حمد الدوخي: أنا هو حمد قطار مظفر النواب!

3 أكتوبر 2023

حاوره: هاني نديم

في باص يقل الشعراء من صالة إلى صالة قبل أكثر من عشرين عاماً في بغداد، جاورني شاعر اسمه حمد الدوخي، قرأ لي على الطريق شعراً يذيب القلب ويشعل الفكر، أصبحنا أصدقاء في الباض وخارجه وفي الحياة والحل والترحال والشعر وخارجه أيضاً..

د. حمد الدوخي حالة خاصة من الوعي النقدي الذي يكتب بقلم شاعر، لنقل مجازاً إنه يمارس: “شعرنة النقد”، كما أنه بالطبع حالة خاصة من الشعر والحضور والإلقاء.

التقيته في هذه الدردشة السريعة.. سألته:

 

  • بين النقد والشعر، ألا تفسد عليك الأكاديمية والمعرفة المحدّقة متعة عماء الشعر ولا عقلانيته؟ 

– نعم للنقد عقل مركزي وهو يحاول الاستدلال بكل هو مادي على جمال ما هو روحي وفي ذلك عنف حاكم على الذائقة ولكن يبقى لنا متنفس اللغة إذ يمكننا شعرنة لغة التحليل لكي نمنح حضورنا بهاء الشعر في هذا المحفل العقلاني.

لا يمكننا تعلم الشعر إلا بكتابة الشعر

 

 

  •  كيف تخرج إلى الشعر وقصيدتك؟ ما هي عدتك؟ وكيف تعود منها؟

–  كل ذلك يحدث بالشعر نفسه، فكما تقول أقدس قواعد تعلم الشعر (لا يمكننا تعلم الشعر إلا بكتابة الشعر) لذا فأنا أخرج إلى القصيدة بتوجيه من القصيدة، وأستعد للقصيدة بتجهيز من القصيدة، واعود من القصيدة برفقة القصيدة .. باختصار هناك نوعان من الشعراء شاعر يكتب الشعر  وشاعر يعيش الشعر.. أنا: هما..

 

  •  من وجهة نظر أكاديمية؛ هل اختلفت بنيوية النص بعد السوشال ميديا؟ هل أصبح هنالك نص جديد مدمج إن جاز التعبير؟

– بكلللل تأكيد فقد فعَّلت الميديا آلية التفاعل مع النصوص ونقلتها من تأمليتها إلى التفاعل معها إجرائياً إذ أصبح بمقدور الشاعر هاني نديم أن يمسرح قصيدته في بيته ويعرضها على العالم عبر التقنيات الهائلة.. ولكن يبقى خطر آخر؛ وهو ان نصل بالشعر إلى لغة المعادلة (١+١=٢) وهنا ستموت أو تخفت طفولة الشاعر وتتحول إلى وسيلة عمل أكثر منها طريقة في التمرد.

أنا وريث بيت يتناول الشعر أكثر من الخبز

  • حدثني عن حمد الدوخي في بداياته وكيف أصبح اليوم؟

– حمد طفل قطار مظفر النواب .. مذ عرفت هذا ال(حمد) كان بسيط المرور بكل شيء. لم يثقل يوماً على فراشةٍ، غنى كثيراً لأهله البسطاء.

حمد وريث بيت يتناول الشعر أكثر من الخبز. بدأ شاعراً شعبياً واغوته الدراسة وورطته بالشعر الرسمي (الفصحى) وبالغت بإغوائه وصيرته ناقداً واكاديمياً، وهو اليوم بجهد مستمر لاستعادة طريقته في التنفس.. تلك الطريقة التي تعلمها في قريته.. حمد يبقى يحاول الوصول لإبقاء القارئ في لعبة الاستمرار في قراءة ما يكتب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.