تدمر نجت من الظلامية … متى يبدأ الترميم؟!

28 مايو 2023

نص خبر- خاص

في مثل هذه الأيّام قبل 8 سنوات أول من أمس، حسمت وكالات الأنباء أمرها، ووزعّت خبراً مأساوياً يعلن سقوط مدينة تدمر الأثرية تحت سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي. حينها كان الثابت الوحيد أنّ «بلد المقاومين» باللغة العمورية و«البلد الذي لا يقهر» باللغة الآرامية، و«تدمر» كما تعرفها البشرية، عاصمة لمملكة من أهم ممالك الشرق قديماً، نامت لفترة طويلة ضيافة الظلامية! حينها أخذت بعض الآراء الإهمال الحكومي للمدينة على أنها «كانت تُختصر ببيت شعر وجمل وفنجان قهوة عربية أثناء الاحتفالات والفعاليات والمهرجانات الرسمية تخضع لسيطرة تشبه سيطرة «داعش» منذ زمن بعيد!»، فيما كان سيبقى كابوس أن ترزح تدمر تحت سطوة التكفيريين، وتتحول إلى جزء من إمارة متأسلمة أشد خطورة من كل المافويات التي عرفها التاريخ الحديث، هو الكارثة الكبرى. على العموم تحررت تدمر لكن بعد تعرّض جزء كبير من أوابدها التاريخية للدمار الشامل. ولن يكون هناك فرصة للسواد الأعظم من الشعب السوري التركيز على هذا الموضوع بسبب ما يعيشه الشعب من ضغط اقتصادي وخدمي متهالك!

لكن تظّل بعض الورشات والاجتماعات بمثابة بريق أمل رغم الشعاراتية التي تسيطر عليه وتوقّفها طويلاً عند مرحلة «السوالف» كما يقال في العامية الدراجة!

وآخر من حرر من ذلك أنه في إطار التحضير للمرحلة الأخيرة لإعادة ترميم «قوس النصر» الأثري بتدمر، عُقدت ورشة تحت عنوان «رؤى ومنهجيات ترميم وإعادة بناء قوس النصر» بحضور وزيرة الثقافة السورية، الدكتورة لبانة مشوّح، و«معهد تاريخ الثقافة المادية لأكاديمية العلوم الروسية» و«الأمانة السورية للتنمية»، وخبراء من «منظمة اليونسكو»، حيث استمرّت ثلاثة أيام ما بين تدمر والعاصمة السورية دمشق.

وأكدت وزيرة الثقافة السورية، أهمية قوس النصر في تدمر «الذي يعد أحد أبرز رموز سورية التاريخية التي يعتز بها، وأن إعادة بنائه وترميمه غاية في حد ذاتها»

وأضافت أنّ «إعادة الترميم في العامين الماضيين كانت كلها دراسات ميدانية على الأرض، حيث كان لابد من دراسة الموقع بكل جوانبه ومعرفة كيفية إعادة البناء، فهي ليست عملية ترميم فحسب بل هي إعادة بناء كاملة لقوس النصر»

وأشارت إلى أن «الورشة عرضت كل المراحل السابقة، والمرحلة الثانية هي مرحلة طويلة وصعبة تتطلب الكثير من الأيدي العاملة الماهرة، والدراسات المسبقة التي جرت»

وتمّ الاتفاق خلال الورشة على كل ما هو متعلق بآليات الترميم والمواد التي يجب أن تستخدم.

أما العمل الفعلي سيبدأ من أيلول المقبل، وسيستمر لثلاث سنوات إلى أن تعود تدمر إلى سابق عهدها، فالإرهاب دمّر بلحظات، لكن إعادة الترميم تتطلب جهد مضاعف، وخبرات ووقت..

وكشف مدير عام «الأثار والمتاحف» في سوريا، الدكتور نظير عوض أن «خسائر قوس النصر نتيجة الإرهاب كبيرة فهو مدمر بشكل كامل»

في نهاية الورشة، تم الاتفاق على مجموعة من التوصيات التي ستشكل الأساس لعملية الترميم وإعادة التأهيل لقوس النصر في تدمر، على أن تتم وفق بروتوكولات اليونسكو والمعايير الدولية المعتمدة، وبما ينسجم مع قانون الآثار السوري، وأن يتم عرض المشروع على الجهات الدولية والمحلية العلمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.