بين عمّارين.. د.عمّار الياسري عن د.عمّارسلمان المسعودي

13 يناير 2024
نص خبر – رصد
كتب د. عمّار الياسري موضوعاً نقدياً بعنوان الصورة السائلة في قصيدة ” لست صالحًا” للشاعر عمار المسعودي جاء فيه:
حسب (زيجمونت باومان) تشتغل الحداثة السائلة على التغيير المستمر، فالسائد الوحيد فيها هو التغيير المستمر، واليقين المهيمن فيها هو اللا يقين، فإذا كانت الحداثة تشتغل على ابتكار صورة مختلفة تشتغل الحداثة السائلة على الصورة المخاتلة والمراوغة على وفق ثنائية الهدم والبناء المستمرة، ففي قصيدة “لست صالحًا” للشاعر عمار المسعودي نلحظ أن الصور السائلة قد تمظهرت بشكل ذي دينامية مختلفة، فالشاعر يعلنها صريحة منذ المهادات الأولى النص عن عدم صلاحية شفتيه للملام والكلام والحلم، ثم يعود ليهشم بمعوله هذه الصورة مراوغًا المتلقي بصورة ثانية هشم بها كينونته المادية حينما قال “لا أحد يتعرف علي وأنا أهش على أغنامي” بعدها يعود إلى الوجود مرة أخرى بصورة مخاتلة يقول فيها ” لي معك أكثر من حقلين بألفي نخلة من القبل المراوغة لكني أنكرك”، الشاعر عمار المسعودي لا يبتكر الصورة فحسب بل يخاتل ويراوغ في تشكيلاته البصرية السائلة وهذا ما دأب عليه في نصوصه الأخيرة التي من الممكن تسميتها ” نصوص ما بعد فقه النشوة”.
……….
لست صالحًا
يبدو أني لست صالحا لسنة كاملة وليست شفتاي صالحتين للون لايخصني يظهر في الأحلام من شفتين خارج فحوى الكلام أو الملام.
لسنة كاملة قد لا أصلح لحلم يبقى في الذاكرة كي أرويه قد لا أصلح لإعلان تظهرين به مدربة على غلق النوافذ وفتحها قد لا أصلح لخاتم يصدأ من شدة تدويره على اختلاف الأصابع .
كلما دخل العسل لونا في العينين فسُد مابالك بهما عسليتان أكثر حتى أني مع زوغانهما قررت ألا أصلح.
إلعب بعيدا عن هذا السراج فأنت واضح أكثر بداية هذه السنة.
كان يقول لي بينما يراميني بكرات الروح حتى وصولي إلى هدف بعيد مثل زكام.
لا أصلح لشيء في هذه السنة كنت أصيح بمن يحاول إيقاظي بينما ينثر بشياه حروفي من أعلى المفارق حتى صار اسمي مالئا كل هذه المراعي ولا أحد يتعرف علي وأنا أهش على أغنامي في البراري باديا وغامضا في لحظة واحدة.
لا أصلح لثوبي هذا ولفصلي هذا ولحقلي هذا ولصحبتي هؤلاء وللشجرة التي لا يعرف أحد ايصال المياه إلى عطشها سواي وللسماء التي تكدس زرقتها في قميص وللساقية التي مازلت أتقافز من شفتيها حاصدا عن عذوبتها أكثر من عنقود يتدلى ومن تلك الأجوبة التي تشابه فردة جوارب تائهة ومن تلك المحفظة التي تكسرت فيها صورة أحبتي من شدة النسيان ومن فكرتي عن البخور في بهو القلب ومن فكرتي عن يديك مزخرفتين ويسقطان في فخ ٍ شقي وعني صامتا وناسيا ونائما ومستيقظا وعني أيضا راكضا في النهارات مشاغلا الذاهبين والآيبين ليس لسبب ظاهر و لا لسبب غامض . ليس للأنف من لوم كونه يمرر كمية هذا الهواء الخالي من فكرة الحديقة تلك التي قمت يوما بتخطيطها من على ورقة هي القميص الذي عليك وكان مائلا للصفرة وماثلا إلا زرين معاندين لفكرة الفتح.
أعرفك قالت ولي معك أكثر من حقلين بألفي نخلة من القبل المراوغة لكني أنكرك كوني قد أنكرت بياضي الذي أخذته القافلة الذاهبة منذ الصيف الذي قد ذبت َ فيه وسلت َ فيه مع السواقي وبقيت ُ أنا صلبة وصلدة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.