أنس طيارة بمواجهة تيم حسن … نورس باشا يأسر قلوب متابعيه!

5/نيسان (إبريل) 2023

وسام كنعان

خلافاً لما يعتقده بعضهم حول أنّ الممثل بارع في بناء الوهم، وإجادة الكذب، شقّ الممثل السوري الشاب أنس طيارة خطواته الأولى نحو عالم الفن بمنتهى الصدق المبالغ فيه. وقف أمام لجنة القبول في «المعهد العالي للفنون المسرحية» وأجاب من دون أن يرف له جفن بأنّه لم يحضر سوى بعض المسرحيات التجارية، ولم يقرأ إلا بضع روايات خارج المناهج المدرسية، فصنعت صراحته فارقاً حجز له مقعداً في المؤسسة الأكاديمية البارزة وراح منها يتعرّف نظرياً وعملياً على عوالمه المقبلة. بعد التخرّج، قرر الشغل بصمت. هكذا، حظي بفرص مهمة مع ألمع صنّاع الدراما، لكن لأسباب عدة ربما كان الحظ العاثر رفيق تلك الأعمال نذكر منها: «العراب» (المثنى صبح)، «نبتدي منين الحكاية» (سيف الدين السبيعي)، «الواق واق» (الليث حجو). إلى أن اختاره المخرج عامر فهد بعد أوّل جلسة بينهما ليلعب دور بطولة في مسلسله «عندما تشيخ الذئاب» (عن رواية بالاسم ذاته لجمال ناجي ــ سيناريو وحوار حازم سليمان). لم يخفه أنّه سيشارك في العمل إلى جانب ثلاثي مهيب مؤلف من سّلوم حداد وعابد فهد وسمر سامي، بقدر ما أقلقته فكرة أنّ شخصيته حامل رئيس للمسلسل، وفشله في تجسيدها ربما يتسبب في سقوط المشروع. وبالفعل وصل بالعمل إلى برّ الأمان ولمع اسم الممثل الشاب منذ ذلك الوقت ليشارك بعدها في سلسلة أعمال مشتركة، إلى أن حقق قفزة نوعية جديدة هذا الموسم عندما أطلّ في مسلسل «الزند.. ذئب العاصي» (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي وبطولة تيم حسن ودانا مارديني وجابر جوخدار وفايز قزق)

هنا كان التحدّي مضاعفاً لأنه بمواجهة نجم الكاريزما تيم حسن  ومع ذلك استطاع أنس طيّارة أن يظهر مقدرات بارعة، وتحّكم مهول في القبض على روح الشخصية.

يتعاطى طيارة مع شخصية نورس باشا بحرفية ومهنية عاليتين. بمنطق  أكاديمي بحت يسيطر على هذه الشخصية، ويبنيها بحنكة صريحة ويخلق لهاً تاريخاً يساعده بالاتكاء على فرضيات تخلق حاضرها. يتماهى مع حالتها النفسية ويعكس تعجرفها وجبروتها بردّات فعل مدروسة دون مبالغة زائدة، ثم يبني لها هيأة براّنية أنيقة لكنّها تعكس تعالي الإقطاعي ومنطقه المغرور في علاقته مع كلّ شيء حوله. كما يدرك كيف يصوغ حالة شبق صارخ في تعامله مع النساء. من المطارح العميقة الداخلية لعوالم الشخصية إلى وضعها الشكلاني وهيأتها البرانية، يجيد الممثل السوري الشاب صناعة شخصية تقتنص حصّة يسيرة من القبول عند الجمهور ويحظى بفرصة قبول ودعم كبيرين!

في حديث “نص خبر” معه؛ نسأل أنس طيارة كيف للممثل أن يجتهد في سويته الأدائية ليخلق حالة جذب مضافة إلى جانب بقية العناصر الفنية والبصرية؟ يجيب: «مثل هذه الشخصيات تحتاج إلى سمة بارزة. فعلياً بعد حالة بحث في نماذج حياتية وأخرى موجودة في الذاكرة، كانت النتيجة مثل تلك الشخصيات يحملها قاسم مشترك هو الثبات المطلق والثقة الزائدة، الأمر الذي أجرّب تجسيده أثناء أداء مثل هذه الشخصيات»

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.