جياكومو كازانوفا.. الشاعر والخيميائي والعبقري والمحتال!

جياكومو كازانوفا، أحد أشهر الشخصيات العالمية، ألهم السينما والمسرح والتلفيزون وأصبح مفردةً شعبية تشير إلى الرجل الذي تحبه النساء.

ولد في 2 أبريل في البندقية عام 1725 لأمٍ ممثلة وأبٍ راقص، وكان الأول من بين ستة أطفال. آنذاك، كانت البندقية في أوج ازدهارها، وعرفت بأنها متسامحة مع الأديان والمذاهب ومفتوحة للسياحة بقوانينها. فاستقطبت الجميع من كل أنحاء أوروبا.

أظهر كازانوفا ذكاءً مرعباً منذ صغره، وكان ذا شهية شديدة للمعرفة وعقل فضولي دائمًا. التحق بجامعة بادوفا في سن 12 وتخرج وهو في الـ 17، عام 1742، من كلية القانون، وإلى جانب هذا درس كازانوفا أيضًا الفلسفة الأخلاقية والكيمياء والرياضيات وكان مهتماً بالطب.

عين رئساً للكنيسة بعد تخرجه وطرد لتجاوزاته وتفلّته الاجتماعي، ثم انتقل إلى السلك العسكري وتقرب من صفوة المجتمع لثقافته الرفيعة ومظهره الأنيق جداً. عالج سيناتور البندقية من مرض عضال، فاعتبر أن لديه قدرات ربانية، وأصبح قريباً منه. يقول كازانوفا عن نفسه: اتخذت المسار الطبيعي الأكثر شهرة ونبلًا. قررت أن أضع نفسي في وضع لا أبحث فيه عن ضروريات الحياة الأساسية، لا أحد في البندقية يمكن أن يفهم أكثر مني، كلهم السماء وأنا كل الأرض؛ هم أشد قسوة في أخلاقهم، وأنا مدمن على الحرية.

عاش حياة البذخ وأحب كل امرأة رآها في حياته، اشتهر بمغامراته العاطفية، وطيشه، لكنه كان بالغ الذكاء وكان شاعراً وخطيباً.

سجن لتجاوزاته وهرب بذكائه المعهود من السجن تاركاً رسالة من الإنجيل تقول: “لن أموت ، بل أعيش وأعلن أعمال الرب”. تحول بعد ذلك إلى أسطورة وأصبح محتالاً جاب البلاد على أنه خيميائي عمره 300 عام وهو من اخترع الألماس! لوحق في كل المدن، لندن، باريس، براغ. وكان يهرب من مدينةٍ إلى أخرى بكامل أناقته!

وجد كازانوفا صعوبة في التغلب على سمعته السيئة وكسب أي ثروة، لذلك توجه إلى إسبانيا، حيث لم يكن سيئ السمعة. لقد جرب نهجه المعتاد، حيث اعتمد على جهات اتصال جيدة، وتناول الطعام مع النبلاء ذوي النفوذ، وأخيراً ترتيب لقاء مع الملك تشارلز الثالث. عندما لم يتم فتح الأبواب أمامه، عاد إلى فرنسا المطرود منها بأمر برلماني، بعد أن نصب على الدولة الفرنسية، وقد ونجا من الاغتيال وسجن مرة أخرى لمدة 6 أسابيع. ليعود إلى إيطاليا آخر الأمر.

كتب في أواخر عمره قصة حياته والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها وفضح من خلالها الكثيرين، وقد ترجمت ونقلت لعشرات اللغات.

مات عن عمر 73 سنة، بعد أن ألهم عشرات الأفلام للسينما وعشرات المسرحيات والسيمفونيات وأغاني الروك أند رول وشركات العطور! وبعدما عاش حياة عابثة وخطيرة، عمل خلالها كمحتال وخيميائي وساحر ونصاب وسمسار وطبعا “دون جوان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.