فيديو: أبرزهم أصالة.. فنانون ضحايا الذكاء الاصطناعي وخبير يؤكد: لا زلنا في البداية

الثلاثاء 9 مايو 2023
لم يعد تزييف الذكاء الاصطناعي لأصوات الفنانين ووضعها على أغان معروفة، وحتى دمج أصوات أكثر من فنان في ديو وتريو مجرد تسلية، بل بات الأمر خطيراً جداً، يتعدّى حقوق شركات الإنتاج إلى معضلة أخلاقية تورّط الفنانين في ما لا يحمد عقباه.

لا زلنا في البداية
تنتشر في العالم العربي الكثير من الأغاني التي تم إنشاؤها بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي تمّت برمجته على الأصوات الموسيقية. وتبدو الفنانة السورية أصالة الأكثر إثارة لشهية المزيّفين الذين يستغلون صوتها ليضعونه على أغانٍ عربية وأجنبية، وسط صمت مطبق من الفنانة التي لم تعلق على الأمر، ربما خوفاً من نشر الأغاني عن طريق الدعاية السلبية لها.

في هذا الصدد، يقول الـDJ وليام طويل صاحب الخبرة الطويلة في عالم الموسيقى في اتصال مع “نص خبر”، إنّ ما يحصل ليس سوى مجرد بداية، وإنّنا اليوم متّجهون إلى حقبة خطيرة قد لا نعرف فيها الحقيقة من التزييف، وإنّ التطوّر الحاصل كان أسرع من المتوقّع، وكان مذهلاً لدرجة لا يمكن استيعابها.
وعمّا إذا كان بإمكان العاملين في حقل الموسيقى اليوم تمييز ما إذا كانت الأغنية حقيقية أم مزيّفة، يقول طويل “الأمر صعب جداً إذا تمّ إنجاز الأغنية بطريقة محترفة بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي، لكن في عالمنا العربي، ولأنّنا نعرف أخبار الفنانين، ندرك أنّ أصالة وإليسا مثلاً لم يتشاركا في أغنية ديو وأنّ هذه الأخيرة مفبركة”.
وعمّا إذا كانت أماكن السّهر ستلجأ إلى هذه الأغاني المفبركة لتجذب عدداً كبيراً من الساهرين لما تتمتّع به هذه الأغاني من شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي يقول طويل “الأمر على مواقع التواصل قد يكون مجرد تسلية، أما في أماكن السهر المعروفة والمحترمة فالأمر يتعدّى كونه تسلية، إذ ثمّة حقوق لشركات الإنتاج وللفنانين يتمّ انتهاكها بكافة المعايير”.
وعن جودة الأغاني المزيفة يقول “لغاية اليوم الجودة منخفضة وبعض الأصوات تبدو مشوّشة وغير حقيقية، كما أنّ الفنانين العرب يلجأون إلى العُرب وهو أمر لم تصل إليه تقنيات الذّكاء الاصطناعي، لكن يتوقّع أن يتم تطوير تقنيات تضاهي التقنيات التي تستخدمها كبرى الستوديوهات في العالم”.
وعن موقف الفنانين من تزييف أغانيهم يقول “في العالم العربي لم نعرف بعد موقف الفنانين إذ أنهم لا زالوا يلتزمون الصّمت، خوفاً من ترويج الأغاني المفبركة في حال أبدوا اعتراضهم عليها، إلا أنّ البعض خصوصاً من انحسرت عنهم الأضواء، لن ينزعجوا في حال أقحمت أصواتهم مع نجومٍ يفوقونهم شهرةً”.
ويستشهد وليام طويل بالمغني العالمي دريك الذي أعرب مؤخراً عن غضبه من استنساخ صوته في أغنية واصفاً ما حصل بأنّه أكبر الخدع للذكاء الاصطناعي.
ويقول طويل إنّه مهما بلغ تطوّر الذكاء الاصطناعي في فبركة أصوات الفنانين، فإنّ الأغاني الصادرة عنه سينقصها الحسّ الإنساني وهويّة الفنان وطريقة تفاعله مع الكلمة واللحن، وإذا ما سيطرت التقنيات الحديثة في الموسيقى فسنتفقد إلى أهم عناصر النجاح وهو حس الإبداع الإنساني.

الشركات العالمية ترفع الصوت
في حين تلتزم الشركات العربية الصّمت أزاء الاعتداء الصّارخ على حقوق الملكية، والأغاني الخاصة بها، كتبت مجموعة يونيفيرسال ميوزك إلى خدمات البث بما في ذلك سبوتيفاي وآبل ميوزك، تطلب منهم منعَ شركات الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى مكتباتهم الموسيقية، إذ يُعتقد أن هذه الشركات تستخدم الموسيقى من أجل إعداد برامج الذكاء الاصطناعي.
وأضافت المجموعة: “لن نتردد في اتخاذ خطوات لحماية حقوقنا وحقوق فنانينا”. وشدّدت على أن حماية حقوق النشر يجب أن تُمنح فقط للموسيقى التي يؤلفها البشر.
كما اشتكت شركات موسيقية عالمية من تزييف الذكاء الاصطناعي أصوات مغنين مشهورين من أجل إنتاج أغانٍ ينسبها لهم، وتمكنت تلك المقاطع الموسيقية من تحقيق نسب استماع مرتفعة خلال فترة وجيزة من طرحها على منصات البث، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 18 أبريل/نيسان 2023.
فقد سحبت شركة Universal Music Group الموسيقية أغنية تضم أصواتاً من إنتاج الذكاء الاصطناعي، يُزعَم أنها للمغنيين دريك وويك إند، من منصات خدمات البث بعدما انتشرت بسرعة خلال الأيام الماضية.
إذاً نحن أمام حربٍ غير معلنة بين الذكاء الاصطناعي وشركات الموسيقى العالمية، أبطالها وضحاياها الفنانون، أما المستمع فسيكون أمام مهمة شاقة، التمييز بين الأصلي والمزيّف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.