المخرج لؤي التتان: الفيلم القصير يختصر المحتوى بإيقاع متوازن وتصاعد بسيط

23 مايو 2023

خاص – نص خبر

حاورته من الظهران: نور هشام السيف 

يشارك المخرج السينمائي البحريني لؤي التتان -من مواليد 1987-و للسنة الثانية على التوالي في مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة وذلك ضمن عروض الأفلام القصيرة، تجربته الأولى بدأت مع المهرجان في العام الماضي بفيلم “وجبة”، وفي هذه الدورة يشارك بفيلم “في حذائي” الذي يعرض بمسرح إثراء بتنظيم جمعية السينما وهو فيلم قصير صامت البطولة فيه لحذاء!

التقينا لؤي التتان على هامش المهرجان وجمعتنا به دردشة سينمائية لنتعرف عليه أكثر ونعرف المزيد عن تجربته السينمائية ومشاركته وتطلعاته المستقبلية.

  •    البدايات تطبع التجربة لو تحدّثنا عنها وكيف اكتشفت فيك المخرج؟

– كنت منذ الصغر أشاهد الأفلام ولكن ليس كنظرة سينمائية فنية، بل أفلام الاثارة والفانتازيا الكوميدية مثل أفلام جيم كاري، في فترة المراهقة نقلتني والدتي وهي أمينة مكتبة من عالم المشاهدة العادية إلى التحليل والقراءة والمناقشة كونها تملك الذكاء والمعرفة في التقاط الرمزيات وكانت تسحرني المعاني التي تلتقطها.

  • متى أدركت أنك تنتمي لعالم السينما وشغفك به حقيقي؟

-أدركت ذلك على مراحل ثلاث، بدأت عام 2001 لم أضع لنفسي حدود في تصنيفات مشاهدة الأفلام شاهدت الأفلام الأوروبية والإيرانية والعربية كنت حريصا على عدم وضع حدود لخيالي والابتكار.

في عام 2005 اكتشفت ميلي للأفلام الغامضة والدراما النفسية مثل أفلام براد بيت ودينزل واشنطن. وفي عام 2010 تطورت جماليات الصورة بشكل كبير في صناعة السينما وتزامن معها تطور الانيميشن ومن هنا عرفت أني داخل الدائرة رغم أنني كنت على أبواب التخرج والالتحاق بوظيفة تابعة لتخصصي هندسة الميكانيكا.

 

  • إذا متى كانت الانطلاقة؟

– كانت الانطلاقة فعليا في 2018 في مسابقة البحرين للسينما التابع لنادي البحرين السينمائي، بدأت بمجهود ذاتي وبلا خبرة مُسبقة وبطريقة عشوائية شاركت وعُرض الفيلم في النادي، صحيح أنني لم أفز بأيّة جائزة لكنها كانت المحطة الأولى والخطوة الأولى ولا مجال للتراجع فيها، انطلقت بالفيلم في مهرجانات أخرى في كل قارات العالم وقدمت بعدها 3 أفلام قصيرة.

 

  • في جعبتك 4 أفلام قصيرة ونحن كمجتمع عربي تشكل وجداننا على الأفلام الروائية الطويلة، كيف استطعت أن تجد شفرة بينك وبين الفيلم القصير؟

– أجد دائما في الفيلم القصير ما أستطيع ايصاله دون بذل مجهود في محاولات البناء المتصاعد وموازنته مع الإيقاع وقد تعلمت من خلال عملي لمدة وجيزة في مجال الاعلانات كيف أختزل الفكرة في 20 ثانية وأفاجئ الجمهور، بالإضافة إلى بحثي ومشاهداتي للأفلام القصيرة في اليوتيوب وvemio.

 

  • هل تأثرت بفيلم معيّن واسقطته على مشاريعك الأولى؟

– فيلم “تيرمنل” لتوم هانكس أول الأفلام التي تأثرت بها وانعكس ذلك في فيلمي الأول وجبة، حيث يُصوّر الفيلم في كادر واحد وكل أفلامي تتسم بطابع وجهة نظر شيء معين كما فيلمي الأخير “في حذائي “.

 

  • لنتحدث عن فيلمك المشارك حالياً في مهرجان أفلام السعودية “في حذائي” وهو يتحدث من وجهة نظر حذاء ما الذي يريد أن يقوله الحذاء؟

– أنا لا أريد إيصال رسائل عن طريق حذاء أنا فقط أريد أن نعيش تجربة إدخال الحياة إلى الجماديات وهو علم قائم وموجود، والحذاء في الفيلم ينتقل إلى مراحل مُختلفة من حياة مُرفّهة إلى حياة رجل مشرد.

 

  • نلاحظ أن الفيلم يخلو من الحوارات فالحذاء يستمع إلى كل المؤثرات الصوتية بوضوح ما عدا صوت الإنسان؟

-لقد افترضت أن الحذاء يلتقط الأصوات إلى حد ارتفاع معين وكل ما هو في الأعلى بالكاد يسمعه بوضوح وقد تعمدت أن أخفي أصوات الناس كي لا أضيف أي حوار يشتت المشاهد عن التعبير الذاتي للحذاء كما أنني افترضت أن الحذاء لايدرك هذة الأحاديث والثرثرة فهو يتلقاها كنوع من الهمهمة، كان تركيزي أن الحذاء يعايش ما يعيشه صاحبه، عندما يقع صاحبه أرضاً فهو يعيش حالة الغمام وعندما انتقل إلى حياة التشرد أصبح يرى الأشياء بمنظور آخر.

 

  • لكن الحذاء لم يصدر أي ردّات فعل خلال الفيلم؟ 

– لأنه لا يملك أي سلطة هو مجرد متلق يعيش حياة صاحبه ويضع نفسه مكانه.

 

  • كيف استطعت رسم حدود أو نهاية لحياة جماد يتلقى الأفعال ولا يصدرها؟

– رسم المراحل من حياة مرفهة إلى حياة فقيرة حتى الوصول إلى مرحلة ثالثة أكثر تعقيداً وهي التشرد أو حياة السارق ساعدتني كثيرا في جعل النهاية مفتوحة لتولد التساؤلات من قبل الجمهور حول مصير الحذاء لا أحب النهايات الواضحة خصوصاً عندما تكون الفكرة مُتخيلة وغير واقعية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.