ويل سميث في جلسة مكاشفة بمهرجان البحر الأحمر

5 ديسمبر 2023

نص خبر – جدة

كانت الأعوام الأخيرة مليئة بالأحداث في حياة ويل سميث، لقد عانى كثيرا، وتغير كثيراً ولكنه نضج فنياً وإنسانياً أكثر وأثبت أكثر  أنه من كبار المؤثرين في عالم الفن السابع على مر العصور. واليوم ويل سميث في جدة، في مهرجان البحر الأحمر ينقل تجربته للحضور، حيث كانت “نص خبر” هنالك ونقل جلسته المفتوحة التي جرت أول أمس مع ريّا أبي راشد.

ولد ويل سميث في 25 سبتمبر 1968، في فيلادلفيا، بنسلفانيا، وهو ممثل وموسيقي أمريكي ساعدته جاذبيته وذكاءه السريع على الانتقال من موسيقى الراب إلى مهنة ناجحة في التمثيل. منذ العام 1992، بدأ سميث بالنجاح المتصاعد على شاشة السينما وفاز بعدة جوائز ولكن أشهرها على الإطلاق جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم King Richard، وهو فيلم سيرة ذاتية عن والد نجمتي التنس سيرينا وفينوس ويليامز. عن أدائه، عام 2022. ذلك لما حصل في حفل جوائز الأوسكاء من ضرب ويل سميث لزميله الممثل الكوميدي كريس روك الذي ألقى نكتة عن زوجة سميث، الممثلة جادا بينكيت سميث فمشى على خشبة المسرح وصفع روك ثم شتمه. اعتذر سميث بعد ذلك ولكن ظلت تلك الحادثة تلقي بظلالها على حضور البطل المحبوب.

سميث الذي يتواجد اليوم في جدة، أقام حواراً مفتوحاً لمدة ساعة مع الإعلامية ريّا أبي راشد وكان في غاية الظرف واللطف والكوميديا التي اعتاد الناس عليها، وفتح قلبه للحاضرين منوهاً إلى أعظم المنعطفات التي شكلت مسيرته.

في حديثه أشار إلى عشقه للكاميرا في تلك المسيرة، فقال عن اللحظة التي بدأ يلاحظ بأنه يحمل موهبة التمثيل: “كانت أمي تريني صوراً فوتوغرافية قديمة للعائلة، ربما كانت نحو 50 صورة، وسألتني هل لاحظت شيئاً؟ قلت لها: لا! قالت أمي: أنظر جيداً لا توجد صورة واحدة لا تنظر فيها إلى الكاميرا. أنظر إلى بقية أفراد العائلة كيف ينظرون في اتجاهات مختلفة إلا أنت، كنت وحدك تعرف أين هي الكاميرا وكيف تتفاعل معها. في طفولتي، لطالما استمتعتُ من الوقوف قبالة الكاميرا ولا زلتُ أحب أن أرى الناس يشعرون بالمتعة. من المهم عندي ان أبث هذا الشعور من حولي، سواء مثّلتُ أو رقصتُ أو غنّيتُ. أستمد عيشي من تلك الطاقة والحماسة والالهام”.

بين بروس لي وأرنولد شوارزنغر

تحدث سميث أن بروس لي كان أول بطل خلب قلبه، وأراد أن يكون مثله “أكبر من العالم، وأقوى من الناس” أما عن النصيحة التي غيرت حياته فقد أعطاها له أرنولد شوارزنيغر حينما طلب منه نصيحة ليكون “أكبر نجم سينمائي في العالم”، ليجاوبه أرنولد: إذا أردتَ أن تصبح أكبر نجم سينمائي في العالم فعليك أن تمتلك شعبية لا في أميركا فحسب، بل في العالم أجمع. عليك أن تسافر إلى كل الأماكن وأن تقابل كل الناس. أميركا لا تكفي لأن تكون نجماً”. يقول سميث: “لقد كان أرنولد محقاً. هذا فتح عينيّ على الواقع كي أفهم كم العالم أكبر من أميركا، مع العلم أن الكثير من الأميركيين يعيشون في هذا البلد الضخم ويموتون فيه من دون أن يخرجوا منه قط. السفر إلى الخارج والتعرف إلى البشر على اختلافاتهم، أول ما فعلته بعد ذلك”.

 

الممثل قضى على المغني

كانت جلسة أمس مكاشفة وفيها الكثير من العاطفة، فقد تحدّث سميث عن الشخصية الأهم في حياته، وهي عازف الترومبيت كوينسي جونز  واعترف أن أغنية “مان إن بلاك” الشهيرة كانت تطهيراً له من الموسيقا التي تركها لصالح السينما، قائلاً إن مسيرته كممثّل قضت على مسيرته كمغن، لأنه يعلم أنه أكثر موهبةً في التمثيل، لذلك أضحى “مان إن بلاك” فرصة كي يقدم الموسيقا إلى جانب التمثيل.

وتحدث سميث أيضاً عن أهمية الشخصيات التي يلعبها في تغيير حياته الشخصية، وكيف تجعله يتعلّم عن نفسه ويتعلّم منها الكثير عن الحياة عموماً. أما أكثر مرحلة خلاقة في حياته، فكانت قبل أن يبدأ فيها مسيرته، باعتبار أنه عندما أصبح داخل المشهد وصار ممثلاً انتقل لمحرقة الوقت، معتبراً أن أشد المراحل خلقاً وإبداعاً، هي تلك التي تقع بين مشروعين. وقال: “الأيام التي أعمل فيها لـمدة 16 ساعة متواصلة، هي الأقل خلقاً. ذهني في حاجة إلى مساحة. أحتاج إلى حدوث أشياء في حياتي. هنالك حياة يجب أن تُعاش. ترزق بأطفال، تكسر ساقك فتذهب إلى المستشفى، تلتقي بناس… هذه الحياة يجب أن تعيشها كي تجد الخلق”.

السعودية ودينزل واشنطن

في هذه الجلسة الحوارية التي كان الجمهور جزءاً أساسياً فيها، يتجاوب ويتفاعل ويتعاطف، سألت ريّا أبي شديد ضيفها ويل سميث: بعد مسيرة فنية تجاوزت الربع قرن، هل بقي هنالك شيء ما يطمح اليه ويل سميث؟ ليجيب رجل من الجاضرين: “مشاركة بطولة فيلم مع دانزل واشنطن”! فضحك ويل سميل وقال: “نعم، فيلم مع دينزل واشنطن في السعودية تحديداً، أنا جاهز”،  وشرح إنه مهتم في هذه المرحلة بنقل المعرفة للآخرين، وقال: “أنوي التدريس. أريد ان أدرّس صناعة الأفلام. المثير هنا في السعودية، هو هذا المجتمع السينمائي الحديث. والنية في التقاط القصص المحلية وتحويلها إلى قصص دولية. وأنا تملؤني الحماسة لأن أجوب العالم وأكون قادراً على تأسيس مجتمع كوني ومؤمن جداً بقوة مشاركة القصص الملهمة فيما بيننا لتضميد الجراح. أعتقد أن المرحلة القادمة من حياتي ستكون مكرسّة لهذا الأمر”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.