سوريا تتحوّل لخيمة عزاء… وهذا ما قاله زملاء محمد قنوع عند تشييعه!

27 إبريل 2023

وسام كنعان- دمشق

في زحمة الحياة، يصفعنا الموت بدون رأفة أو هوادة. وعندما يكون مفاجئاً يصبح تجسيداً بليغاً لساعة الغفلة وهول الكارثة! وعندما تشيّع الأمهات أولادهن يصير الأمر أشبه بضربة صائبة تحت الحزام، لأنه فعل معاكس لقوانين الطبيعة. على هذه الهيئة ترك رحيل النجم السوري محمد قنوع (1973/2023) أثراً كبيراً وندبة عميقة لدى الشارع السوري عموماً، والوسط الفني خاصة. جنازته كانت عرساً مهيباً في ثالث أيّام عيد الفطر. عشرات الآلاف مشت وراء نعشه. المزّة (حي دمشقي شهير) كلّها كانت إما في التشييع، أو على الشرفات تنثر الورد وتبكي.  من مشفى «دار الشفاء» إلى ساحة الأمويين حيث طاف النعش أمام مبنى «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» ثم إلى بيت أهله ليخرج من هناك على ناظر أمّه، بعدها إلى حي المزّة الكبير والصلاة عليه والحفاوة من قبل رجال الدين ولعلّها من المرّات النادرة التي يحتفي رجل دين بفنان. ليصل النعش مثواه الأخير في مقبرة المزّة. تلك كانت وقائع المشهد الأخير لمحمد قنوع في شوارع الشام. المدينة التي عشقها ورفض مغادرتها تحت وطأة الظروف الكالحة. وبينما كان العزاء يزدحم بمشاعر هادرة من زملائه الذين عبّروا صراحة عن وجعهم وبينهم : دريد لحّام ومنى واصف وسيف الدين السبيعي ووفاء موصللي ورشا شربتجي وأمل عرفة وسوزان نجم الدين وسلمى المصري والكثيرين. تحوّل الفيسبوك إلى خيمة عزاء افتراضية وتداولت صوره كلّ الصفحات، وسأل العامة: «ترى ماذا بينك وبين الله يا محمد حتى يغسلك بالماء والبرد بهذا الشكل، ويصطفيك بعد شهر رمضان وأدائك مناسك العمرة، ثم تخرج دمشق عن بكرة أبيها لتشيّعه ويحزن عليك الوطن العربي»! فيما تمنّى آخرون ميتة شبيهة وطلب فنانون رثيهم من قبل أقلام الصحافة بهذا الحب وهم على قيد الحياة!

فيما كانت أبرز التعليقات من صحفة من الكوميديان ياسر العظمة الذي كتب «يا حبيبي يا محمد رحمة الله عليك إنا لله وإنا إليه راجعون» قبل أن ينشر فيديو بصوته مع صور تذكارية جمعته بالراحل، ويحكي عن مشواره معه وبداياته في مسلسل «مرايا» وكيف ترك أثره الطيّب عند كلّ زملائه.

فيما كتب النجم  مصطفى الخاني على صفحته: «الموت لا يعرف الصغير أو الكبير، وفاة الممثل الشاب محمد قنوع عن عمر يناهز 49 عاماً إثر نوبة قلبية.  الرحمة لروحك الطيبة يا أبا مروان والصبر لأهلك وللمحبين» أما صديقه النجم فادي صبيح فقد كتب: «التقينا الأربعاء الماضي وأخبرني بأنه سيجري عملية قسطرة وشبكات وقلت له سهلة واتكلنا على الله . يا حسرتي يا محمّد  على فطريتك وطيبتك وعائلتك ورفاقك! كلّ من يعرفك أصابه القهر عليك  لتكن الجنّة مثواك بإذن الله» أما الممثلة دانا جبر،  فكتبت في منشور لها على فيسبوك «رحمك الله يا أستاذ محمد، الكثير من القصص والذكريات والأعمال المشتركة بيننا، الرحمة والخلود والغفران لروحك»

من جانبه عّلق النجم باسم ياخور فعلق على خبر رحيله قائلًا:  «رحمك الله يا صديقي  محمد تركتنا بلحظة وأوجعت قلوبنا وغادرت أدعو الله  أن يصبّر عائلتك ومحبيك وأصدقاءك»

كما نعى المخرج سيف سبيعي قنوع بالدموع، وأكد أن سبب مجيئه إلى العزاء فقط ليصدق الخبر، وشارك صور تشييع الفنان الراحل على صفحته على فيسبوك وكتب «بيض الله وجهك يا محمد … الله معك يا رفيق الروح …. وسأبقى بانتظارك»

التعازي والحداد وصلت إلى لبنان أيضاً إذ كتب الممثل اللبناني يوسف الخال «يا الله لم يعد لدينا طاقة على التحمل.. محمد زينة الشباب، وخيرهم الشباب، جميل الفنانين والممثلين… الرحمة لروحك»

وعلقت النجمة شكران مرتجى بالقول: «لا اعتراض، لكن القلب لم يعد  يحتمل لقد فاض بالفراق والحزن، محمد أخي وصديق الكل إن لله وإنا إليه راجعون»

بدورها وصفت النجمة أمل عرفة مشاعرها بالقول: «ليتها إشاعة يا أبا مروان، لا أعرف كيف نستطيع أن نصدق هذا الخبر، لا اعتراض على حكم الله، محمد قنوع رحمك الله»

بينما كتبت النجمة سوزان نجم الدين: «الصدمة كبيرة، خبر محزن جداً  في هذا العيد، الصبر لأهلك وأولادك وكل أحبابك، جعل الله مثواك الجنة يا أبا مروان الغالي، لا اعتراض على حكمة الله ومشيئته، وإنا لله وإنا إليه راجعون»

وبالوقت نفسه علّقت النجمة صفاء سلطان: «لا أستطيع تصديق الخبر…  الصديق محمد الأخ والرفيق والداعم غادرنا.. والله لم يعد قلبي يحتمل …وبينت سلطان صعوبة ما يشعر به الإنسان وهو يودع أقرب الناس إلى قلبه…ودعت بالصبر والسلوان للجميع»

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.