رياض الشرايطي يصدر “أوراق طارئة”

4 فبراير 2024

نص خبر – متابعة

عن دار الشنفرى للنشر، لصحابها الشاعر السوري هادي دانيال، صدرت مجموعة شعرية جديدة للشاعر التونسي “رياض الشرايطي” بعنوان “أوراق طارئة/الجزء الثاني” بعد أن كان الشرايطي قد أصدر العام المنصرم مجموعة شعرية بعنوان “أوراق طارئة” وعن ذات الدار.

غلاف هذه المجموعة من تصميم الفنان السوري “رامي شعبو” ، متضمنة 178 قصيدة تصدرتها كلمة لهادي دانيال بعنوان “تحية خاصة”، وحمل هذه القصيدة للشاعر الشرايطي”:

“خلعت الفكرةُ حذاءها

ودخلت على أطرافِ أصابعها

بيتَ لوركا

وَشْوَشَتْ في أذن وسادته

فارتعدَ السّرير،

كان يسترقُ السّمعَ،

كانت الفكرةُ تُعلم الوسادةَ

أنّ لوركا مات واقفاً

ويُوصيها خَيْراً بأحلامه…”

وقعت المجموعة في 236صفحة، قياس 12/21سم، وهي متوفرة بثمن “20دينار تونسي” للنسخة الواحدة في العاصمة التونسية بمكتبة “بوسلامة” ـ باب بحر، ومكتبة “المعرفة” – ساحة برشلونة، و مكتبة “الكباب” – شارع الحبيب بورقيبة.

نقتطف من تحية هادي دانيال:

“هذا الشعر بسيط كالماء المتدفّق بين صُخور البراري.

هكذا يبدو لنا في قراءتنا الأولى له. لكن حين نقارب بتمعّنٍ نقديّ “عُمْقَ البساطة” في المعنى، و “السهْلَ المُمتَنِع” في الأسلوب، والإحساس الإنسانيّ العالي في الرؤية والرؤيا، وما تخلل ذلك من مهارات في البناء الجمالي للنص…حينئذٍ نُدركُ أننا إزاء تجربة مركّبة بمرجعيّات أوّلها الحياة بِراهِنها وماضِيها، بتاريخها و جغرافيّتها، حياة الشاعر كذات فرد وحياة الذين ينتمي إليهم ويعدّ نفسه معنيّاً بمعاناة ذاتهم الجمعية وتطلعاتها، وثاني هذه المرجعيات المنظومة القيمية الإنسانية التقدمية التي تضبط حركة تفكيره وأحاسيسه (…)، وثالثها وليس آخرها ظاهرة التمرد في المبنى والمعنى وفي أفق إنساني تقدمي أيضا(…)، مدوّنة تتحرّر من كل القيود لا لتسوّق الفوضى بل لتبني نظامها الجمالي الجديد المعنيّ أساساً بمقاومة القمع والشر والظلم والرداءة والانتصار للعدالة والجمال والفرح والخيْر عَبْر العالَم بَدْءاً مِن مكاننا وزماننا بِصُوَر بسيطة غالباً (ومركّبة أحياناً) وبقاموس مُتَداوَل وبرشاقة في تركيب الجمل وبناء النص بلا تَقعُّرٍ لفظيٍّ أو تقنيّ، وذلك كلّه بدون أن يُخفي انتماءه النضالي (كي لا نقول الأيديولوجي).”

ومن مناخ المجموعة نقتطف أيضا الورقة رقم11:

“أنا أفقد نفسي باستمرار

أبحث عن نفسي

كما يبحث الطبّاخ عن الدّمعة

في عروق البصل

أسألُ عنّي مرايا الحلّاقين

ومقاعد الحافلات

وإشارات المرور

التي لا تُرينا

إلّا العين الحمراء

ولا أجدُني

أنا أفقد نفسي باستمرار

لكنّني هذا المساء

أحسُّني كثيفاً فِيَّ

فأُجازِف بالبحث عنّي

في وجه كلب

لم يكفّ يوما عن تعقُّبي.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.