طرقات مونتريال

15 فبراير 2024
عبير إسبر – روائية وكاتبة سورية
اليوم رميت نفسي في طرقات مونتريال. غرقت في حنان الثلوج الذائبة فأمنا الشمس تمطت بدلالها.. استيقظت متأخرة كعروس..
زوايا المدينة بدت صالحة للقطات الإنستغرام دون كثير من البوتوكس والفلاتر.. والألوان الربيعية في شعر البنات وفي تنوراتهن متباينة الطول بدت لائقة وغير استباقية. حتى أنا بضحك كثير أدركت ان آخر علاقة عاطفية بلهاء فشلت بأن تخرب علي أغاني داليدا فتابعت الدندنة مع موسيقى المدينة بفرقعتها وتوناتها شديدة البلاهة فالدي جي المنتشي بضرب الطبول في غابات سحيقة خلط هلوسات الحشيش بزعيق سيارات الاسعاف وصخب ورش بناء لم تتوقف عن خربطتها لوجه المدينة الفتي..
اليوم الهارب من ربيع بهي انطلى حتى على حتى العصافير التي لم تتوقف عن كركراتها فالشمس أمنا تسللت تحت جناحي أطفالها مدغدغة زغب الحياة الطري ..
هذا اليوم السهل كلقمة مهلبية بدا صالحا للعيش كلقطة افتتاحية لفيلم عذب. لكنه ترك سؤالا واحداً ..
متى سأتوقف عن المرور على تفاصيل مونتريال كسائحة؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.