السيّد إمام.. رحيل مترجمٍ نوعي

مصر – سامح محجوب

على عكس آخرين همّشتهم الجغرافيا أفقًا وحضورًا ووعيًا؛ حطّم “السيد إمام” تلك المُسَلَّمَةَ الأزليةَ جاعلًا من إقليميته كوْنًا لا حدود له، صانعًا لنفسه متنًا خاصًا كمثقف عضوي -ظل طيلة حياته مشتبكًا مع واقعه الاجتماعي والثقافي – وكمترجم نوعيٍ -لم يفقد إيمانه لحظةً واحدةً بدور الترجمة المفصلي في حلقة الحضارة- انتخب سيد إمام مجموعةً من المشاريع الفكرية الطليعية في الثقافة العالمية في نظريتي الأدب والنقد ليفعّل بها سياقات أدبية وثقافية محلية تآكلت من التبعية والاستعمال. وهذا ما كشف عنه السيد إمام بوضوح في القراءة الثقافية الاستثنائية- التي تعد “مانيفستو” عربي في النقد الثقافي – التي قدّم بها ترجمتَه لموسوعة الليالي العربية” لأورلرش مازوف وريتشارد فان ليفن” والصادرة عن المركز القومي للترجمة قبل عامين.

لم يغب السيد إمام لحظة واحدة عن المشهد الثقافي منذ تجييله مثقفًا سبعينيا وإن غيَّبته المؤسسة الرسمية وكهنتها في لجانها وأُعطياتها،ولم يحظ كآخرين أقل قيمة ومنجزًا بما يليق به من تكريم وإن حظي بين كل من اقترب منه أو قرأ له بثقة ورمزية لا تنبغي إلا للكبار .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.