نورا رحّال … مشوار غنّي يستحق أن يصير مسلسلاً!

19 مايو 2023

وسام كنعان- دمشق

مهما كنت محايداً ودبلوماسياً ستتخذ موقفاً من نورا رحّال! وبدون تدّخل أحد بخياراتك، أو التأثير عليك سيكون موقفك إيجابياً منها، بل ربما مترفاً بالحب والمشاعر والودّ الطافح! الممثلة والمغنية السورية التي خبرت شكلاً مختلفاً من الحياة لدرجة  وصلت إلى  طابق عال جداّ في بناء الكرم، يصعب الوصول إليه. وكرمها لا يرتبط بكم تملك من الأموال على الإطلاق، إذ يمكن أن تقتسم مع صديق آخر قطعة نقدية معها وتمضي دون أن تلتفت للوراء، كما أن بيتها في «الرابية» في لبنان على مدرا عمر كامل  كان مضافة  لكل الأصدقاء والزوّار والغرباء حتى. يكفي أن تقول لها أنا في بيروت لتجيبك: «تعرف البيت سأنتظرك على العشاء» تاريخياً خبرت نورا صيغة حياة باذخة، ربما لم تتح لأحد من زملائها لدرجة أنها كانت تتنقّل على طائرتها الخاصة بين العواصم العالمية في يوم واحد! تتناول فطورها في باريس، وغدائها في اسطنبول وتعود أدراجها إلى بيروت مثلاً! بينما تمارس هواية الغطس على مساحات شاسعة بعيداً من شواطئ اليونان! هناك كادت مرّة أن تقضي تحت الماء، عندما كانت تغطس وتخرج بسرعة كبيرة فإذا بها تجد نفسها متجهة نحو محرك القارب الذي كان يدور بسرعة كبيرة ولولا أن تتدارك الموقف بسرعة كبيرة لكانت لقيت حتفها آنذاك. لم تدم الأمور على حالها. بل مرّت المغنية بتباينات حادة. رغم أنها سبقت الكثير من السوريين، في بناء مجد وشهرة واسعي النطاق منذ أكثر من 15 عاماً، غير أنّ ظروفاً قاهرة جعلت قافلتها تخفف من سرعة مسيرها، في حين جرّبت نمطاً معيناً من الحياة الفنية وأحيت حفلات على كبريات المسارح ومختلف العواصم العربية والعالمية، ووقعت عقوداً مع أبرز شركات الإنتاج. أما على مستوى شخصي، فقد كانت الانقلابات الجذرية سمة حياتها لدرجة تسمح لقصّة حياتها بأن تتحول إلى مسلسل درامي مشوّق، خاصة أنها خبرت مرضاً خطيراً وشفيت منه! يكفي أن تقول في سوريا «يقطعني عليك» ليحيلك المستمع إلى نورا رحّال، أو أن تستعيد بحنين ممزوج بالشغف للأيام التي كانت دمشق بأبهى حال شارة مسلسل «أحلام كبيرة» (أمل حنا وحاتم علي)  والمقاطع المغنّاة داخل العمل والتي كتبها الشاعر السوري الكبير نزيه أبو عفش. «ما عاذ الله ان أقول لك وداعاً» و «كلّ شيء ضاق» ولو أدرنا البوصلة نحو التمثيل لخرجنا بنتيجة منطقية تقول بأن رحّال تمثّل بعينيها  دوناً عن أي شيء آخر. العينين المدركتين اللتين تطفحان بالإحساس والصدق، يمكن لهما أن توصلان أهم المشاعر وأعمق الأحاسيس. المشوار في التمثيل بدأته مع المخرج حاتم علي في مسلسل «سفر» (1997) إلى جانب مشروعها الغنائي الأساسي. قدمت نورا في السابق مجموعة تجارب منها مسلسل «كوم الحجر» (رضوان شاهين)، والفيلم السينمائي «ما ورد» (أحمد إبراهيم أحمد)، بالإضافة إلى وضع صوتها كعلامة فارقة على تترات عدد من المسلسلات، على شاكلة «هوى بحري» (باسل الخطيب) وكما أسلفنا «أحلام كبيرة» (حاتم علي) وغيرهما.

اليوم تتواجد نوار رحّال في دبي كي تصوّر مشاهدها في مسلسل  «ترانزيت» مع المخرج باسم السلّكا ويضم مجموعة ممثلين سوريين. منهم : ناظلي الروّاس، نادين تحسين بيك، هافال حمدي وغيرهم. المسلسل المنتظر يتألف من 45 حلقة، فيما يتكتّم القائمون عليه عن إعطاء أيّ تفاصيل حول القصة وخطوط الحكاية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.