النزاهة

 

بقلم: فاطمة الصباح

النزاهةتعبيرُ يحملُ بيت حروفة معانٍ عظيمة،ويفتقد البعض إحتضان تلك الحروف في عقلة وقلبه ولكن لديه القدرة على أن يجمعها في قرطاس ويضعها فوق الرف ويقول في نفسه قد أحتاج إليها يوماً ولكنه مسكين لايعلم أن ( النزاهة ) قيمة حقيقية يمتلكها الإنسان وتسيرُ به إلى أرض السلام وهي ليست إحتكاراً على العمل ولكن النزاهة الفكرية والعاطفية أشد
فهي الطريق إلى النزاهة في العمل وشتى مجالات الحياة.
تعال نُبحر في معنى النزاهة ولماذا البعض يجعلها ماكثة على الرفوف تنتظر مدالأيدي إليها لتُنقذها من أغبرة المكان وقسوة النفوس النزاهة،
فالنزاهة مصدر نَزُهَ نَزاهةً، وتَنَــزَّهَ تنَزُّهًا، إذا بَعُدَ، ونَــزَّهَ نفْسَه عن القبيح: نَحَّاها، والنَّزاهةُ البُعْد عن السُّوء. النزاهة قيم وسلوك
يكون هذا السلوك نوعين :
١/ النوع الأول يتعلق بالأفرادبحيث يِسيء بسلوكياته في المنشأة التي تمتلك قيم ومباديء.
٢/ النوع الثاني يتعلق بالمنظمة أو المنشأة تُسيء السلوك بشكل مخيف.
في مجال حماية النزاهة نحتاجُ إلى وقفة جادة وإلى حملات توعوية وتثقيفية ، لتحقيق قيم النزاهة، والشفافية، والمسؤولية، والالتزام الأخلاقي، من خلال غرس تلك القيم بداخلنا أولاً وثانياً وآخراً
وحينما توضع في مكان أختباري لاتجعل المصلحة الشخصية هي دوافع ذات أولوية في تحقيق تلك المصالح وتُعلق ( النزاهة ) على الرفوف
وفي قراءة سابقة في النزاهة جاء فيها
وقد غفلَت الكثير من المؤسَّسات العربية عن هذا الجانب؛ لأسباب، منها أنَّ الثِّقة الأخلاقية طغَت على الرقابة والمحاسبة، الأمر الذي أوجَد التحايلَ الذَّكي على الكثير من الأنظمة والقوانين، أوصل ذلك التحايل إلى قبول ما لا يجوز من السلوكيَّات التي تمثِّل فسادًا لا يُقبل، سواء من ناحية تمدُّد الصلاحيات، أو استغلال النُّفوذ، وعلى مستوى صاحب السلطة أو القوانين أو التطبيقات…( مُقتبس )
الصِّدق، والأمانة، وعدم الإضرار
تلك القيم تُستأصل الفساد كما أن المحافظة على الموارد والممتلكات قيم يتحقق من خلالها النزاهة
قال ابن حزم: “نَزَاهة النَّفس؛ وهذه صِفة فاضلة مُتَرَكِّبة من النَّجدة والجود، والعدلِ والفهم؛ لأنَّه فَهِم قلَّة الفائدة في استعمال ضدِّها، فاستعملها، وكانت فيه نجدة أنتجت له عزَّة نفسه، فتنزَّه، وكانت فيه طبيعة سخاوة نَفس، فلم يهتمَّ لما فاته، وكانت فيه طبيعة عَدل، حببَت إليه القُنوع وقلَّة الطَّمع”.
وقال الماوردي: “والنَّفس الشَّريفة تطلب الصِّيانة، وتُـرَاعي النَّزاهة، وتحتمل من الضُّرِّ ما احتملَت، ومن الشِّدَّة ما طاقت، فيبقى تحمُّلها، ويدوم تصوُّنها”.
لعلي أختم المقال بتوجيه لطيف لنُعزز الجانب السلوكي الأخلاقي من خلال التمسك بقيمنا ( القناعة – دع القيم هي الموجه لسلوكك – تحمل المسؤولية – وكن على يقين أنَّ الضمير النَّزيه هو النَّزاهة بعينها.
دُمتم أنقياء كالمياه المنسابة من الجبال الشاهقة.
_________
@fatemah_sab

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.