حفل الموجي بالرياض كان مبهرًا وكاشفًا للمطربين العرب

سامح محجوب – القاهرة

بعد الحفل المبهر الذي استقبله مسرح أبوبكر سالم بمنطقة البوليفارد بالرياض أمس تحت عنوان ( روائع الموجي ) والذي أقيم للاحتفال بمرور مئة عام على ميلاد الموسيقي الكبير محمد الموجي والذي ترك ردود فعل قوية ومتباينة بين رواد السوشيال ميديا كان لابد من رصد بعض هذه الآراء مع المتخصصين فى مجال الموسيقى والغناء
حول الحفل ومن أقيم على شرفه

مئوية الموجي والتكريم المستحق

كانت هذه المداخلة مع الدكتور أشرف عبدالرحمن أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون الذي قال :
“تحلُّ هذه الأيام ذكرى مئوية عبقري النغم محمد الموجي الذي ولد عام 1923 ويتصادف أنه نفس العام الذي رحل فيه عبقري الموسيقى العربية سيد درويش ليرحل نجم ويولد عبقري آخر، رحل الموجي عام 1995 لكن ألحانه وموسيقاه مازالت حاضرة وبقوة ويشدو بها المطربون وتشجي السامعين فى العالم العربي، ففى حفل الرياض الذى يقام في بوليفارد الرياض سيتي إحياءً لذكراه حيث تقوم عليه الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية تكريمًا لاسم الموجي وتخليدًا لأعماله بمشارك كوكبة كبيرة من مطربي الوطن العربي منهم :المطربة أنغام، وعبادى الجوهر، وصابر الرباعى، وائل جسار، شيرين عبدالوهاب، مى فاروق، زينة عماد، ماجد المهندس، تحت إشراف مباشر على الحفل من الفنان يحيى الموجى نجل الموسيقار محمد الموجي وتحت قيادة المايسترو وليد فايد”.


تم تقديم مجموعة من أروع أعمال الموجي لألحان عاشت ومازالت باقية مثلما بقيت مع أجيال كثيرة طوال قرن من الزمان مثل ألحانه لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وشادية وصباح ووردة وفايزة أحمد ومحرم فؤاد … والمئات من الألحان الخالدة لكبار مطربينا على مستوى الوطن العربي .

جاء حفل الرياض مبهرًا بإمكانياته العالية والشكل المتميز الذى يجعلنا كوطن عربي نلمس ما يحدث فى المملكة العربية السعودية من تغير غير مسبوق فى محاولة جادة بأن يكون لها دور ومكانه ملموسة على الساحة الفنية فى العالم العربي، جاء الحفل على مسرح أبو بكر سالم في الرياض فى حضور المئات من الفنانين العرب، ليشارك فى الحفل أيضًا أكثر من 150 عازف من كبار العازفين على مستوى الوطن العربي، وما تم تقديمه من برنامج الحفل كانت اختيارات متميزة لمجموعة من أعمال الموجي، وكانت الفرقة الموسيقية مبهرة الأداء ولكن جاء أداء بعض المطربين كاشفًا الستار عن أشياء كثيرة لهذه الأصوات التى لم تنجح سوى فى أغانيها الخاصة فقط، ليتضح لنا مدى عبقرية الأجيال السابقة التى غنت تلك الأغاني الخالدة فلا مقارنة بين عظماء وعباقرة الأمس ونجوم اليوم فالمقارنة صعبة وإن كانوا قد أعادونا إلى زمن الفن الراقي الذي افتقدناه.ولكن بالفعل لم يبق غير صوت أم كلثوم وعبد الحليم وفايزة ونجاة، والملفت للنظر كان أداء مطربة الأوبرا مي فاروق التى لمعت وسط هؤلاء النجوم الكبار بصوتها الصداح، وقد يرجع تميزها فى هذا الحفل إلى أنها تمرست فى الغناء لأم كلثوم سنوات طويلة على مسرح دار الأوبرا المصرية فقد شربت تراث الموسيقى العربية مثل باقى زملائها من مطربي الأوبرا المصرية، ولكن ننتهى من ذلك بأننا أمام احتفالية لفتت أنظار العالم العربي وأعادت لنا اليقين بأن علينا أن نفخر بقوتنا الناعمة التى كانت ومازالت هى الأقوى تأثيرًا والأكثر امتاعًا والأبقى خلودًا .


والجدير بالذكر أن هذه الاحتفالية ليست الأولى للاحتفال بمئوية الموجي هذا العام ولكن تم الاحتفال أيضًا بذكراه فى دار الأوبرا المصرية بعمل حفلة تناولت مجموعه من أعماله وكذلك قامت العديد من البرامج التليفزيونية المصرية بالاحتفال بالموجي واستضافة أبنائه الدكتورة غنوة والموسيقار يحيي الموجي والأستاذ أمين الموجي.

فلم تمر هذه المئوية على العالم العربي مرّ الكرام لأن الموجى ليس مجرد ملحن عادي ولكن له بصمات خالدة فى عالم الألحان والغناء والطرب وقد حفر اسمه وسط عمالقة من الكبار فهو ينتمي للجيل الثالث من مبدعي موسيقى القرن العشرين فى مصر والعالم العربي، حيث كان الجيل الأول الذى ظهر فى بدايات القرن العشرين هم من وضعوا الأساس القوي والمتين لكل من جاء بعدهم وهم الخمسة الكبار فى عالم الألحان ( سيد درويش – محمد القصبجي – الشيخ زكريا أحمد – محمد عبد الوهاب – رياض السنباطي ) ليأتى الجيل الثاني من المبدعين الذين أضافوا أيضًا للموسيقى العربية لونًا جديدًا وقد اهتم الجيل الثاني بالسينما الغنائية ليتألقوا ويلمع نجمهم فى فترة الثلاثينيات والاربعينيات مثل ( فريد الأطرش – محمد فوزي – أحمد صدقى – محمود الشريف ) بينما الجيل الثالث والذى أحدث طفرة جديدة فى عالم الألحان حيث ظهر هذا الجيل بعد ثورة 23 يوليو 1952 وهم ( منير مراد – محمد الموجي – كمال الطويل – بيلغ حمدي ) فكان لكل منهم أسلوبه وموسيقاه التى تميزه عن غيرة، ليلمع الموجي وسط كل هذه الأجيال وليشرب من نهر الألحان لكل من سبقه وخاصة محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي، لتصبح موسيقى الموجي فيضًا من الشجن وتجمع بين أصالة الماضي وعبق الحاضر، رحم الله عبقري النغم محمد الموجي أحد مجددي الموسيقى العربية فى القرن العشرين .

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.