رواية “جندي الحرس”: الحفر في الذكريات بإزميل المعجم المحلي

3 يناير 2024

خاص – نص خبر

تتميز دار مدارك السعودية بنوعية عناوينها وفرادة مواضيعها المنشورة، وقد أصدرت في الآونة الأخيرة رواية “جندي الحرس” للروائي السعودي راضي العنزي، الذي يتناول حياته وسيرته بأسلوب روائي خاص، ينزع إلى الفطرة وتعميم معجم الروائي المحلي المشبع بالأمثال والأشعار والصحراء الساحرة. ولعل من هنا سحر فضاءات هذا الكتاب الخاص. 

يقول راضي في مطلع الكتاب: عندما ذهبت إلى الرياض من مع خالي مرزوق ليوظفني في الحرس الوطني، جئنا مع ثلةٍ مت شباب القبيلة شعثاً غبراً من منطقة “الحماد” الصرحاء التي تمتد  شمال المملكة من عرعر مرورا بطريف حتى تقول “سلام يالقريات”! بيت الشعر  الذي نقطنه أنا وأمي وأختاي يفتقد لكل شيء والحمد لله، لا طعام، لا ماء، لا عصير كوكتيل، ولا فطائر زعتر ولا كورن فلكس!.. حتى النار لم نكن نوقدها.. خالي كان يتكفل بمعيشتنا.

إنه في هذا المقتطف يوطئ لقارئه مناخات المرجعية الأولى التي جاء منها إلى عاصمة كبيرة كالرياض.

راضي العنزي يكتب هذه الرواية بمزاج فائق اللطف والنباهة وخفة الدم، وهي الوسيلة الأكثر نجاحاً في القفز على الأزمنة القاسية والأمكنة المشتهاة. يقول في يتمه: “أمي فقدت أبي من أيام التغريبة الهلالية”، ويقول في موضع آخر: ” لا أعرف متى دحمني المطر بكتفيه وهو يقول: العشا يا مرزوق! نهض خالي والرجال وبقية رفاقي وتكومنا على الصحت الرئيس وضربنا بالخمس أصابع “عجن” العيش أو الرز، مع قطع اللحم والشحم على شكل كرات “مردهبة” (لا تتعب نفسك.. غير موجودة بالقاموس).

إنها تجربة تستحق القراءة لمساراتها المتعددة وأسلوبها الخاص جداً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.