محمود عبدالشكور: الدراما حاملٌ هائلٌ للتاريخ

بعد حالة الجدل الواسع التي أثارها مسلسل “رسالة الإمام” عن سيرة الفقية الأشهر محمد بن إدريس الشافعي؛ تعددت الآراء بين معارض ومؤيد وذلك بسبب أنسنة شخصيته وبعض الشخصيات التاريخية والدينية الأخرى كشخصية السيدة نفيسة، وهو ما أزعج الوعي الشعبوي الذي رفعهم لمنطقة المقدس.

نصّ خبر دردشت مع الناقد الفني المعروف محمود عبدالشكور الذي قال :
“سرّ جاذبية ما شاهدناه حتى الآن من حلقات “رسالة الإمام” أنه تعامل مع الإمام الشافعي كشخصية درامية في عمل درامي، وليس كداعية يقدم دروسًا وعظات مباشرة. إن الدراما بخطوطها الواقعية والخيالية هي الأساس، ومن خلالها يمكن أن تُمرّر رسالة الإمام، وليس العكس، وإلا كانت الأفكار والنبرة التعليمية أعلى صوتًا من السرد والحكاية”.

ويتحدث عن البناء الدرامي للعمل بقوله: “كل حلقة تستكمل صراعًا مستمرًا بدأ منذ الحلقة الأولى، والصراع في داخل الشخصيات مثلما هي حولها في السياسة وفي مجالس الفقه وفي الحب أيضا، وكل حلقة تعرض لشخصيات من لحم ودم، وليست كائنات فضائية أحادية الجانب، وطريقة أداء الممثلين، وإيقاع العمل كله، يعكس صدى الحياة اليومية لبشر عاديين.
الإمام الشافعي نفسه، بأداء خالد النبوي الفذ، إنسان عادي شديد البساطة، خافت الصوت، يمشي في الأسواق، ويبتسم للناس، ويراجع نفسه إذا انفعل على زوجته، ويرد بصبر جميل على حماقات الجهلاء والحمقى، ويصادق طفلا يتيما، ليعلمه القرآن.
رجل تحبه حتى لو لم يكن عالما وفقيها عظيما”

يختم عبدالشكور مداخلته قائلاً:  “القاعدة الذهبية تقول: اكتب الإنسان بكل تفاصيله، ثم ناقش من خلاله أي قضية تريدها، بذكاء وبدون مباشرة أو صوت عال، دع المواقف تحكي وتعبر، وامنح المكان حياة بنبض البشر ونقائصهم وقوتهم وضعفهم، ولا تتردد في إضافة أي شخصيات أو خطوط خيالية تدعم تطور الأحداث.
الدراما لا تنقل الواقع، حتى لو كانت عن الشخصيات حقيقية، ولكنها تصنع واقعا موازيا كاملا، تقدم من خلاله رؤية خاصة، للشخصيات وللعصر وللتاريخ. وهذا ما حققه العمل بامتياز”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.