تألق معرض مسقط للكتاب في دورته الـ28

26 فبراير 2024
نص خبر – وكالات
انطلق معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 28 زاخراً بالعديد من الفعاليات الثقافية والفنية والتي يشارك بها عدد من المثقفين والأدباء والروائيين والشعراء، العديد منها شهد حضورا كبيرا جاء باحثا عن جمالية المشهد الثقافي والفني والتي يقدمها لنا هذه الفترة معرض مسقط الدولي للكتاب في حلته الجديدة.
وقد افتتحت وزارة الثقافة والرياضة والشباب امس الأول وضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ28، ردهة الفنون تحت رعاية سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة. كما تضمن المعرض أكثر من 25 ركنا في مختلف الأعمال الفنية الفردية والجماعية، بما فيها الموسيقية والتشكيلية والنحت والتصوير الضوئي والحروفيات والفنون الرقمية والصناعات اليدوية، بالإضافة إلى العروض السينمائية والمسرحية.
كما نظمت أمس الأول جلسة نقاشية حول الرواية النسائية الخليجية ومدى تمكنها من الإحاطة بالوقائع الاجتماعية والتاريخية، استعرضت فيها تجارب عددٍ من الروائيات من سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والتحديات التي تواجها الروائية الخليجية بشكل عام، إضافة إلى ما تلامسه الروايات من وقائع اجتماعية وتاريخية، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 28.
وقالت الشاعرة والروائية أسماء الزرعوني من دولة الإمارات العربية المتحدة: نظرًا لعدم توفر كتب تتناسب مع الأطفال في الوقت الذي بدأت فيه كتابة الرواية ارتأيت أن أكون مهتمة بهذا الجانب كوني تربوية وقريبة من الأطفال في المدارس وأكدت على ذلك مكتبة محمد بن راشد في كوني أول من كتب للطفل في عام 1994، وكان من المهم أن أعيش بين الأطفال لأنقل الواقع الحقيقي عبر هذه الروايات.
من جانبها قالت الشاعرة والروائية بدرية بنت محمد البدرية إنه لا يمكنني ككاتبة أن أختار بين الشعر والرواية فالفكرة تأتي بحلتها سواء كانت لشعرٍ أو رواية فالرواية تبدأ بفكرة ومن بعدها العمل على السيناريو وهي بمثابة حياة كاملة تتكون في ذهن الكاتب ثم يترجمها في كتابة.
وأوضحت الدكتورة والروائية زوينة بنت سعيد الكلبانية أن الكتابة في التاريخ ليست بالشيء الهين وأنه عالم معقد بحاجة إلى الجهد الفكري والثقافي المضاعف ووقت أطول للبحث في المصادر والمراجع والوثائق وذلك لأن بعض الوثائق تكون مغيبة أو منسية لأسباب ما، ولكن من واجب الروائي أن يحفر في الأحداث ويبحث عن مراجع أخرى لينقل حقيقة التاريخ كما كان في الواقع، ويعيش الحقبة الزمنية والمكانية التي يكتب عنها.
وقالت الروائية والشاعرة صالحة بنت عبيد غابش من دولة الإمارات العربية المتحدة: الكتابة بحر واحد على اختلاف أشكالها بين الشعر والرواية والقصة وإن المفردات والمهارات والقدرات هي التي تحكم شكل الكتابة فلا أعتقد أن هناك صعوبة للكتّاب في الانتقال بين أشكال الكتابة.
وبينت الروائية شريفة التوبية أن الأدب هو عمل إنساني وأنه منذ فترة ليست بالقصيرة والمرأة بشكل عام في سلطنة عُمان لها صوت ومكانة وربما التحديات التي تواجهها الروائيات هي تحديات عامة، وأولها هو الأدب نفسه لأنه بحاجة إلى تفرغ خاصة عندما يكون الكاتب قرر أن يكتب رواية، إضافة إلى الأمومة والزواج أيضا من التحديات التي يمكن أن تواجها الروائية، كما أشارت إلى أن الكتابة أحيانا هي المخرج الوحيد من الشعور بالألم والفقد والحزن وهذا ما ترجمه كتابها (سعاد.. رسائل لم تصل) وروايتها (سجين الزرقة) التي تناولت فيها قضية اجتماعية توقعت أنها لن تكون يومًا في يد قارئ، وأن الكاتب بشكل عام يسعى إلى إيصال رسالة أو هدف من خلال كتاباته.
وذكرت الروائية نجيبة بنت محمد الرفاعي من دولة الإمارات العربية المتحدة أنها بدأت كتابتها مع القصة القصيرة وبعدها الرواية وأن كل شكل من أشكال الكتابة هو عالم مستقل غير مرتبط بالآخر فالقصة بكل عناصرها تبقى قصة والرواية تبقى رواية ولا يمكن النظر إلى أن الرواية وجه متقدم لشكل القصة، مشيرة إلى أن كتابة الرواية بحاجة إلى خبرة حياتية ونضج أدبي وتلمس أكثر للواقع. ونظّمت مبادرة صالون المواطنة الثقافي أمس بالتعاون مع اللجنة الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ28، جلسة حوارية حول المواطنة والهوية الثقافية في عالم متغير، بمشاركة المكرم الدكتور محمد الحجري رئيس اللجنة الاجتماعية والثقافية بمجلس الدولة والمكرم محمد المرجبي عضو مجلس الدولة ومحمد أمبوسعيدي مؤسس متحف نزوى، وبإدارة من الدكتورة بدرية الوهيبية.
انطلقت الجلسة باستعراض عدد من المحاور، منها دور الشباب والمجتمع في المحافظة على الهوية الثقافية، والتعليم ودوره في تعزيز قيم المواطنة والمحافظة على الهوية الثقافية، وتوظيف الإعلام الجديد والذكاء الاصطناعي في نشر الثقافة الوطنية والفنون، والصناعات الثقافية ودورها في تعزيز الهوية ورفد الاقتصاد الوطني.

 

وتطرق المشاركون إلى الهوية العُمانية والتي تم التأكيد عليها في كثير من المواضع الرسمية بما فيها الخطابات السامية، مرورًا بالقوانين والقرارات والاستراتيجيات لبعض المؤسسات المحلية ذات العلاقة، وفي سلطنة عُمان على وجه الخصوص إذ توجد مؤشرات إيجابية على التفاعل النوعي مع ماهية الهوية، حيث التناغم والتفاعل والانسجام من كافة أطياف المجتمع، وما نتج عن ذلك في الداخل أو الخارج، مع الإشارة إلى أن الهوية الوطنية الراسخة لا خوف عليها وهذا ما أكدته الهوية العُمانية المرتكزة على أسس تاريخية وثقافية وفكرية ضاربة في الجذور.وأوضح المشاركون في الجلسة أن للهوية أسسا تنطلق منها بما فيها الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية بكافة أشكالها وتنوعها، وهي مسؤولة عن النتائج المرتبة لها، باعتبار أنه يقع على عاتقها ترسيخ مفهوم الحصانة والانتماء، وما يعزز ذلك من معرفة ووعي فكري.

 

وتشارك الجمعية العُمانية للملكية الفكرية في فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض وتهدف مشاركة الجمعية إلى تعزيز الوعي ونشر المعرفة المتعلقة بالملكية الفكرية، من خلال جناح يضم مجموعة مختلفة من الفعاليات الموجهة لزوار المعرض، من بينها الاستشارات المتخصصة والمحاضرات العلمية وعرض الإصدارات الجديدة.
وقال الدكتور علي بن خميس العلوي رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للملكية الفكرية: جاءت مشاركة الجمعية للتعريف بحقوق الملكية الفكرية لكافة الزوار عبر ركن الجمعية من خلال المعرض ونشر الوعي للعاملين في القطاع الحكومي والخاص والجامعات والمدارس وأصحاب الأعمال والشركات والمصانع والمخترعين وجميع فئات المجتمع، وفي جميع المجالات والتخصصات العلمية والأدبية، كما أنها تسعى للتواصل مع مؤسسات المجتمع والأفراد للرد على الاستفسارات متعلقة بالملكية الفكرية. كما أقيمت جلسة حوارية للدكتور جوزيف كشيشان الباحث في دراسات الشرق الأوسط والمتخصص في دول الخليج، حول كتابه الأخير (A sultanate that endures).وخلال الجلسة التي أدارها سعيد الطارشي تحدّث الدكتور كشيشان عن أسباب تأليف الكتاب ومراحل جمع المعلومات من مصادرها، كما تحدّث عن تقسيم الكتاب، وتطرق في الجلسة إلى تجربته الشخصية أثناء زيارته لعُمان عام 1989 وشهادته على التغييرات التي حدثت في عهد المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد ومراحل النهضة المتجددة في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه ورعاه . كما استعرض تاريخ عُمان القديم والأهمية الجغرافية لسلطنة عُمان وتأثيرها على محيطها الإقليمي، وسلّط الضوء على السياسة الخارجية العُمانية وثوابتها الأساسية وعلاقاتها الطيبة مع دول العالم.وقال الدكتور جوزيف كشيشان إن كتابه الذي صدر باللغة الإنجليزية بدأه بمقدمة حول رؤيته لعُمان، وينقسم إلى 3 أقسام ويحتوي القسمان الأول والثاني على 4 فصول، فيما احتوى القسم الأخير على فصلين.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.