الناقد السينمائي المغربي حمادي كيروم: التكنولوجيا وحدها لا تصنع سينما

التفرد بالخصوصية منفذ لنجاح الفيلم السعودي

20 مايو 2023

خاص – نص خبر

حاورته الفنانة التشكيلية والناقدة السينمائية السعودية نور  هشام السيف

 قدّم مهرجان أفلام سعودية في دورته التاسعة، التي انطلقت في الرابع من مايو، إصدارات مختصّة بعالم الفن السابع كان فيها التنظيم والمساهمة لجمعية السينما السعودية، بشراكة استراتيجية مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي (إثراء). وقد بلغت هذه الإصدارات قرابة 17 كتابا لنخبة هامة من النقاد والمتخصصين والباحثين في مجال الفن السابع، من بينها كتاب الناقد السينمائي والأكاديمي المغربي حمادي كيروم وعنوانه “فن فهم السينما بين اللغة والنظرية”.

التقينا الأستاذ حمادي كيروم أثناء توقيع كتابه، فكانت لنا معه هذه الدردشة:

  • أنت محاضر في السينما، وترأست لجان تحكيم في العديد من المهرجانات السينمائية، لكن لنبدأ معك بالخطوة الأخيرة وهي إصدار كتابك “فن فهم السينما بين اللغة والنظرية”، حدثنا عن هذه الخطوة؟

-جاء الكتاب بعد رحلة بحث طويلة، حقيقة كنت دائماً أتردّد في الكتابة ولم يأت الوقت المناسب. ففي هذا الكتاب أطرح تجربتي مع التدريس وما قرأته أنا وما قرأه طلبتي وما شاهدته أنا وطلبتي في آن، فقد كانت هذه المشاركات تدفعني للتطوير وفكرت أن السينما العربية الآن وحتى العالمية وصلت إلى نهايتها وأن سينما الحكاية كاللذة واللهو ينبغي أن نعيد للسينما حقيقتها الأصلية.

 

  • من هي الشريحة المستهدفة في هذا الكتاب؟

-كل الناس الذين ينتقلون من المرحلة الطبيعية في علاقتهم مع العالم الى المرحلة الثقافية وبالخصوص إلى الذين اجتهدوا وطوّروا الأحاسيس الخمسة وجعلوا منها أداة لاستقبال معرفي أو ما يسميه نيتشه بالمعرفة الفرحة التي لا تعتمد على الاستهلاك بل على الفرح بالمعرفة المختلفة.

 

  • لقد كنت حاضرا في دورة مهرجان أفلام سعودية الماضية كيف تقارن بينها وبين الدورة الحالية؟

-أولاً أنا قبل أن آتي الى المملكة كان لديّ تصوّر (كليشي) ونمطي، لكن ما وجدته بالخصوص على مستوى المشاركة النسائية وفاعليّتها المؤثّرة أعتبره ثورة رائعة جعلت من المرأة قائدة للتغيير، خصوصاً في مجال السينما وهو مجال يعتمد على الجسد لإظهاره والاعتراف به لكي يصبح حاملاً للتحرر والثقافة والجمال، فعلاقتي مع مخرجين شباب شاهدتهم السنة الماضية وشاهدت أعمالهم هذه السنة أشعرتني بالفرح بأن هناك شيئاً ما سوف يتحقق في هذا البلد.

السينما الأمريكية اليوم تشيخ.. وتحاول أن تحافظ على نفسها

  • كيف ترى تجربتك كمحكم في المهرجان هذا العام؟ 

-أعتبر نفسي محظوظاً كوني شاركت الرحلة مع صديقي المخرج حكيم بالعباس حيث كان رئيساً للجنة التحكيم، فوجودت نفسي أستمر باللعبة التي أحطت بها في اللجنة مع سيدات مثقفات مثل الممثلة السعودية أضوى فهد وكارين من ألمانيا وكان هناك تكامل فيما بيننا، أضوى فهد تزوّدنا بالنظرة المحلية السعودية فهناك اختلاف كبير بين نظرتي أنا كمغربي ونظرة أضوى للمشاهد التي يضحك عليها المتفرج السعودي أو تبكيه مثلاً.

 

  • بعد مشاهدة عدد ضخم من المشاريع السعودية تحت مظلة التحكيم ما هي برأيك أكبر معضلة في السينما السعودية حالياً؟

-أكبر معضلة هي التكنولوجيا، الاعتماد على التكنولوجيا لا يصنع سينما، وهذا ما تفعله السينما الأمريكية الآن وهي تشيخ وتحاول أن تحافظ على نفسها، لكن الأصل هو أن يفكر السعودي بداخله ومايحيطه بكائنات ومجتمع وأن يقرأ ويشاهد الأعمال العظيمة دون أن ينحت منها.

  • أنت محكم للأفلام السينمائية القصيرة هل ترى هوية واضحة للفيلم السعودي القصير؟

-نعم الى حد ما الهوية الواضحة وهي علاقة المخرج مع الموضوع الذي يعالجه بطريقة فيها شيء من الحياء والطهارة ورغم احتفاظهم بهذين الجانبين سوف تدفعهم مشاريعهم المستقبلية نحو جرأة أخرى.

 

  • هل تعتقد أن هذه الجرأة بحاجة إلى وقت طويل؟

نسبياً نعم فالانسان العربي وليس السعودي محمل بالرقابة الذاتية!، بدءاً من أمه وأبيه وزوجته وأبنائه إلى المجتمع ككل، حتى الكتّاب والمبدعين في نفس الدائرة، التحرر من الرقابة الذاتية بحاجة إلى تمرين نفسي، تمرين لتملّك الخطاب،  وتطويع المفردات كي نستطيع التعبير عنها بمقاييس الشرق، نحن لا نصل إلى “وقاحة” الغرب لكن لدينا جرأتنا في التناول وهذه هي الطريقة الحسية التي نحن بحاجة إليها.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.