أنا وأنت على قوائم الانتظار

8 يناير 2024

لما مرشد- كاتبة من سوريا

عمّ نتحدث؟ نعم نتحدث عن فعل يقوم به  الناس، معظمهم إلا اذا استثنينا  القلة القليلة فهم ذاتهم قد لا يدركون مايجول في عوالمهم الداخلية.. إننا نتحدث عن قائمة مهولة من الانتظارات

إن قلت لي إنك تنتظر الفرح فسأرد قائلة أي فرح أهو فرحك بالشهادة أم فرحك بالخلاص من هم يومك الذي مضى وأيامك التي ستمضي وأنت تنتظر الفرح وغالباً هو لن يأتيك لأنه رهن الاعتقال وفي أي معتقل لا أعلم ولو علمت لطرت  إليه وقدمته لك!

أتنتظر الأمل ؟سأبشرك أنه تاه في غياهب ليل حالك الظلمة ولم ولن يعرف طريقه لنا لأنه ليس مدرجاً ضمن مهنتنا لأننا مهما حاولنا فلن يسمحوا لنا أن نمتهنه . أتنتظر النجاح إنه يا صديقي حكر على ما يُسمى بالنخبة .

أتنتظر السعادة ؟ إنها ذهبت لتلاقي وجه ربها خوفاً من وجهك المجعد وجبينك المطرز بقائمة تطول من الخيبات. أخبرني أيضاً هاتِ مالديك من فعل ٍ سخيف رموه على عاتقنا ليصبح رديئاً بالياً وأنت تنتظره دون جدوى.

أفق يا صديقي حان الوقت لتعلم أن انتظارك هو مصيرك وليس فعلك وردة فعلك أيضاً. لايوجد ربيع ننتظر ولا حقول نيسان ولا حصاد السنين ولا فرحنا بما زرعنا وما سنكسب لأنهم رموه قبل أن نجمعه في مزابلهم وأخذوا شقاءك وشقاءنا جميعاً.

انتظر وانتظر حتى يمل منك الانتظار ويذهب كحظك العاثر في مهب الريح. إياك وأن تنتظر الحب لأنه خديعة كبرى خُدعنا بها جميعاً وخَدعنا أنفسنا كي نستطيع ممارسة الحياة التي لاتليق بنا ونعود للفعل المهزوم.

بات شعبي وشعبك بانتظار أبسط مقومات ما تُدعى الحياة بتُّ أنا وأنت على قوائم المنتظرين الدور للرحيل ولانخشاه لأننا أيقنا أنه أفضل من حالة الجلوس في القاعة الكبيرة الموجودة أساساً في القاع ولا أحد يرد علينا صدى الصوت، ولاتنتظر تحقيق حلم كبير لأنه ثوب فضفاض جداً علينا

انتظر فقط موعد رحيلك كما كتبوا لك وعلقوك بأن تسأل متى وأين وكيف ولا أنت تعرف ولا هم يريدون الإجابة .

فقط انتظر.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.