ماكينة الإعلام ودورها في تغيير الرأي العالمي

24 نوفمبر 2023

خاص – نص خبر

في لقاء جرى أخيراً مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قال: “أعتقد أن على “إسرائيل” أن تعيد النظر في إعلامها الخارجي وعلاقاتها العامة، لقد خسرت الرأي والتعاطف العالمي”.  وهذا التصور الذي نطقه ترامب “مكرهاً” هو تفسير حقيقي لقوة الإعلام التي يستهين الكثير بها. 

مطلع القرن العشرين، لم يكن من المسموح أن يكون الناشر يهودياً، ولا حتى أن توظف دور النشر يهودياً ولو كان على المطبعة ومزج الأحبار! ولكنهم بعد الحرب استولوا على دور النشر الكبرى واشتروا أكبر وسائل الإعلام في العالم أو ساهموا فيها. ذلك لأهمية الدور الإعلامي وقوته في تغيير الرأي العام.

بعد الحرب، وإلى جانب تأسيس شركاتهم الخاصة، بدأ توظيف اليهود في منتصف القرن تقريبًا في كل مكان، وبدأوا في الارتقاء إلى مناصب قيادية في دور النشر الأمريكية الكبرى التي أسسها غير اليهود في القرن التاسع عشر، مثل دوبليداي، وهاربر، وويلي. كان لليهود دور فعال في الابتكارات مثل نادي كتاب الشهر ونشر الكتب ذات الأغلفة الورقية في السوق الشامل والتجارة. وفي عقود ما بعد الحرب، بدأت أقسام اللغة الإنجليزية النخبوية أخيرًا في توظيفهم، وبحلول السبعينيات، أشار أحد التقديرات إلى أن 13% من جميع أساتذة اللغة الإنجليزية في الجامعات الأمريكية الرائدة كانوا من اليهود.

وفي الستينيات، تغوّل الناشر اليهودي حتى اشتكى منه كبار الأدباء الأمريكيين، مثل ترومان كابوت، وجاك كيرواك، وكاثرين آن بورتر، وماريو بوزو، الذين جاهروا في الشكوى من “المافيا الأدبية اليهودية”.

يقول الصحفي والمؤرخ اليهودي جوش لامبرت: “كان العديد من الموظفين في مختلف الشركات مرتبطين من خلال الروابط العائلية أو الاجتماعية. توماس سيلتزر والعم ألفريد بوني؛ أسسا Random House وSimon & Schuster ومن الشباب اليهود الذين عملوا سابقًا في Boni وLiveright؛ كان بإمكان اليهود الاعتماد على علاقاتهم بأقاربهم اليهود وأساتذتهم واتصالاتهم في أماكن أخرى من العالم الأدبي للحصول على الدعم.

لقد سمحت البيئة العرقية اليهودية التي ظهرت لليهود الأفراد في مجال النشر بعدم المعاناة من الرمزية، بل على العكس من ذلك، الاستفادة من وضعهم كأقلية. ومع ازدهارهم، أحدثوا تحولًا في المجال، حيث أدخلوا أو نشروا العديد من عناصر الثقافة اليهودية الأدبية التي تبدو الآن أمريكية في جوهرها”.

اليوم يقدر حجم تغلغل اليهود في الإعلام العالمي بنسبة تفوق الستين بالمئة رغم أنهم يشكلون 2% من سكان الولايات المتحدة، ولكن رغم كل هذا التحشيد والضخ الإعلامي والتهويل والتخويف والترهيب، رأينا كيف كانت الكلمة الأخيرة للمنظمات الحقوقية ومناصري فلسطين التي واجهت خلال الأسابيع الأخيرة حرب إبادة دون أدنى لبس.

يقول المحلل دون باروليني: آن الآوان اليوم للعرب أن يستثمروا في الإعلام، فهم كثر ومؤهلون وقادرون على صناعة فارق ما في مكان ما. هل فكرتكم لماذا يقتل الكيان الصهيوني الصحافيين؟!

أما حسن ذيباني يقول: أعتقد أن الدرس المستفاد في هذه الحرب هو أن أصواتنا التي كنا نظن أنها بلا قيمة لها ثقل أكثر مما نتخيل، وعلينا تشكيل “لوبي” إعلامي حقيقي فيما بيننا لنتجاوز المرحلة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.