هارفارد.. انقسامً عميق بسبب حرب غزة

19 ديسمبر 2023

صحافة العالم – لوموند

نشرت صحيفة لو موند الفرنسية تقريراً يفيد بتصدعٍ عميق داخل أروقة جامعة هارفارد العريقة بسبب الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، وهو ما أدى إلى تقويض موقف رئيستها الجديدة كلودين جاي، التي تعد أيقونة في الدوائر التقدمية.

وقال تقرير الصحيفة، إن “اختيار كلودين جاي، وهي امرأة سوداء وابنة مهاجرين من هايتي وخبيرة في الدراسات الأفريقية الأمريكية، لقيادة جامعة هارفارد اعتبارًا من 1 يوليو 2023، كان بمثابة قفزة تقدمية لأقدم جامعة أمريكية، تضم 25000 طالب و2450 أستاذًا مدرسيًّا”، لكن أحداث السابع من أكتوبر تسببت بتقويض موقفها.

ووفق الصحيفة فقد “كافحت كلودين جاي في 5 كانون الأول/ ديسمبر لتوضيح موقفها حول حوادث معاداة السامية في الجامعات، جنبًا إلى جنب مع نظرائها من جامعة بنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وسعت للرد بوضوح على استفسار من عضو الكونغرس إليز ستيفانيك فيما يتعلق بالدعوة إلى الإبادة الجماعية ضد اليهود الذين ينتهكون قوانين التحرش والترهيب بالجامعة”.

وأسفرت جلسة الاستماع في الكونغرس، والتي شاهدها الملايين عن دعوات لاستقالة رؤساء الجامعات الثلاث.

وفي مواجهة الضغوط للدفاع عن سياسات حرية التعبير، تمسك الرؤساء بالبيانات المعدة مسبقًا، ما أدى إلى الصدام مع ستيفانيك، حيث تحول النقاش من دعم الانتفاضة إلى مسألة الإبادة الجماعية.

وبينما استقال رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تشكلت مقاومة داخلية لحماية الأيقونة الناشئة، كلودين جاي في جامعة هارفارد.

بدورهم، أدان أعضاء هيئة التدريس السود في جامعة هارفارد، بما في ذلك المؤرخة أنيت جوردون ريد، التلميحات ذات الدوافع السياسية حول عملية اختيار جاي، مؤكدين مؤهلاتها العلمية.

وفي الوقت نفسه، حذر جيسون فورمان، الخبير الاقتصادي بجامعة هارفارد، من الاستسلام للضغوط السياسية والمالية، مسلطا الضوء على التحديات التي تواجهها الجامعة فيما يتعلق بمعاداة السامية، وكراهية الإسلام، والحرية الأكاديمية، وتنوع وجهات النظر.

واشتدت ردود الفعل العنيفة من المحافظين، إذ استطلعت قناة فوكس نيوز أعمال جاي الأكاديمية بحثًا عن سرقة أدبية، فيما هدد المانحون الأثرياء، بما في ذلك الملياردير بيل أكمان بقطع الأموال، ما أسهم في خلق بيئة مستقطبة.

وعلى الرغم من التحديات، أكد مجلس إدارة جامعة هارفارد، على دعم رئاسة جاي في 12 ديسمبر/ كانون الأول، منتقدًا رد فعلها على هجوم حماس ومستشهدًا باقتباسات بسيطة في منشوراتها.

وكشفت الأزمة عن خطوط الصدع في الجامعات، لاسيما بين الطلبة المؤيدين للفلسطينيين واليهود، فضلا عن التوترات مع المانحين الأكبر سنا، ومعظمهم من اليهود، إذ شهدت الجامعات زيادة في حوادث الكراهية ضد اليهود والمسلمين في جميع أنحاء البلاد.

وبحسب الصحيفة، واجهت سمعة هارفارد في حرية التعبير انتقادات، واحتلت مرتبة سيئة في احترام حرية التعبير، فيما أدت الميول السياسية في الحرم الجامعي خصوصا التقدمية، إلى تأجيج الجدل، مبينة أن “الأزمة المستمرة، ضد الجهل والإنكار التاريخي، أدت إلى الاستقالات واتخاذ الإجراءات التأديبية والمناقشات حول حرية التعبير”.

وأحاط الجدل أيضًا بمجلس معاداة السامية في جامعة هارفارد، الذي تعرض لانتقادات بسبب تكوينه وتعامله مع شعار “من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر”، في حين سلط الوضع الضوء على تحديات الموازنة بين حرية التعبير والتهديدات المحتملة، حيث أثارت الدعوات لفرض قيود مناقشات في الجامعات بجميع أنحاء البلاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.