قصة كافكا ودمية الفتاة.. هل حصلت أم أنها تلفيق؟

26 أبريل 2023

دان ماكغيل – سنوبيس

ثمة نموذج هائل لافتراءات وسائل التواصل التي يكتبها مجهولون وتنتشر انتشار النار في الهشيم بعدما يتلقّفها المتعطشون لقصةٍ مختلفة. ولعل قصة كافكا مع فتاة الحديقة من أهم تلك النماذج.

بدأت تلك القصة تظهر في منشورات Facebook و Twitter على النحو التالي: “في الأربعين من عمره ، مشى فرانز كافكا، الأديب التشيكي والذي لم يتزوج قط وليس لديه أطفال، في الحديقة في برلين عندما التقى بفتاةٍ كانت تبكي لأنها فقدت دميتها المفضلة. بحثت هي وكافكا عن الدمية دون جدوى.

خطرت فكرة على بال كافكا حيث قام بمواساة الفتاة بكتابة رسالة موجهة من الدمية لها، حيث زعم أنها سافرت وستعود لتروي لها القصص والمغامرات حول العالم، وأحضر لها كافكا دمية أحرى على أنها الأصلية، وظل متل تلك الرسائل الأشهر منها وجاء فيها: “من المحتمل أن يضيع كل ما تحبه ، لكن في النهاية ، سيعود الحب بطريقة أخرى”.

الرواية المزعومة تلك رويت منذ زمان بعيد من أحد المترجمين الفرنسيين على لسان كافكا، وانتعشت أخيراً بعد سنوات من دورانها في مواقع التواصل، إلا أن كل الصحافات الاستقصائية لم تجد ولو أثراً واحداً يؤكد تلك المزاعم.

وما “شرعن” تلك القصة أن كاتب مثل بول أوستر ضمّن قصة الدمية في روايته لعام 2005 “The Brooklyn Follies”، كما ألهمت الرواية المصورة في مارس 2021 “كافكا والدمية” لاريسا ثيول وريبيكا جرين.

وقل أوستر، وفي عام 1982، ذكر رونالد هايمان قصة الدمية في سيرته الذاتية عن كافكا، وفي عام 1984، نشر الناقد الأدبي أنتوني رودولف نسخة من القصة مترجمة من الفرنسي.

ورغم عدم التحقق التام من كل ما سبق، تظل تلك القصة وإن كانت تلفيقاً، نموذجاً إنسانياً جيداً وملهماً، ولكنه تشير بيدٍ أخرى إلى حجم التلفيقات والأخبار غير المؤكدة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.