صناديق التحوط أداة استثمارية استراتيجية لزيادة الغلّة المالية

13 أبريل 2023

عمار عدرا – نص خبر

تعد صناديق التحوط (Hedge funds) أدوات استثمارية مجمعة ومتنوعة تجمع أموال عملائها من المستثمرين المؤسسين والمعتمدين، حيث تستثمر هذه الصناديق في مجموعة واسعة من الأوراق المالية والمشتقات المالية “Derivatives” (أدوات مالية تستمد قيمتها من أداء أصل حقيقي أو مالي أو من أداء أحد المؤشرات السوقية، وتندرج تحت مسمى  الأصول الحقيقية بما في ذلك  السلع الدولية: تداول الذهب، النفط، المعادن، القمح، والأرز، إلخ). وتستخدم صناديق التحوط استراتيجيات التداول المتقدمة مثل التحوط والبيع على المكشوف واستخدام الرافعة المالية بهدف تحقيق عوائد عالية جداً لعملائها الأثرياء مع تقليل المخاطر، لذلك فهي تختلف عن الصناديق المشتركة  (Mutual Funds) التي تجمع الأموال من العديد من المستثمرين للشروع في الاستثمار في الأرواق المالية مثل الأسهم والسندات والديون قصيرالأجل.

منهج عمل صناديق التحوط

على وجه العموم، يركز هدف صندوق التحوط على تبني استراتيجيات التداول التي تسمح له بتوليد عوائد إيجابية بغض النظر عن ظروف السوق. بعبارة أخرى، تهدف صناديق التحوط إلى الربح سواء كانت الأسهم والأصول الأخرى ترتفع أو تنخفض في القيمة بحيث يمكن لعملائها  الربح خلال الأسواق الصاعدة والأسواق الهابطة على حد سواء.

تشتري معظم صناديق التحوط الأسهم المتداولة علناً ولكن يمكنها أيضاً الاستفادة من الأصول البديلة  مثل الفنون الجميلة والعقارات والعملات والتشفير وحتى براءات الاختراع بهدف تحقيق عوائد مميزة لعملائها مع محاولة تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى.

وكما هو معروف يأتي اسم صناديق التحوط من الطريقة التي تقلل بها المخاطر، العديد منها “تحوط” رهاناتها عن مواضع الموازنة في الأصول التي طالما امتلكتها، يعني هذا شراء خيارات البيع أو بيع الأسهم على المكشوف  أو حتى الاستثمار في الأصول التي تميل إلى التفوق في أوقات مختلفة في الدورة الاقتصادية التي تحدث في سوق المال والأعمال.

وعلى عكس الصناديق المفتوحة المماثلة (مثل الصناديق المشتركة وصناديق الاستثمار المتداولة)، لا يمكن لمعظم المستثمرين الأفراد الوصول إلى صناديق التحوط، فهي مصممة فقط للمستثمرين المؤسسين والمستثمرين المعتمدين والأفراد ذوي الملاءة المالية العالية وهذه الفئات الثلاث لديها قدر كبير من التداخل والشراء في صناديق التحوط.

لكي يتم اعتباره مستثمراً معتمداً، يجب أن يمتلك الفرد صافي ثروة تزيد عن مليون دولار أمريكي أو يربح أكثر من 200000 دولار سنوياً، أو أن يكون محترفاً في مجال الاستثمار ومرخصاً. معظم صناديق التحوط لديها حد أدنى للاستثمار بين 25000 دولار و1مليون دولار.

 

أباطرة التحوط المالي في العالم

ظهر أول صندوق تحوط  في العالم عام 1949 عندما أطلق الكاتب وعالم الاجتماع ألفريد جونز أول صندوق تحوط وحاول تقليل مخاطر مراكز شراء الأسهم التي لديه ببيع أسهم أخرى على المكشوف، ليصبح هذا النموذج الكلاسيكي لصناديق التحوط. حيث عمل آنذاك على الاستثمار بقيمة 100 ألف دولار كان منها 40 ألف دولار من أمواله الخاصة، وكان بذلك أول مدير مالي يوائم بين أسلوبي الرافعة المالية والبيع على المكشوف.

ومع تطور عالمنا اللاقتصادي والمالي بشكل كبير في الخمسين سن  الماضية، بدأت صناديق التحوط تنمو وتدير أصول ضخمة، ومن بينها بريدج ووتر أسوشيتس (Bridgewater Associates) الذي أسسه راي داليو في عام 1975 بقيمة أصول مدارة تقدر بـ150 مليار دولار، و مان جروب (Man Group)  الذي وصلت قيمة الأصول الخاضعة للإدارة فيه (AUM) إلى 143.3 مليار دولار في 31 ديسمبر 2022، ورينيسانس تكنولوجيز ((Renaissance Technologies  حيث تبلغ أصوله الخاضعة للإدارة أكثر من 130 مليار دولار أمريكي اعتباراً من أبريل 2021.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.