المعنى هو أصعب الدواء، بينما يتكثر العالم في النسيان والنوم والموت والعدم يسقط بوهم النور دائماً ولو للحظات قليلة أنا أيضا تنطلي علي لعبة الحياة غالباً ولكنني أقلص أوهامها ما حاولت أن أكون خفيفاً من قيمها وشرعياتها الزائفة.
• الفلسفة التي تنظر بعين ذبابة سداسية إلى أمور بسيطة وتقوم تكسيرها كقطع ماسٍ صغيرة وتشرحها مجهرياً، لمناقشة كل وجهٍ ككيان مستقل، ألا تجعل من الحياة أكثر تعقيداً في أحايين كثيرة، لماذا تعتقد الفلسفة أنها مخولة لتمس كل شيء؟
ـ من قال بأن الفلسفة هي كل شيء ولإن كانت هي كل شيء فما هو الكلام إذن؟، سآخذ كرسيك الآن وهذا جزء من عملي الفكري وأسألك سؤال هل كان هنالك فلسفة قبل الفلسفة؟!، هل هنالك قبل المعنى معنى، حسنٌ إن كان هناك فلماذا لا نغير إذن الفراغ والصحراء والسماء اللاهية؟…كل تلك أسئلة!.ولكنها ليست بالضروة أن تؤدي إلى الفلسفة فهذه الأخيرة نشأت من الطاقة العفوية للتفكير، بل من فوضى الإجابات أحياناً!، ولكن الفلسفة كفّت عن التفكير منذ أن أصبحت نسقاً ومنطقاً وهرميات فكرية، الفلسفة تحجرت وماتت حتى قبل أن تبدأ، الفلسفة من وجهة نظري هي نيتشة ولعل تطابق الفيلسوف مع ذاته من خلال نيتشة كان لا بد له أن يكون جنوناً، ترى ماذا ستكون نهاية نيتشه غير هذا الجنون التام التي لا بد للفلسفة الحقة أن ترتقي إليه تماماً كماهو حال رامبو الذي ذهب الى تحقيق الشعر بدلاً من الاكتفاء بكتابته!. بالطبع إن الإقدام على الجنون والضياع يتطلب شجاعة، قوة عالية أن الجبن الذي ورثتنا إياه المعرفة أصبح بديلاً للشجاعة الفردية المطلوبة لكل عبقرية شاذة ولكن لافرق يذكر بين الجنون والشجاعة إلا قليلاً!.
• ماذا عن الذبابة في الوردة؟
ـ إنها روايتي التي كنت أنتظر صدورها منذ كنت نزيلاً في مصحات العراق كافة بلا استثناء، وهي سيرة داخلية لفكر معدوم عن البطولة وليس له قرار صائب في زمن الدكتاتورية سوى البقاء على قيد الحياة وهكذا في زمن الطغيان ربما تساهم ذبابة في إبداء يد المساعدة لك بينما تعجز كل النظريات الثورية والأفكار السياسية ومنظمات حقوق الانسان على أن تقدم لك شيئاً ولأنني لا أنوي أن أحرق الرواية نقدياً وأن لا أساهم في الإنابة عن النقاد أنفسهم في قراءة العمل فإنني أكتفي بالقول بأنني كتبت ما عشته وصورته لمن يهتم بذلك أو يعنيه ربما كانت الذبابة على الوردة ستكون أكثر أهمية الآن مما لو كانت تعريضاً بالنظام السابق وحقد عليه يوم كان مازال سائداً لأني أخالف المثقفين العراقين الذين تاجروا في مواقفهم السياسية لصالح آخرين بينما سقطوا بطاغوتية إثر اخرى وساهموا في تحطيهم كيانهم الثقافي بلعبة تبدل دور الجلاد والضحية وهي لعبة مازالت مستمرة في الثقافة العراقية في الداخل والخارج على حد سواء.
• أنت اليوم في مصر، هل تعني لك الأماكن والأوطان شيئاً، وماذا تفعل هنا، وكيف تقرأ المشهد الثقافي المصر على اعتبارها مرتكز ومسبار الشارع العربي الحقيقي؟
ـ بالرغم من أنني ولدت في العراق ولكن مكتبي الخاصة وقراءاتي وضعتني مباشرة في الطريق القويم نحو الثقافة كوطنٍ حر تخترقه جميع اللغات ومن الثقافة الحرة يخلق وطنا سيقى مفقوداً وهذا لايعني بأني أتقبل مفردة الثقافة كونها نوعاً من العبادة المتحضرة عن فكرة الكائن مع الآخر، إن الثقافة سلطة خفية تسير الكائن وتخدعه وتعتاش عليه، وأنا عموماً لست مع هذه الدرجة من الوطنية أو تلك، أنا مع الاختيار الذاتي للوطن التي ترغب فيه ويرغب فيك ولقد عشت في العراق طوعاً لسنوات ومجبراً لسنوات أطول، ويفزعني أن أفكر بنفسي كوني عراقياً ولقد بذلت جهداً في الثقافة الرسمية العراقية لم يساهم في بناء شئ مفيد على الإطلاق ولم أتمكن لا أنا ولا سواي من أن يكون شيئاً في بلده على الأقل في شقيه، قبل الاحتلال وبعده، لم يكن العراق يحب أبناءه والمثقف العراقي مصاب بعدوى الكراهية والحسد الساذج والمؤامرات ولا أدري هل أن مقولة “العراق ارض الشقاق والنفاق” قد أبطل مفعولها الآن وهل يمكن لنا الحديث عن ثقافة عراقية حقا؟
إن الثقافة العراقية لا تؤرشف نفسها مطلقاً ولاتوجد كتب عن تاريخ الثقافة العراقية لم يتفرد بها كاتبها ويجزئها حسب نظرية “كل يدفع الجمرات إلى خبزه” إن المؤرخ الأدبي مفقود وواضع الكتب الخاصة بمسيرة الثقافة العراقية يعتبر هذا نقصاً فيه هو شخصياً وليس مساهمة ابداعية فيها ولولا أننا أحياء ومازلنا نتكلم لأبطل وجودنا وحذف من المشهد العراقي منذ زمن طويل!؛ وأنا شخصيا مثلا لايذكر اسمي مع أجيال الثقافة العراقية إلا نادرا ولم أتعرف إلى نفسي بعد إلا من قبل مثقفين عرب وعندما اخترت المجئ إلى مصر فإنني كنت أرغب بوجود بلد خاص تكون الثقافة فيه محترمة ولها وجودها حقاً وهنا حضيت بالاهتمام الذي مازال يدهشني وعدد الندوات والقراءات واللقاءات بي كانت أكثر مما قدم لي في العراق لأكثر من ربع قرن كما أنني لأول مرة في تاريخ حياتي ككاتب يكون لي ناشرٌ حقاً يتابع ما لدي ويساهم في استمراري كاتباً، فضلاً عن أن مصر بلد يحافظ على تاريخ مثقفيه ومع خلافات المثقف المصري مع سواه من نفس الجيل أو من الأجيال السابقة إلا أن الجميع يخطو جنباً إلى جنب كما لا تسمح الثقافة المصرية بالتجريح الكامل لمثقفيها وتعمل على اتساع المشهد وتنوعه وتعدده، صحيح أن الحياة المادية للكاتب المصري تكاد أن تكون خانقة ولكن الضحكة المصرية وقوة الاحتمال تساعد على التغلب على الصعوبات وأنا شخصياً لم أشعر بالغربة هنا لطالما هناك من ينادي باسمي من الجانب الآخر من الشارع. أنا أعمل ككاتب ولي مدخولات قليلة وأنا مازلت أشعر بالحيرة كل يوم بأمر معيشتي ومعيشة أولادي الصغار “أحمد وميرا” ولولا وقوف زوجتي الصحفية إسراء خليفة إلى جانبي لا أعرف ماذا سأكون حينها، ولكنني أعيش كأي رجل يتيم بلا وطن يتطلع اليه أو يفكر بإغاثته، كم هو محزن أن يسرق العراق أمام عينيك وتقف متفرجاً ولاحول لك ولا قوة ؟!!.
• لماذا تحب عقيل علي؟
ـ نعم، أحسنت أنا أثني على صيغة هذا السؤال، نعم لماذا تحب عقيل علي؟، لأن عقيل علي لم يذق طعم الحب في حياته مطلقاً بعد مماته ادّعوا محبته وحتى أقرب الناس إليه لطالما ساهم في معاناته والسخرية منه واتهامه بالسرقة وغيرها، كانت علاقتي به تحتمل المد والجزر كان عقيل طفلاً معوقاً، الاقتراب منه يتطلب التفرغ كليا إليه وغالبا ما يكون غير مفيد على الصعيد الشخصي فهو طفل بدائي لا يعتمد في الحياة شيئا ولا يهدف لشئ، جاريته مرات وسكنت معه فندقاً وكان دائم الريبة غير محزور العواقب ولا يكف عن الشرب ولولا كاظم جهاد لضاع عقيل علي الشاعر الكبير إلى الأبد وهو مات كما عاش ميتاً.
• لمن تميل من الشعراء، ومن تقرأ من الفلاسفة؟
ـ مازلت لي مصادر ثابتة للقراءة الشعرية فضلاً عن الشعراء العالمين الكبار، جان جينيه، رامبو، رينيه شار، لوتريامون، هولدرلين، مايكوفسكي، يوسف برودسكي، كما أن مكتبتي العربية تميل إلى وضع اليد على إبداعات أدونيس وسعدي يوسف وسليم بركات الذي مازال يسحرني ويدهشني وكذلك حسب الشيخ جعفر وعبد الرحمن طهمازي ومحمد عفيفي مطر وبعض من الشعراء الشباب الجدد المهوسين بالإبداع والحرية والصعلكة والتحرر من الحراسات الاخلاقية والضوابط الاجتماعية؛ أما بخصوص الفلسفة فان الكتب الحديثة معدودة باستثناء فوكو وجيل دولوز ودريدا لم يقدم المشهد العالمي للفلسفة خطابها الحداثوي المنشود!، قرأت أخيرا بيسوا وأعجبت به وكذلك اميل سيوران وبعض أفكار آلان باديو بترجمات رائعة للصديق حسين عجة ولكنني ما زلت احتفط معي بنسخة دائمية من كتاب “نقد العقل المجرد ” لكانت وهو بمثابة ديوان الشعر بالنسبة لي فضلا عن كتب نيتشة التي تكتب نفسها من جديد في كل قراءة جديدة
• ما علاقة خضير ميري بكلٍ من:
فوكو:
ـ إنه البوصلة لروح العصر، من غيره نستهلك وقتاً طويلا بالضياء بينما يجب العثور عليه!.
أبو حامد الغزالي:
ـ شمس التراث العربي ورائد الريبة الفلسفية وزين المتصوفة والملفت لأهمية الانتهاء إليها
شارع المتنبي:
ـ الوطن كله عندما أعود اليه
مصحة ابن رشد:
ـ مكان أليف عشت فيه أكثر مما عشت في العراق ومازالت أقدامي ترغب بالذهاب إليها دون إرادتي!.
شعبان عبدالرحيم:
ـ صوت الشعب الذي لا نختاره غالباً ولكننا لا بد من أن نصغي إليه.
أبو نواس:
ـ اسمه وحده يكفي!!.
بغداد:
ـ الجرح النازف حتى في رغيف الخبز
الحانة:
ـ السلاح الوحيد لمن أراد أن يكون سعيداً ومتخلصاً من رأسه قليلاً.
الموت:
ـ هو الحقيقة الوحيدة التي لايمكن تجربتها سوى مرة واحدة.
الجنون:
ـ هو الحرية الوحيدة التي ليست بحاجة الى آخر.
النساء:
ـ شريكاتنا بالضياع وجنسنا الذي يشاطرنا الولادة والتكرار في هذا العالم اليتيم الضال العرضي والعابر زهور صحرائنا ومشجعاتنا على الجسد والحب والتفكير …البناء المتآمر!.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.